رئيس التحرير
خالد مهران

كيف ولماذا حدث الانقراض العظيم قبل 252 مليون سنة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قبل حوالي 252 مليون سنة، وقع الانقراض العظيم حيث اختفت جميع أشكال الحياة تقريبًا على الأرض، عُرف هذا الحدث باسم الانقراض الجماعي البرمي-الترياسي - أو الانقراض العظيم - وكان الأكثر كارثية من بين أحداث الانقراض الجماعي الخمسة المعترف بها خلال 539 مليون سنة الماضية من تاريخ كوكبنا.

تفاصيل الانقراض العظيم

اندثر ما يصل إلى 94% من الأنواع البحرية و70% من فصائل الفقاريات الأرضية، كما شهدت الغابات الاستوائية - التي كانت، كما هي اليوم، بمثابة أحواض مهمة للكربون ساعدت في تنظيم درجة حرارة الكوكب - انخفاضًا هائلًا في أعدادها.

لطالما اتفق العلماء على أن هذا الحدث نجم عن ارتفاع مفاجئ في غازات الدفيئة، مما أدى إلى ارتفاع شديد وسريع في درجة حرارة الأرض، ولكن ما ظل لغزًا هو سبب استمرار هذه الظروف شديدة الحرارة لملايين السنين.

ثوران بركاني هائل

كان انفجار كميات هائلة من الصخور المنصهرة في سيبيريا الحديثة، والتي تُسمى "فخاخ سيبيريا"، هو الشرارة التي أشعلت الانقراض العظيم، حيث انفجرت هذه الصخور المنصهرة في حوض رسوبي غني بالمواد العضوية.

كانت الصخور المنصهرة ساخنة بما يكفي لإذابة الصخور المحيطة بها وإطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض على مدى فترة قصيرة تصل إلى 50،000 عام، وربما تصل إلى 500،000 عام. 

ويُعتقد أن هذه الزيادة السريعة في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، وما نتج عنها من ارتفاع في درجة الحرارة، هي الآلية الرئيسية للقضاء على معظم أشكال الحياة في ذلك الوقت.

يُعتقد ايضا أن درجات حرارة السطح على اليابسة ارتفعت بما يصل إلى 6 إلى 10 درجات مئوية، وهي سرعة فائقة لا تسمح للعديد من أشكال الحياة بالتطور والتكيف. في ثورات بركانية مماثلة أخرى، عادةً ما يعود النظام المناخي إلى حالته السابقة في غضون 100،000 إلى مليون سنة.

لكن ظروف "الاحتباس الحراري الفائق" هذه، التي أدت إلى ارتفاع متوسط ​​درجات حرارة سطح الأرض عند خط الاستواء إلى أكثر من 34 درجة مئوية (أي أعلى بحوالي 8 درجات مئوية من متوسط ​​درجة الحرارة الاستوائية الحالية)، استمرت لنحو خمسة ملايين سنة.