رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ليسوا عربا ولا مسلمين.. يهود يتظاهرون ضد إسرائيل وانتفاضة على رئيسة المفوضية الأوروبية واستقالة مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية

يهود يقتحمون الكونغرس
يهود يقتحمون الكونغرس رفضًا للحرب في غزة

أن يعارض العرب والمسلمين الحرب المسعورة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الأن عن تدمير ألاف المنازل، واستشهاد وإصابة ألاف الفلسطينيين، فهذا أمر طبيعي وواجب، لكن أن يعارض يهود وأوروبيون هذه الحرب فهذا أمر مستغرب. 

استقالة مسئول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية

فقد استقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، يعمل في المكتب الذي يشرف على عمليات نقل الأسلحة، احتجاجا على قرار إدارة الرئيس، جو بايدن، بمواصلة إرسال الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل بينما تفرض حصارا على غزة في حربها مع حماس.

وفي خطاب استقالته، قال جوش بول، الذي كان مديرا للشؤون العامة والكونغرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية لأكثر من 11 عاما، إن "الدعم الأعمى لجانب واحد" من إدارة بايدن يؤدي إلى قرارات سياسية كانت "قصيرة النظر، ومدمرة، وغير عادلة، ومتناقضة مع قيمنا"، حسب تعبيره.

وأضاف معلقا على رد إسرائيل على  حماس، ودعم واشنطن لها بالقول "أخشى أننا نكرر نفس الأخطاء التي ارتكبناها في العقود الماضية، وأرفض أن أكون جزءًا منها لفترة أطول".

وقال بول أيضا، إن قطع إسرائيل للمياه والغذاء والرعاية الطبية والكهرباء عن غزة، وهي منطقة يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، يجب أن يخضع للقوانين الفيدرالية القائمة والتي تهدف إلى إبقاء الأسلحة الأمريكية بعيدة عن أيدي منتهكي حقوق الإنسان وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.

يهود يقتحمون مبنى الكونجرس

كما اقتحم، عشرات المتظاهرين من حركة "اليهود من أجل السلام، مبنى الكونجرس الأمريكي، مطالبين بوقف الحرب على غزة.

ورفع المحتجون داخل الكابيتول شعارات رافضة للعدوان على قطاع غزة، منددين بسياسات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ومنع سقوط المزيد من الضحايا.

كما نظمت حركات مدنية داعمة للقضية الفلسطينية ويهودية مناهضة للصهيونية، احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة ضد العدوان الإسرائيلي أبرزها حركتا "إن لم يكن الآن متى"، و"أصوات يهودية من أجل السلام".

وتم اعتقال متظاهرين من الحركتين بعد مطالبتهم بوقف العدوان على غزة في المظاهرة المناهضة لإسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي كولر".

وتصف حركة "إن لم يكن الآن متى" نفسها بأنها مجموعة من "اليهود الأمريكيين الذين يدعمون إنهاء الدعم الأمريكي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي، والمطالبة "بالمساواة والعدالة والمستقبل المزدهر للجميع".

كما تقول منظمة "أصوات يهودية من أجل السلام"، أنها تمثل "اليهود المنظمين من أجل التحرير الفلسطيني واليهودية خارج الصهيونية"، حسب موقع "نيويورك بوست".

انتفاضة على رئيسة المفوضية الأوروبية

كما وقع أكثر من 700 من كبار الموظفين والدبلوماسيين في المفوضية الأوروبية، على رسالة ينتقدون فيها بشدة مواقف أرسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية، بسبب انحيازها المطلق لإسرائيل وتجاهل المذابح التي تستهدف المدنيين في غزة.

وجاء في الرسالة، أن مواقف رئيسة المفوضية، تنتهك جوهر القيم التي بني على أساسها الاتحاد الأوروبي بل إن مواقفها تضر بأمن ومصالح أوروبا.

وجاء في الرسالة: فوجئنا "بفوضى المواقف الأوروبية" بالنظر إلى الفظائع المرتكبة.

وقالوا "قلقون من دعم المفوضية الأوروبية غير المشروط لطرف واحد على حساب الطرف الآخر إلى درجة إضاءة مبنى المفوضية بألوان إسرائيل".

وأضافوا في رسالتهم النارية ضد تصرفات رئيستهم "يصعب علينا التعرف على القيم الأوروبية من خلال اللامبالاة التي أظهرتها المفوضية الأوروبية في الأيام الماضية إزاء مذابح المدنيين المتواصلة في قطاع غزة، ودوس حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".

وقالوا "حزينون من ازدواجية المعايير، حيث اعتُبر الحصار وقطع المياه والكهرباء من قبل روسيا عملا إرهابيا بينما يتم تجاهل الأفعال نفسها بالكامل من قبل إسرائيل ضد سكان غزة".

