استمرار المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع مع تفشي وباء الكوليرا

تتسارع الأحداث على الأرض في السودان مع استمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط أزمة إنسانية خانقة تهدد أرواح الملايين، في ظل نقص الغذاء وتفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق.
التطورات العسكرية
تشهد الساحة الميدانية تراجعًا نسبيًا في حدة الاشتباكات المباشرة، إلا أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة، خصوصًا عبر الطيران المسير والغارات الجوية.
شمال كردفان: نفذ الجيش السوداني عدة غارات بطائرات مسيرة استهدفت تمركزات قوات الدعم السريع، وشملت الضربات أيضًا سوقًا مدنيًا في مدينة "الكومة"، ما أسفر عن سقوط أكثر من 86 قتيلًا وجريحًا.
مدينة الأبيض: فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة، وكثفت القصف المدفعي في محاولة للسيطرة عليها، لما لها من أهمية استراتيجية كممر للمساعدات وهروب المدنيين.
نيالا: استهدفت الطائرات المسيرة للجيش مواقع الدعم السريع، من بينها فندقان، في تصعيد واضح داخل المدينة.
الفاشر: رغم هدوء نسبي في العمليات العسكرية، إلا أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا بفعل الحصار الخانق، ما أدى إلى ندرة في المواد الأساسية.
بورتسودان: واصلت قوات الدعم السريع شن غارات استراتيجية بطائرات مسيرة، في مؤشر على امتداد نطاق المواجهة.
الوضع الإنساني
في ظل استمرار الحصار والمعارك، تتفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق واسعة من السودان، لا سيما في مدينة الفاشر، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع جنوني للأسعار. كما توقفت جميع المستشفيات عن العمل، ما جعل الوصول إلى الرعاية الصحية شبه مستحيل.
تفشي وباء الكوليرا
أدى تدهور النظام الصحي إلى تفشي الكوليرا في مناطق عدة، أبرزها أم درمان وولاية الخرطوم، حيث تم تسجيل أكثر من 700 إصابة جديدة خلال الأيام الماضية. ورغم وجود مؤشرات على تراجع الإصابات الخطيرة، إلا أن الأوضاع في مراكز العزل لا تزال خطيرة، وسط ضعف كبير في الاستجابة الطبية ونقص الإمدادات.
في ظل هذا الواقع المؤلم، يظل الشعب السوداني يترقب نهاية الصراع وبداية مرحلة من السلام والاستقرار. المساعدات الإنسانية العاجلة باتت ضرورة قصوى لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة المستمرة.
منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، دخل السودان في واحدة من أسوأ أزماته السياسية والعسكرية والإنسانية على الإطلاق.