رئيس التحرير
خالد مهران

السودان على خط التوتر الإقليمي.. الحركة الإسلامية ترفع "راية المقاومة" دعمًا لإيران

النبأ

في تطور لافت يعكس الانقسام داخل الساحة السياسية السودانية، أعلنت الحركة الإسلامية السودانية دعمها الكامل لإيران في مواجهة إسرائيل، في وقت أبدت فيه وزارة الخارجية السودانية موقفًا محايدًا نسبيًا، مكتفية بإدانة التصعيد والدعوة إلى وقف العنف.

وجاء موقف الحركة الإسلامية بقيادة علي أحمد كرتي في بيان رسمي دعت فيه إلى "تشكيل جبهة إسلامية موحدة لمواجهة العدوان الصهيوني"، مشددة على رفع "راية المقاومة إلى جانب إيران"، في وقت سارع فيه عدد من القادة الإسلاميين إلى إعلان دعمهم لطهران، من بينهم قائد كتائب البراء بن مالك، المصباح طلحة.

الخارجية السودانية تدعو للتهدئة

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية بيانًا أدانت فيه الهجمات على إيران، محذرة من خطرها على الأمن والسلم الدوليين، لكنها تجنبت الانحياز لأي من الطرفين، داعية مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى التدخل لوقف التصعيد.

أما مجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فقد التزم الصمت، ما أثار تساؤلات حول موقع السودان الحقيقي في هذه الأزمة المعقدة.

تورط عسكري وتحالفات متناقضة

أفادت تقارير متعددة أن إيران قدمت دعمًا عسكريًا مباشرًا للجيش السوداني، بما في ذلك طائرات مسيرة وتدريب من الحرس الثوري لكتائب "البراء" الإسلامية، في خطوة تعيد إلى الأذهان نمط الدعم الإيراني لحلفائها في اليمن ولبنان.

وفي المقابل، تربط السودان علاقات متطورة مع إسرائيل منذ لقاء البرهان بنتنياهو عام 2020، وتوقيعه لاحقًا على اتفاقيات "إبراهيم"، وهو ما يضع الحكومة في مأزق تحالفات مزدوجة يصعب التوفيق بينها.

بورتسودان... بؤرة صراع جديدة؟

كشف رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل عن احتمال ضلوع إسرائيل في الهجمات التي استهدفت بورتسودان – العاصمة المؤقتة للبلاد – والتي طالت منشآت حيوية مثل المطار ومستودعات الوقود.
وأشار إلى أن الهدف المحتمل للهجوم كان مجموعة من الخبراء الإيرانيين الموجودين في المدينة ضمن اتفاقيات عسكرية بين السودان وطهران.

 السودان في مهب الريح بين طهران وتل أبيب

المشهد السوداني يعكس أزمة توازن دبلوماسي وأمني، إذ لا تزال السلطة العسكرية تعتمد على دعم إيراني مباشر في الحرب ضد الدعم السريع، بينما تسعى للحفاظ على علاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة.

في الوقت ذاته، فإن الدعم العلني من الحركة الإسلامية لإيران يعكس انخراطًا أيديولوجيًا قد يُعقّد وضع السودان أمام القوى الدولية، ويهدد بجعل أراضيه ساحة صراع بالوكالة بين أطراف إقليمية كبرى.