رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

وسائل إعلام عبرية: حرب أكتوبر صفعة على وجه الغطرسة الإسرائيلية

وسائل إعلام عبرية:
وسائل إعلام عبرية: حرب أكتوبر صفعة زعزعت الغطرسة الإسرائيلية

تحدثت وسائل إعلام إسرائلية عن الذكري الخمسين لحرب أكتوبر، وتأثيرات حرب أكتوبر 1973 على الاحتلال الإسرائيلي.

وقال موقع "i24NEWS" أنّ "الهجوم المشترك الذي اجتاح فيه السوريون مرتفعات الجولان في الشمال، واقتحم المصريون التحصينات الإسرائيلية على طول قناة السويس في الجنوب، كان سببًا في زعزعة اليقين والغطرسة التي كانت قد ترسخت في إسرائيل". 

وأضاف أنّ الحرب كانت "نقطة تحول لم تغيّر إسرائيل فحسب، بل الشرق الأوسط أيضًا"، موضحًا أنّ "الحكاية بدأت بأحد أكثر الفصول إيلامًا، وهو الهجوم المفاجئ الذي شنته مصر وسوريا بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973 ـ يوم صوم، يوم الغفران، أقدس يوم في التقويم اليهودي".

وتابع الموقع: "بالنسبة لأمنون عميكام، الذي قاتل كقائد سرية في الحرب، فقد بقيت الذكريات، حتى بعد مرور 50 عامًا، قوية جدًا". ونقل عنه قوله: "شعرنا كما لو أنّ إسرائيل في خطر، وكانت هناك علامة استفهام حول وجودها. هكذا أرى الأمر".

قبل أيام فقط من الحرب، وعلى الرغم من العلامات المتزايدة، أعلنت الاستخبارات العسكرية لـ "الجيش" الإسرائيلي بثقة أنّ فرص اندلاع الحرب كانت "أقل من منخفضة"، ولم يشارك الجميع هذا التقييم، وفق الموقع.

ويستذكر اللواء الاحتياط حاييم إيرز، الذي قاد اللواء المدرع "421" خلال الحرب، بالقول إنّه "في اليوم السابق لاندلاع الحرب، سمعت محاضرة من أحد كبار ضباط الاستخبارات: لقد انتهى الأمر بافتراض أنه بما أن الجيوش العربية ليس لديها رد جيد على سلاح الجو الإسرائيلي، فلن تكون هناك حرب في السنوات المقبلة".

وأضاف: "نظرت إلى الخرائط التي قدّمها واعتقدت أن على الجيش الإسرائيلي أن يفعل شيئًا في هذا الوضع. لم أكن متأكدًا من أنه ستكون هناك حرب، لكنني اعتقدت أنه يتعين علينا القيام بشيء ما. اتصلت بنائبي وطلبت منه أن يطلب من جميع الضباط في اللواء البقاء في المنزل بجوار الهاتف".

وبحسب الموقع، "فمن المؤكد أن الهواتف رنّت في اليوم التالي، بينما كان اليهود في إسرائيل يحتفلون بيوم الغفران. وفيما كان ضباط اللواء 421 جاهزون، إلا أنّ بقية الجيش لم يكن كذلك".

من جانبه، قال عوديد مجيدو قائد السرية في ذلك الوقت، مستحضرًا من ذاكرته: "وصلنا إلى مركز الذخيرة التابع للجيش الإسرائيلي ووجدنا دباباتنا مفككة بالكامل".

وأشار إلى أنّ "الجزء السفلي من الخزان كان في مكانٍ آخر، ووضعت المحركات في مكان ثالث حيث توجد مدرسة الميكانيكا. وطلب مني رئيس القاعدة ألا أضغط عليه لأنه حسبما قيل له فإنّ أمامه 72 ساعة حتى يجهز الدبابات".

