رئيس التحرير
خالد مهران

ترامب في رسالة نصية: إيران ستخضع للشروط الغربية دون حرب

النبأ

كشف الإعلامي الأميركي المخضرم بيل أورايلي، المقرب من الرئيس الأميركي  دونالد ترامب، عن توقعات ترامب بأن إيران ستخضع في النهاية للمطالب الغربية، دون الحاجة إلى تدخل عسكري.

وفي مقابلة مع شبكة "نيوزنيشن" ، قال أورايلي إنه تبادل مؤخرًا رسائل نصية مع ترامب، أكد خلالها الأخير أن القيادة الإيرانية ستوافق قريبًا على السماح بتفتيش منشآتها النووية، بدلًا من مواجهة هجوم عسكري أميركي محتمل.

وبحسب أورايلي، فإن ترامب لا يميل حاليًا إلى استخدام القوة الجوية ضد طهران، مشيرًا إلى وجود تعقيدات جيوسياسية معقدة تشمل الصين وروسيا، ما يجعل خيار القوة أقل تفضيلًا في هذه المرحلة.

تصريحات ترامب، التي نُقلت عبر مراسلات خاصة، تعكس مزيجًا من الثقة في فعالية الضغط الأميركي، والحرص على تجنب صراع واسع النطاق قد تستغله قوى دولية منافسة.

وتأتي هذه الرسائل وسط تصعيد مستمر بين إيران وإسرائيل، وفي ظل مخاوف من أن أي تحرك عسكري مباشر قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، في وقت تشهد فيه الجغرافيا السياسية توترات غير مسبوقة بين القوى الكبرى.

ويُذكر أن هذه التصريحات تأتي بعد أيام من تأكيد ترامب أن الولايات المتحدة تمتلك "سيطرة كاملة وتامة" على الأجواء الإيرانية، في ما بدا أنه تصعيد في الخطاب السياسي تجاه طهران.

تأتي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن قرب "استسلام إيران" وخضوعها للشروط الغربية، في ظل تصعيد متسارع في التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، إلى جانب زيادة الضغوط الدولية بشأن برنامج طهران النووي.

منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018، دخلت العلاقات الأميركية الإيرانية في دوامة من التصعيد والضغوط المتبادلة. فُرضت حينها عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على إيران، ردّت عليها طهران بزيادة نسب تخصيب اليورانيوم وتقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، مع ضربات جوية وهجمات بطائرات مسيّرة متبادلة، ما زاد من مخاوف اندلاع نزاع إقليمي واسع قد يجرّ أطرافًا دولية كبرى مثل الولايات المتحدة، ويفرض تحديات استراتيجية على مستوى العالم.

في هذا السياق، تشكّل تصريحات ترامب سواء حول "السيطرة الجوية الكاملة" أو "استسلام إيران المتوقع "امتدادًا لنهجه القائم على الضغط الأقصى، ولكنه يعكس أيضًا قراءة سياسية بأن طهران قد تسعى لتفادي مواجهة عسكرية مباشرة في ظل تعقيدات إقليمية ودولية تشمل الصين وروسيا، وهما حليفان رئيسيان لإيران.

وتؤشر هذه الخلفية إلى أن تصريحات ترامب ليست معزولة عن الواقع الجيوسياسي، بل تأتي ضمن سباق الخطابات والمواقف في ظل ترقب دولي لمستقبل العلاقات مع إيران، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية، حيث يُتوقع أن يحتل الملف الإيراني موقعًا مركزيًا في الخطاب السياسي الأميركي.