رئيس التحرير
خالد مهران

حسام صلاح الدين يكتب: مآلات الحرب الإسرائيلية الإيرانية وما هي سيناريوهات القادم؟

النبأ

أولا الضربات المفاجئة: كانت ضربات الكيان الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمثابة بداية جدية للصراع بينهما.. بينما كانت إيران تستعد للجولة الأخيرة مع المفاوضات الأمريكية التي كانت حتمًا ستنتهي بالفشل لم تتمهل إسرائيل حتى أشعلت الصراع بينها وبين إيران مستغلة الاختراق الأمني الكبير داخل الأراضي الإيرانية من خلال عملائها في إطلاق مسيرات كثيرة من الغرب والجنوب تتبعها ضربة قوية من سلاح الجو الإسرائيلي وهذا ما شهدناه جميعا قد وقع على العاصمة طهران، فأدى إلى اغتيال كوادر الحرس الثوري كأنه إعادة مشهد اغتيال قادة وكوادر حزب الله في لبنان العام الماضي.

فالنظرية اليهودية دائما تعتمد على المبغاتة والاختراقات الأمنية وتصفية القادة والكوادر لإنشاء حالة نفسية داخل المجتمع المستهدف بهدف بث الرعب داخليا وإرباك صفوف الجماهير وبالطبع القضاء على الكوادر والعلماء في لحظة واحدة.

فيما قامت الجمهورية الإسلامية بلم شتاتها سريعًا وتعين قادة جدد بل وبدء عملية موسعة ضدد إسرائيل تتمثل في هجمات قوية وعنيفة بالصواريخ البالستية والمسيرات لفرض واقع جديد على تل أبيب لم تراه في حياتها.. وكانت تلك الهجمات من إيران ليست على غرار المعتاد بل كانت الصواريخ بعضها يحمل رؤوس حربية شديدة الانفجار أدت إلى اختراق القبة الحديدية والوصول بالفعل لمناطق محصنة مثل حيفا بل وقلب العاصمة المحتلة تل أبيب.

فيما تعتمد النظرية الإيرانية العسكرية إرباك الدفعات الجوية الإسرائيلية بكثير من الصواريخ لتشتيت النظام الدفاعي الاسرائيلي بينما يكون الهدف وصول من ثلاث إلى خمس صواريخ بالستية محملة بالرؤوس الحربية شديدة الإنفجار وهذا ما أدركته اسرائيل أمس وقالت على لسان وزير دفاعها إن إيران تملك الكثير من الصواريخ على عكس توقعتنا وهذا أمر مرهق لدفعاتنا الجوية بشكل فائق للحدود.

ونحن هنا أمام فخ اسرائيل محتمل تنصبه لإيران: وهي عبارة عن أن تكون إسرائيل تعمل على استنزاف قدرات ايران الصاروخية التي بناء على تقارير دولية يمكن استنزافها خلال أسابيع قليلة إذا استمرت وتيرة الحرب بينهما فحينها تعمل إسرائيل على ضربة قوية تنهي بها قدرات ايران بصورة نهائية.. وإن كان هذا السيناريو يبدوا منطقيًا إلا أنه يبقا مرهونًا بتقديرات إسرائيل عن قوة المنظومة الصاروخية لإيران وقد يثبت فشل إسرائيل في ذلك فما زال الحرس الثوري يملك كروت كثيرة أشار اليها إعلاميها وعلى لسان وزير دفاعه الجديد أن ما لدى إيران من القدرة الصاروخية فوق مستوى تخيل إسرائيل

وهنا ننتقل لسيناريو آخر أكثر حدة ودموية ألا وهو:  تغير قواعد الإشتباك عن طريق تدخل أمريكا في الصراع بشكل مباشر، وهذا ما كان محتملا بعد تغريدات الرئيس ترامب ووزير خارجيته التي قال فيها نحن لا نسعى لوقف اطلاق النار بل لإنهاء البرنامج النووي الإيراني
ولا يمكن تدمير البرنامج النووي الايراني عن طريق اسرائيل فهي لا تملك الصواريخ التي تستطيع تدمير تلم المنشأت التي تبعد عن سطح الأرض بمسافة 500 متر، لكن أمريكا تملك تلك الصواريخ شديدة الانفجار b2 b25 b5 وتلويح أمريكا بالتدخل المباشر في ذلك الأمر يؤدي بنا إلى نقطة فاصلة في تاريخ منطقتنا ألا وهي.

"حرب الخليج الأخيرة": إن إيران تدرك وبقوة أن أمريكا في مقدرتها سحق برنامجها النووي عسكريًا وما يمنعها حقًا هو ردة فعل ايران تجاه دول الخليج العربي التي يجمعها علاقة اقتصادية قوية بحليفها الأمريكي، ولكن النظرية العسكرية لإيران إنه إذا وجهت اليها أمريكا ضربة لمنشأتها النووية لن يكون لديها خيار آخر غير ضرب القواعد الأمريكية داخل بلاد الخليج العربي واشتعال الإقليم بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهذا في مصلحة اسرائيل ف النهاية لإنه ا الكاسب الوحيد في تلك الحرب فاشتعال الخليج وسقوط عواصم عربية تحت صواريخ الايراني هو هدف استراتيجي لإسرائيل

وحينها تكون قواعد اشتباك تلك المعركة قد تغيرت كليًا عن بدايتها.. فهل يمكن لإيران أن تسبق الجميع وتبادر بضربات على قواعد أمريكا ومصالحها في المنطقة؟ أم تنظر أن يتم توجيه ضربة عنيفة من أمريكا إليها؟ أم يمكن للخيار الأسلم للجميع وهو العودة للمسار الدبلوماسي واعادة التفاوض من جديد؟
كلها اسئلة سيتم الاجابة عليها خلال أيام قادمة ليست ببعيدة.!