رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تعرف على ظواهر الاحتفال برؤية هلال رمصر عبر اتاريخ

النبأ

أختلف الاحتفال بقدوم شهر رمضان ورؤية الهلال عبر الزمان،ونستعرض في التقرير التالى،ظواهر الاحتفال برؤية هلال رمضان عبر التاريخ المصري،حيث يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، إن الاحتفال بـ هلال رمضان يعكس أهمية هذا الشهر في الثقافة الإسلامية، والمتتبع لتاريخ هذه الاحتفالات يتأكد من القيمة الاجتماعية والحضارية لهذا الشهر الكريم، بالإضافة لقيمته الدينية والفقهية، وكانت الاحتفالات في مصر برؤية هلال رمضان تبدأ في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وكانت الاحتفالات كبيرة وعظيمة يحضرها وجوه الناس وكبار رجال الدولة في العاصمة والمدن الكبرى.

ويؤكد المؤرخ إبراهيم عناني، عضو اتحاد المؤرخين العرب، أنه في عام 155هـ خرج أول قاض لرؤية هلال رمضان وهو القاضي أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذي ولي قضاء مصر، وخرج لنظر الهلال، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم دكة على سفح جبل المقطم عرفت بـ«دكة القضاة»، يخرج إليها لاستطلاع الأهلة، فلما كان العصر الفاطمي بني قائدهم بدر الجمالي مسجدًا له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدًا لرؤية هلال رمضان، كما سن الفاطميون أيضًا ما يعرف بموكب أول رمضان، أو موكب رؤية الهلال، وهي العادة الحميدة التي استمرت في العصر المملوكي، فكان قاضي القضاة يخرج لرؤية الهلال ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف، وتم في هذا العصر نقل مكان الرؤية إلى منارة مدرسة المنصور قلاوون، المدرسة المنصورية، بين القصرين لوقوعها أمام المحكمة الصالحية، وهي مدرسة الصالح نجم الدين بالصاغة، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفي المآذن وتضاء المساجد، ثم يخرج قاضي القضاة في موكب يحف به جموع الشعب حاملين المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل القاضي إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام.

أما في العصر العثماني، فعاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم، فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية بين القصرين، ثم يركبون جميعًا ويتبعهم أرباب الحرف إلى موضع مرتفع بجبل المقطم، حيث يترقبون الهلال، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، ويعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان، ويعود إلى بيته في موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل في ليلة مشهودة، واستمر الأمر على ذلك حتى أمر الخديو عباس حلمي الثاني بنقل مكان إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق.

 

موكب هلال رمضان

ومع إنشاء دار الإفتاء المصرية في أواخر القرن التاسع عشر، أسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان والاحتفال به، وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، ويتم ذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية بالوادي الجديد وتوشكى وسوهاج وقنا والبحر الأحمر ومدينة السادس من أكتوبر ومرسى مطروح ومرصد حلوان، وتعلن الدار نتيجة الاستطلاع في احتفال جميل يحضره الإمام الأكبر والمفتون السابقون ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة والوزراء وسفراء الدول الإسلامية ورجال القضاء وغيرهم من رجال الدولة، ويكونون جميعًا في ضيافة مفتى الديار المصرية.

وقد كان الاحتفال يتم في سرادق بجوار دار القضاء العالي، عندما كان مقر دار الإفتاء فيها، ثم استقلت الدار بمبناها الحالي بالدراسة، وانتقل الاحتفال لقاعة المؤتمرات بالدور الأرضي بمبنى الدار، إلى أن ضاقت بالحضور فانتقلت إلى قاعة المؤتمرات الكبرى للأزهر الشريف بمدينة نصر بالقاهرة، ويتم نقل الاحتفال من خلال الإذاعات الرسمية المسموعة والمرئية، ويبدأ الاحتفال بتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم، ثم يعلن فضيلة المفتي ثبوت رؤية الهلال، ومن ثم يكون اليوم التالي هو غرة الشهر الكريم، أو عدم ثبوته ويكون اليوم التالي المتمم لشهر شعبان.