الدكتورمحمد حمزة يسأل: هل زاهي حواس تنطبق عليه صفات العالم الحقيقي؟

تعرّضت مقابلة الدكتور زاهي حواس مع الإعلامي الأمريكي جو روغان للكثير من الجدل، إذ أثارت ردوده العديد من التساؤلات حول مدى اعتماد المنهج العلمي السليم ومدى دقة المعلومات المقدمة في مجال المصريات والآثار.
ما تعريف العالم الحقيقي؟
العالم هو شخص متعمق في المعرفة العلمية ومتخصص في مجاله بحيث تتجاوز معرفته الحد التقليدي، فهو الخبير الذي يستند إلى المنهج العلمي السليم ويتحقق من المعلومات بدقة قبل نشرها. ومن الصفات الأساسية للعالم الحقيقي:
- اتباع المنهج العلمي والتراكم المعرفي دون إنكار جهود السابقين.
- الأمانة العلمية وعدم الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة.
- الانفتاح على النقد والجدل العلمي الموضوعي.
- الابتعاد عن الاستعراض الإعلامي والغرور الشخصي.
الجدل حول تصريحات د. زاهي حواس
في اللقاء الذي أجراه مع جو روغان، طرح الأخير العديد من الأسئلة الجوهرية حول الآثار المصرية والأهرامات، إلا أن ردود د. زاهي لم تكن مدعمة بأدلة كافية، حيث اكتفى بالإشارة إلى كتابه المخزن على الكمبيوتر في لاس فيغاس، وتجاهل ذكر جهود علماء المصريات الذين قدموا نظريات مختلفة حول بناء الأهرامات.
كما أثار الدكتور زاهي انتقادات واسعة بعد ظهوره في عدة برامج مصرية مثل: عمرو أديب، أحمد موسى، وشريف عامر، حيث حاول تبرير موقفه وتصحيح صورته الإعلامية، إلا أن كثيرين اعتبروا أن ردوده افتقرت إلى العمق العلمي ولم تقدم إجابات جديدة.
هل يمكن اعتبار زاهي حواس المرجعية الوحيدة في علم المصريات؟
بالنظر إلى تاريخ علم المصريات، نجد أن هناك أجيالًا من الباحثين والعلماء الذين ساهموا في دراسة الحضارة المصرية، ومن بينهم:
- فلندرز بتري (الذي نشر أكثر من 1000 بحث علمي).
- مارك لينر (الباحث في أهرامات الجيزة).
- جورج رايزنر، سليم حسن، عبد المنعم أبو بكر وغيرهم.
كما أن بعض الكتب المهمة مثل "الأهرامات المصرية" لأحمد فخري، وأبحاث العلماء الألمان حول مجموعة هرم منكاورع تثبت أن هناك إسهامات علمية كبيرة خارج نطاق د. زاهي حواس.
أهمية التدقيق العلمي في التصريحات الإعلامية
ينبغي على وسائل الإعلام تحري الدقة والموضوعية عند استضافة الخبراء، والتأكد من أن الضيوف يتمتعون بالمنهج العلمي السليم، بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي والمبالغة في الادعاءات الشخصية. كما يجب أن يكون هناك ضوابط علمية واضحة لكل من يتحدث عن الحضارة المصرية في وسائل الإعلام، لضمان تقديم معلومات دقيقة وموثوقة.
بقلم:
الدكتورمحمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقًا




