ذكرى رحيل حامل البيان الإلهي.. محطات هامة في حياة الشعراوي

تحل اليوم الثلاثاء، السابع عشر من يونيو، الذكرى السنوية السابعة والعشرون لوفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث. نستعرض في هذه السطور محطات من حياة هذا العالم الجليل، منذ نشأته في الريف المصري، مرورًا بمسيرته العلمية والدعوية داخليًا وخارجيًا، وصولًا إلى إرثه الخالد في التفسير والفتوى والنصيحة.
النشأة والبدايات العلمية
وُلد الإمام الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة. التحق بالتعليم الأزهري وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1923، ثم واصل دراسته في المعهد الثانوي الأزهري، حيث ظهرت مواهبه الأدبية والشعرية، حتى أصبح رئيسًا لاتحاد الطلبة وجمعية الأدباء بالزقازيق.
رغم رغبته في عدم استكمال الدراسة الجامعية، أصر والده على التحاقه بالأزهر الشريف، فتخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م. اختار هذا التخصص ليكون مدخله إلى العلوم الشرعية كافة، وأصبح فقيهًا متمكنًا في اللغة والخطابة والبلاغة.
مواقف وطنية ودعوية مضيئة
برزت للشيخ مواقف وطنية مشرفة، أبرزها ردوده العقلانية على الشبهات حول الإسلام والقرآن الكريم وشخص النبي ﷺ، إلى جانب نشاطه الدعوي المكثف وسط الشباب. من المواقف التي عُرف بها، اعتراضه عبر برقية وجّهها إلى الملك سعود على نقل مقام سيدنا إبراهيم لتوسعة المطاف، واستجاب الملك لرأيه مدعومًا بالأدلة الشرعية، بل واستشاره لاحقًا في توسعة الحرم المكي الشريف.
مناصب في خدمة الإسلام
تقلد الشيخ الشعراوي مناصب عدة، أبرزها مدير مكتب شيخ الأزهر عام 1964، ورئيس بعثة الأزهر في الجزائر عام 1966، ووزير الأوقاف وشؤون الأزهر عام 1976. كما كان عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى المصري. رفض عدة مناصب لاحقًا، مفضلًا التفرغ للعلم والدعوة ومساعدة المحتاجين.
إرث علمي غني
خلّف الإمام الشعراوي تراثًا علميًا زاخرًا، من أبرز مؤلفاته: معجزة القرآن، الأدلة المادية على وجود الله، أنت تسأل والإسلام يجيب، الإسلام والفكر المعاصر، قضايا العصر، وأسئلة حرجة وأجوبة صريحة. وارتبط اسمه بتفسير القرآن الكريم على الشاشات، بأسلوب قريب من القلوب ومؤثر في العقول.
جوائز وتكريمات
نال الشيخ الشعراوي عدة أوسمة وجوائز، منها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى مرتين، ووسام الاستحقاق عام 1976، بالإضافة إلى حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعتي المنصورة والمنوفية.
وفاته وإرثه الباقي
رحل الشيخ عن دنيانا في 17 يونيو 1998م، عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد مسيرة حافلة في خدمة الإسلام والمسلمين. وظل اسمه حاضرًا في الذاكرة، وعلمه متداولًا بين الأجيال، ليبقى رمزًا خالدًا من رموز الوسطية والعلم.