رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ننفرد بالكواليس.. «حمادة ومراته» معلومة تقلب الموازين في مذبحة أم دومة بسوهاج

المتهمين في مذبحة
المتهمين في مذبحة أم دومة بسوهاج

كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، لغز مذبحة أم دومة في مركز طما شمالي المحافظة، وتم تحديد وضبط مرتكبي الجريمة.

جاء ذلك في إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تبلغ لمركز شرطة طما بمديرية أمن سوهاج، يفيد بالعثور على جثة شخص مذبوح وثلاثة من أبنائه مصابين داخل منزلهم بناحية قرية أم دومة بدائرة المركز.

ننفرد بنشر الكواليس في مذبحة أم دومة في طما بسوهاج

على الفور، انتقلت قوة من وحدة مباحث مركز شرطة طما بمديرية أمن سوهاج، بقيادة الرائدان مدحت ماضي، وأحمد رشاد، معاوني مباحث المركز، وباقي القوة المرافقة، إلى مكان البلاغ، وتبين من خلال المعاينة والفحص، العثور على «سيد إبراهيم حسين عزوز»، 50 سنة، يعمل في تقليم شجر النخيل، جثة هامدة، وابنائه كل من: الطفل «عمر» 6 سنوات، (توفى عقب وصوله المستشفى الجامعي بأسيوط، متأثرًا بجراحه)، و«فرحة»، 17 سنة، مصابة بجروح غائرة بأماكن متفرقة بالجسم، وحالتها الصحية حرجة، وما زالت تتلقى الرعاية الطبية بالمستشفى الجامعي بأسيوط، و«كريم» 11 سنة، مصابا بحالة إغماء، تم إفاقته والتحدث له.

ونظرًا لما تمثله الجريمة من خطورة على الأمن العام، تم إخطار اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، بالحادث، والذي أمر بتشكيل فريق بحث جنائي، تحت إشراف اللواء محمد زين، مدير المباحث الجنائي بسوهاج، لكشف غموض الواقعة وظروفها وملابساتها، والوقوف على أسبابها، وسرعة ضبط الجناة.

وأخطرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج؛ النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة، والتي أمرت بنقل الجثة إلى مستشفى طما المركزي تحت تصرفها، ونقل المصابين الثان والثالث إلى مستشفى أسيوط الجامعي (توفى الثان ليلحق بوالده عقب وصوله للمستشفى)، بينما لا تزال الفتاة تتلقى الرعاية الطبية اللازمة وحالتها الصحية حرجة.

وشُكل فريق بحث جنائي بقيادة الرائدان مدحت ماضي، وأحمد رشاد، بمشاركة النقيبين أحمد المشنب، وأحمد ناصر، معاونو مباحث مركز شرطة طما، لكشف غموض الواقعة، وبدأ الفريق بسؤال الطفل الأخير وهو «الناجي الوحيد في الأسرة»، (على سبيل الاستدلال)، والذي قرر بأنه ليلة الحادث كان «بايت عند جدته» ولدى عودته للمنزل في الصباح؛ عثر على والده وأشقائه غارقين في بركة من الدماء، فأصيب بحالة صراخ هستيرية ثم إغماء، فحضر الجيران على صوت صراخ الطفل، وتسبب الحادث في حالة ذعر بين أهالي القرية من هول الصدمة، وأبلغوا رجال الشرطة بالحادث.

وفي الوقت الذي يكثف فيه فريق البحث الجنائي جهوده لكف لغز الجريمة الغامضة، وردت معلومة لفريق البحث الجنائي؛ عبر اتصال هاتفي تفيد بأن الفتاة (الضحية الثالثة) تردد على لسانها (حمادة ومراته)، فكانت هذه المعلومة التي رددتها الفتاة على لسانها بمثابة الخيط الذي أمسك به رجال الأمن لكشف اللغز المحير في الجريمة.

وتوصل فريق البحث الجنائي من خلال الفحص إلى أن الأسماء المشار إليها والتي ترددت على لسان الفتاة الضحية لـ«إثنين من أقربائهم»، مقيمان بذات القرية، هما: «نورال. س. أ. أ»، 37 سنة، ربة منزل، وزوجها «حمادة. ع. س. أ»، 39 سنة، عامل، وتبين أنهما وراء ارتكاب الجريمة، تم استهدافهما بمأمورية وأمكن ضبطهما، واقتيادهما إلى ديوان المركز.

وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، عن أن المتهمة الأولى تربطها صلة قرابة بالمجني عليه الأول (ابنة خالته شقيقة) وكانت تتردد على منزله منذ وفاة زوجة الضحية، لرعايته هو وابنائه ومساعدتهم في شئون منزلهم، وتربية الأولاد، وكانت على علم بكل أمور البيت، حيث كان معها نسخة مصطنعة من مفتاح المنزل، ولعلمها بأن نجل خالتها استلم مبلغ مالي قدره 500 ألف جنيه كان قد أقرضه لشخص منذ فترة مقابل تسليم (أرض رهن)، اختمرت في ذهنها فكرة سرقة المبلغ المالي بالاشتراك مع زوجها.

وفي سبيل ذلك، استعانت المتهمة بزوجها، وتوجه المتهمان إلى منزل نجل خالها  ليلًا مستغلان انغماسه هو وأولاده في النوم، ففتحا باب المنزل بنسخة المفتاح المصطنعة لدى المتهمة، ودخلا المتهمان المنزل، وأثناء قيامهما بتنفيذ مخطط السرقة؛ فاجأهم صاحب المنزل عقب استيقاظه من النوم؛ وعندما شاهدهما نهرهما، فاستل المتهمان سلاح أبيض عبارة عن «بلطة» كانت في مسرح الجريمة، وسددا له ضربة فوق الرأس اسقطاه قتيلًا وتخلصا منه حتى لا يفتضح أمرهما.

وعقب ذلك، استيقظت الفتاة وشقيقها؛ فوجدا والدهما غارقًا في دمائه، بينما كان المتهمان يقفان بجور الجثة، فحاول الأبناء الهرب لكن المتهمة وزوجها أمسكا بهما، وانهالا عليهما ضربًا بطعنات متفرقة باستخدام ذات السلاح «بلطة» قاصدين من ذلك إزهاق أرواحهما والتخلص منهما حتى لا يفتضح أمرهما، لكن القدر حال دون ذلك، ولاذ المتهمان بالفرار تاركين خلفهم باب المنزل مفتوحًا حتى حضر الناجي الوحيد في الأسرة في الصباح واكتشف الجريمة.

وبمواجهة المتهمين اعترفا أمام الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، بارتكابهما الجريمة على النحو المشار إليه، بغرض السرقة، لكن ما حدث حال دون تنفيذ جريمة السرقة خشية افتضاح أمرهم.

وتحفظت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، على المبلغ المالي وقدره 500 ألف جنيه، ومشغولات ذهبية، تم العثور عليهم داخل المنزل، وجارٍ تحرير المحضر اللازم الواقعة، وتولت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.