رئيس التحرير
خالد مهران

بحث جديد يكشف أسرار جديدة عن القمر

القمر
القمر

أدت تقنية جديدة، تستخدم بيانات جمعتها مركبة فضائية، إلى إعادة النظر في تاريخ القمر الذي يعود إلى مليارات السنين.

صرح علماء ناسا يوم الأربعاء بأنهم اكتشفوا أسرارًا جديدة حول القمر، وتحديدًا، تمكنوا من فهم باطن الجرم السماوي بشكل أفضل من خلال تحليل بيانات الجاذبية التي جُمعت من مركبة فضائية تدور حوله.

وكشف هذا التحليل عن اختلاف واضح بين البنية الداخلية لجانبي القمر القريب والبعيد. يتميز الجانب القريب بسهول شاسعة تشكلت من الصخور المنصهرة، بينما يتميز الجانب البعيد بوعورة أكبر، حيث بدأ القمر كعالم منصهر، وجزء كبير من سطحه القديم مغطى بالحمم البركانية.

وتشير بعض النظريات إلى أن النشاط البركاني قبل ملياري إلى ثلاثة مليارات سنة أدى إلى اختلافات في باطن الكوكب، والتي من شأنها أن تتسبب في تراكم العناصر المشعة في أعماق الجانب القريب من الأرض. 

كما وجد الباحثون أن الجانب القريب من القمر ينحني أكثر من الجانب البعيد، مما يعني أن هناك شيئًا مختلفًا جوهريًا في البنية الداخلية للجانب القريب من القمر مقارنة بجانبه البعيد.

كيف تم الوصول لهذه الاستنتاجات؟

للوصول إلى هذه الاستنتاجات، طور الباحثون نموذجًا جديدًا لجاذبية القمر، والذي يساعد في النظر إلى الاختلافات في الجاذبية أثناء دورانه حول كوكبنا الأزرق.

تتسبب الاختلافات في انحناء القمر بسبب قوة المد والجزر للأرض، فكما يمكن للقمر أن يُملي المد والجزر على الأرض، تمارس الأرض قوة جذب على القمر.

بمساعدة حاسوب عملاق، أنتج مؤلفو الدراسة ما يصفونه بأنه أكثر خريطة جاذبية للقمر تفصيلًا حتى الآن. خريطة جاذبية تُظهر قياسات الجاذبية عبر القمر.

وبفحص نتائجهم ومقارنتها بنماذج أخرى، وجد فريق الباحثين، ولكنه أكبر من المتوقع، في مدى تشوه نصفي الكرة.

في دراسة منفصلة، ​​استخدموا نفس التقنية للنظر إلى باطن فيستا، وهو جسم يقع في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، كما وجدوا أن فيستا على الأرجح لديه نواة صغيرة أو معدومة، على عكس النظريات السابقة. 

وطبق الباحثون مؤخرًا تقنية مماثلة على قمر المشتري البركاني آيو، كاشفين أن هذا القمر الناري من غير المرجح أن يحتوي على محيط صهارة عالمي.