وقالو "لا يسعنا الوقوف صامتين أمام عجز المؤسسة التي تمثلنا عن وقف المأساة الفلسطينية المتواصلة على مدى عقود دون محاسبة، بل إن أفعالها ومواقفها المؤسفة تطلق العنان لإسراع وتيرة جريمة الحرب التي يجري ارتكابها في قطاع غزة".

وأضافوا في رسالتهم "استناد مواقف المفوضية الأوروبية إلى استقطاب الروايات عزز للأسف قصر النظر، وزاد في اتساع الهوة بين أوروبا والمسلمين، داخل حدود الاتحاد الأوروبي وخارجه، كما ساهم في زيادة معاداة السامية".

وقالو "هذه المواقف لا تمثل خطرا من الناحية الأمنية فحسب، من زاوية أمن مؤسسات الاتحاد وبعثاته في الخارج، بل تحفز ظهور ايديولوجيات كانت أثرت في الأجيال التي سبقتنا وكافح آباؤنا المؤسسون (مؤسسو الاتحاد) من أجل استئصالها، من خلال بناء أوروبا التي نظل نتمسك بها".

وأخيرا "نناشدك استخدام موقعك من أجل وقف الفظائع التي يجري ارتكابها أمام أعيننا، ونلح عليك العمل مع جميع قادة الاتحاد الأوروبي لتوصل الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار من أجل حماية المدنيين وحماية حياة المدنيين. إنه جوهر وجود الاتحاد الأوروبي".

عملية طوفان الأقصى

يذكر أن حركة حماس كانت أطلقت في السابع من أكتوبر، عملية "طوفان الأقصى" التي توغل خلالها عناصرها في مناطق إسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.

وشنت إسرائيل ضربات جوية وقصفا عنيفا على أبراج سكنية ومنازل وأنفاق ومساجد ومنازل لقادة في حماس في قطاع غزة وهي هجمات أودت بحياة مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، إذ توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بانتقام ساحق لهذا اليوم الأسود".

يأتي ذلك، عقب إعلان حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى" أمس السبت، وإطلاق ألاف الصواريخ من القطاع باتجاه الداخل الإسرائيلي في النصف الساعة الأولى من العملية، والتي أسفرت حتى الأن عن ومقتل وإصابة وأسر المئات من الجنود والمستوطنيين الإسرائيليين، كما ادت لاستشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين. 

وكان محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلن اليوم السبت، بدء عملية ضد إسرائيل، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن مقاتليها انضموا إلى حماس في الهجوم على إسرائيل.

وقال الضيف في بيان للحركة إن عملية "طوفان الأقصى" شملت إطلاق أكثر من 5000 صاروخ على إسرائيل. وأضاف: "اليوم يستعيد الشعب ثورته ويصحح مسيرته ويعود لمسيرة العودة".

ونشر إعلام تابع لحركة حماس صورا للحظات الأولى من العملية العسكرية في غلاف قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق اليوم حالة تأهب الحرب بعد تعرض إسرائيل لهجمات صواريخ من قطاع غزة.

وأظهرت مشاهد متداولة تسلل مقاتلين فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، ومواجهات وتبادل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية بإحدى المستوطنات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن "عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة عقب إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع. و"طُلب من أهالي المناطق المحيطة بقطاع غزة البقاء في منازلهم"، على ما قال الجيش في بيان.

وأُطلِقت عشرات الصواريخ من غزّة نحو إسرائيل، بشكل مفاجئ، في ساعة مبكرة صباح السبت، فيما دوّت صافرات الإنذار في الأراضي الإسرائيليّة. وسُمع دويّ انفجارات في مناطق مختلفة في قطاع غزّة، ناتجة عن إطلاق رشقات من الصواريخ المختلفة. وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من غزة، وقبلها أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن محاولة تسلل إلى مستوطنات غلاف غزة عبر طائرة شراعية.

ونقل تلفزيون "أي 24" عن مفوض الشرطة الإسرائيلي القول إن مسلحين من حركة حماس اشتبكوا في معارك في 21 موقعا في جنوب إسرائيل. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين في عدة بلدات. وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات التسلل تمت بطائرات شراعية وبحرا وبرا. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القتال دائر عند معبر إيريز الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة وقاعدة زاكيم.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن حركة حماس أعلنت الحرب على بلاده و"القوات الإسرائيلية تخوض قتالًا ضد العدو". وأضاف أن "جميع جنودنا يقاتلون في كل نقاط الاشتباك مع المسلحين الفلسطينيين"، حيث تم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الحكومة فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح السبت، واصفة ما حصل بـ "فشل استخباراتي خطير".

وأضافت الصحيفة في تقرير لها كتبه متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، أن "إسرائيل تعيش حربا صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين".

وبالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية ضد أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة، وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي يشن غارات واسعة على قطاع غزة، فيما فر المئات من سكان قطاع غزة من منازلهم الواقعة على تخوم الحدود مع إسرائيل.