رئيس التحرير
خالد مهران

أكبر معمرة بالعالم تكشف عن عادات بسيطة لتعيش حتى سن المائة عام

إثيل كاترهام
إثيل كاترهام

تبلغ أكبر معمرة في العالم من العمر 115 عامًا، وتُدعى المرأة إثيل كاترهام، وحصلت كاترهام رسميًا على هذا لقب أكبر معمرة في العالم، بسبب اتباع عدة نصائح للصحة وطول العمر من المعمرين؛ لأنهم غالبًا ما يكونون استثناءً وليس قاعدة، إلا أن هناك بعض النصائح لأسلوب الحياة يمكننا استخلاصها من أبحاث أجريت على مجموعات من المُعمرين، والتي قد تساعدنا على زيادة فرصنا في عيش حياة أطول.

النشاط البدني

تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا أكثر يوميًا يميلون إلى عيش حياة أطول وأكثر صحة. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الانتقال من عدم ممارسة أي نشاط بدني إلى المشي السريع لمدة 75 دقيقة أسبوعيًا يزيد من متوسط ​​العمر المتوقع بحوالي عامين.

ولكن ربما يكون الأقل شهرة هو مدى ضرر الخمول على الصحة وطول العمر، وتختلف الآثار الإيجابية للتمرين عن الآثار السلبية للخمول، وهذا يعني أنه يمكنك التأثير إيجابًا على صحتك من خلال زيادة نشاطك وتجنب الخمول.

ومع أن التمارين الرياضية المنتظمة مفيدة لك، إلا أنها لا تستطيع وحدها تعويض أضرار الخمول والجلوس طوال اليوم. حتى أن الأبحاث تُظهر أن قلة الحركة ترتبط بارتفاع خطر الوفاة المبكرة لأي سبب.

تناول الخضراوات

النصيحة التي يخشاها الكثير من الأطفال، هي تناول الخضراوات إذا كنت ترغب في عيش حياة طويلة.

ووجدت دراسة حديثة تابعت حوالي ١٠٠ ألف شخص على مدى ٣٠ عامًا أن الأشخاص الذين بلغوا سن السبعين بصحة جيدة (أي أنهم لم يعانوا من أمراض مزمنة) تناولوا عادةً المزيد من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، وقلّلوا من الدهون المتحولة واللحوم الحمراء أو المصنعة والأطعمة المقلية والأطعمة السكرية.

ومن المهم أن هذه الدراسة لا تنص على ضرورة اتباع نظام غذائي نباتي، أو الامتناع عن تناول اللحوم الحمراء - بل تحدد فقط اتجاهات الأنظمة الغذائية المرتبطة بالشيخوخة الصحية.

النوم

يُعد النوم المنتظم والجيد مهمًا أيضًا للصحة مدى الحياة وطول العمر بشكل عام، وفي دراسة أجريت على حوالي 500،000 شخص، ارتبطت أنماط النوم غير المنتظمة بزيادة خطر الوفاة المبكرة بنسبة 50% مقارنةً بمن يتبعون أنماط نوم منتظمة.

وأظهر العاملون بنظام المناوبات خطرًا أعلى للإصابة بالسكتات الدماغية، وكانت الممرضات اللواتي عملن بنظام المناوبات المتناوبة لعقود أقل صحة وتعرضن للوفاة المبكرة عند التقاعد مقارنةً بالممرضات اللواتي لم يعملن بنظام المناوبات.

وفي حين تشير هذه البيانات إلى أن النوم الجيد والمنتظم مهم للصحة الجيدة، إلا أن مقدار النوم الذي تحتاجه وموعد النوم المناسب يبدو أنهما أمران يختلفان من شخص لآخر، وهذا يجعل تقديم توصيات شاملة أمرًا صعبًا.

التوتر

للتوتر آثارٌ عديدة على صحتك، فعلى سبيل المثال، تشير الأدلة المتزايدة إلى أن ضغوطات الحياة المبكرة (مثل فقدان أحد الوالدين، أو الإهمال، أو سوء المعاملة) يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة في مراحل لاحقة من الحياة - حتى على المستوى الجزيئي والخلوي، وذلك من خلال زيادة مستويات الالتهاب بطرق قد تزيد من خطر تدهور الصحة والوفاة المبكرة في سن الشيخوخة.

وفي المقابل، يكون كبار السن الذين يُظهرون مرونة نفسية متزايدة تجاه التوتر أقل عرضة للوفاة لأي سبب، وربما يرتبط تأثير العلاقات الاجتماعية بذلك. فالأشخاص الذين يعيشون حياةً أكثر نشاطًا اجتماعيًا يميلون أيضًا إلى العيش لفترة أطول. 

في الواقع، الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والذين يمارسون نشاطًا اجتماعيًا يوميًا هم أكثر عرضة للعيش لمدة خمس سنوات إضافية بثلاث مرات مقارنةً بمن لا يشاركون تقريبًا في أنشطة اجتماعية.

دور العوامل الوراثية

في حين أن هناك العديد من عادات نمط الحياة التي يمكننا تغييرها، إلا أن العامل الوراثي هو العامل الوحيد الذي لا يمكننا التحكم به فيما يتعلق بعمرنا، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن أن الطفرات الطبيعية في الجينات المرتبطة بطول العمر أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المعمرين.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد دور العوامل الوراثية مقابل نمط الحياة فيما يتعلق بعمر الإنسان، تشير التوقعات الحالية إلى أن طول العمر مرتبط بالعوامل الوراثية بنسبة تتراوح بين 20% و40%.

ومع ذلك، إذا كنت تريد الحصول على لقب أكبر معمرة في العالم لفترة أطول والبقاء بصحة جيدة قدر الإمكان، فحاول أن تكون أكثر نشاطًا بدنيًا كل يوم، وتناول نظامًا غذائيًا جيدًا، والحصول على قسط جيد من النوم ليلًا، والحفاظ على مستويات التوتر منخفضة.