رئيس التحرير
خالد مهران

تفاصيل المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان..إلى أين تتجه العلاقات التركية الإسرائيلية؟

تفاصيل المكالمة الهاتفية
تفاصيل المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، إنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، مشيرا إلى أنها تناولت موضوعات منها الحرب في أوكرانيا والملف السوري والأوضاع في قطاع غزة.

وأضاف، "أتطلع للعمل مع الرئيس أردوغان من أجل إنهاء الحرب العبثية، لكنها دموية، بين روسيا وأوكرانيا.. الآن!".، واصفا المكالمة بأنها كانت مثمرة.

وقال ترامب أن أردوغان سيزور واشنطن وأن الأخير دعاه أيضا لزيارة تركيا.

من جانبها، قالت الرئاسة التركية، في بيان، إن الرئيس رجب طيب أردوغان عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه للمفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة مع إيران وللجهود المبذولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

كما قال أردوغان خلال الاتصال إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى أبعاد خطيرة، وأنه يجب إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون انقطاع، ويجب وضع حد لهذه المأساة الإنسانية".

وأشار البيان إلى أن أردوغان أكد لترامب "استعداد تركيا للتعاون وتقديم كل الدعم الممكن للتوصل إلى وقف إطلاق النار وضمان السلام الدائم في المنطقة".

كما ناقش الرئيسان الوضع في سوريا. وفي هذا الصدد، قال أردوغان إن "جهود الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات على سوريا ستساهم في حماية وحدة أراضي سوريا واستقرارها".

ودعا أردوغان نظيرة الأمريكي لزيارة تركيا، وأكد أن أنقرة ستواصل اتخاذ خطوات لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات، لا سيما في قطاع الصناعات الدفاعية.

وكانت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، قد كشفت، نقلا عن مصادر إسرائيلية بأن نتنياهو أعرب سرًا لمعاونيه عن استيائه من سياسات ترامب في الشرق الأوسط.

كذلك لفتت المصادر إلى أن نتنياهو يشعر بالقلق إزاء دعم ترامب لجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تعزيز قبضته على سوريا.

كما أكد أكثر من مرة أن إسرائيل لن تسمح بتوسع تركي في سوريا أو إقامة قواعد عسكرية هناك.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قد كشفت أن الجيش الإسرائيلي ضاعف وجوده في مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة مع سوريا، مع إجرائه محادثات مع أنقرة لتنسيق النشاط العسكري في سوريا.

ووفق الصحيفة: "أجرت إسرائيل محادثات مع ممثلين من تركيا لتنسيق النشاط العسكري في سوريا".

ويعتقد الجيش الإسرائيلي، أن تركيا مهتمة بتكوين جيش دائم للشرع (الرئيس السوري أحمد الشرع)، خاصة بعد تدمير العديد من مخزونات الأسلحة الكبيرة للنظام السوري السابق، من قبل القوات الإسرائيلية. ومع ذلك، لا تزال أنقرة مترددة بشأن التكلفة المالية.

ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي كبير قوله: "نظام الشرع، لا يزال يكافح لتوحيد السلطة. إنه لا يسيطر على مناطق واسعة، بما في ذلك الساحل الذي تهيمن عليه الطائفة العلوية، والمناطق التي تسيطر عليها تركيا والأكراد في الشمال، والمناطق البدوية في الجنوب الشرقي. من غير المحتمل أن تكون هذه المنطقة الحدودية مع إسرائيل هي أولوية بالنسبة لهم في الوقت الحالي."

كما يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ مشروع هندسي ضخم لتعزيز الحدود، حتى الآن، تم الانتهاء من حوالي 20 بالمئة من منطقة العزل الممتدة على 90 كيلومترا مع سوريا، بما في ذلك خنادق عميقة وسدود دفاعية.

وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي للصحيفة: "تكتيكاتنا هنا مشابهة لتلك في الضفة الغربية — نقاط تفتيش مفاجئة، ودوريات". وأضاف: "لكن إذا حصلنا على تحذير أو معلومات استخباراتية حول فاعل عدائي، نضرب على الفور ودون تردد".

وقبل أيام قليلة، دعت وزارة الخارجية التركية، إسرائيل إلى وقف غاراتها الجوية على سوريا.

واوضح المتحدث باسم الخارجية التركية، في بيان، بأنه «في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة إلى سوريا، من واجب المجتمع الدولي أن يساهم في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا.

وتابع: «في هذا السياق، على إسرائيل أن تضع حدا لضرباتها الجوية التي تضر بالجهود من أجل وحدة سوريا وسلامة أراضيها».

وخلال الأشهر القليلة الماضية، دخلت أنقرة في محادثات معمقة مع دمشق حول إنشاء قواعد عسكرية تركية في مناطق مختلفة على الأراضي السورية، بهدف تعزيز التعاون الدفاعي وتدريب الجيش السوري الجديد بعد إعادة هيكلته، وتزويده بالمعدات والأسلحة التي يحتاجها.

وأعلنت إسرائيل رفضها لهذه التوجهات بدعوى أنها تشكل خطرا مستقبليا على أمنها، متهمة حكومة دمشق بأنها "إرهابية" وبأنها لا تثق بها، رغم التطمينات العديدة التي صدرت عنها وتمسكها باتفاقية فصل القوات لعام 1974.

وفي إطار حملة لاستهداف المواقع العسكرية السورية، أعلنت إسرائيل في 25 مارس/آذار الماضي قصف قاعدة تيفور قرب تدمر بمحافظة حمص التي سبق أن استهدفتها القوات الإسرائيلية في الأسبوع نفسه، ومطار حماة العسكري، وهما من بين قواعد عسكرية سبق أن تفقدها خبراء أتراك بهدف نشر قوات فيها بناء على اتفاق من المتوقع إبرامه قريبا بين دمشق وأنقرة.

وقد عبر الجانب التركي بعد الهجمات الإسرائيلية عن عدم رغبته بحدوث مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وفي الوقت ذاته هاجم السلوك العدواني الإسرائيلي في سوريا.

وقال بيان للخارجية التركية إن حكومة إسرائيل "العنصرية والأصولية" بطموحاتها التوسعية أصبحت أكبر تهديد للأمن الإقليمي، مضيفة أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا -دون أي استفزاز من الأخيرة- تعد "غير معقولة"، وتشير إلى سياسة تقوم على إشعال الصراعات.

وبالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في السابع من أبريل/نيسان الماضي، التقى خلالها ترامب، الذي طالبه بحل مشاكله مع أردوغان، كشفت تقارير عن البدء بمحادثات بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان بهدف التوصل إلى آلية لمنع الصدام في سوريا، على غرار تلك التي كانت تربط إسرائيل وروسيا في عهد النظام السابق.

ودعا الرئيس الأمريكي نتنياهو -خلال لقائهما في البيت الأبيض- إلى التحلي بـ "العقلانية" في التعامل مع أردوغان، مبرزا علاقته الجيدة مع الرئيس التركي، واستعداده للتوسط لحل المشاكل بينهما.

وبحسب تقارير للصحافة العبرية، سبق هذا التصعيد نقاشات داخل الحكومة الأمنية الإسرائيلية بشأن سبل التصدي للنفوذ التركي المتزايد في سوريا، الذي تعتبره تل أبيب أنه يحل محل النفوذ الإيراني الذي ساد في عهد النظام السوري السابق، مع فارق يتمثل في أن إسرائيل قد لا تكون قادرة على استهداف القوات التركية، لكونها جزءا من حلف الناتو.