بدوره، يقول يائير غيلر، الذي كان ضابطًا شابًا في عام 1973، إنّ "هذه كانت أول حرب حقيقية شاركت فيها. فجأة، أنت ترى جنودًا يموتون، وجنودًا يُصابون. إنه أمر مخيف. ولأول مرة، أدركت أنّ هناك شيئًا من قبيل جنود مفقودين أثناء القتال".

في الأيام القليلة الأولى، "اليائسة"، تكبّد "الجيش" الإسرائيلي خسائر فادحة في الرجال والدبابات والطائرات. ولكن مع وصول المزيد من الوحدات الاحتياطية إلى الجبهة، استقرّ الوضع إلى حد ما. ومع ذلك، في الأسبوع الأول من الحرب، أمسك المصريون بزمام المبادرة.

كذلك، أكد أنه "قُتل 47 جنديًا وضابطًا من اللواء 421 في حرب يوم الغفران، وأُصيب المئات". 

ووصف الضابط المتقاعد في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور كهلاني، أن حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 شكّلت "صفعة" لـ "إسرائيل".

وفي حرب أكتوبر اختارت كل من سوريا والقاهرة شن هجوم مُشترك، في يوم كانت "إسرائيل" تُحيي "عيد الغفران"، أحد أقدس الأعياد اليهودية، وهو يوم صوم تُشلّ خلاله حركة الكيان.

وخلال مقابلته مع وكالة "فرانس برس" قال كهلاني الذي كان قائدًا لكتيبة "الدبابات 77" الإسرائيلية "فجأةً أدركنا أنها حرب شاملة"، مضيفًا خلال 24 ساعة سقطت مُرتفعات الجولان بأكملها في أيدي السوريين.

وأشار إلى أنّ "المعدات السورية كانت أكثر، فكلّ ثماني أو عشر دبابات تقابلها دبابة إسرائيلية واحدة"، لافتًا إلى أنّ نوعية الدبابات السورية كانت أفضل من الإسرائيلية.

وتحدّث كهلاني عن الأيام الأولى للحرب، قائلًا: "كان يمكن لمن يُراقب مجرى الأحداث أن يقول لا يوجد لدينا أي فرصة لحسم الحرب".

وعن مدى الضربات المُوجعة التي تلقّاها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي يتحدث كهلاني أنّه على مدى أربعة أيام من القتال كان الجنود بلا طعام تقريبًا، بلا نوم، ولم يتبقَ لهم سوى بضع ذخائر، متحدثًا عن تحوّلٍ سريع لسير المعركة بعد دعمٍ من جسر جوي أميركي.

وذكر الضابط الإسرائيلي المتقاعد أنّ عدد القتلى في "جيش" الاحتلال خلال الأسابيع الثلاثة للقتال تجاوز عتبة 2600 شخص، لذلك يرى كهلاني  أن حرب 1973 كانت بمثابة "صفعة قوية للغاية على الوجه"، مؤكدًا أنّ "كل شي تغيّر بعد حرب الغفران.. لم تعد ثمّة مُقدّسات".

وعن نتائج الحرب بالنسبة لكيان الاحتلال، قال كهلاني إنّ نتيجتها كانت استقالة رئيس أركان الجيش، دافيد إليغازر ورئيس الاستخبارات العسكري، إيلي زعيرا في العام 1974.

وعلى رغم عدم تحميلها مسؤولية مباشرة من قبل اللجنة، استقالت غولدا مائير بدورها من رئاسة الوزراء في العام ذاته.

ويرى العسكري السابق أنّ حرب 1973 مثّلت "تحذيرًا" لـ "إسرائيل" من "الأخطار الوجودية" المحيطة بها، والتي يرى أنّها تتمثّل في المرحلة الراهنة بإيران، ألد أعداء "إسرائيل" في المنطقة.

وفي وقتٍ سابق، قالت العقيد في احتياط "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، تاليا لانكري، إنّ "حرب يوم الغفران جرحٌ عميق، وصدمة نعيشها طوال الوقت، إذ إنّ كل شيء نراه يعني أنه ستحدث حرب". 

وأوضحت لانكري أنّ "هيئة الأركان العامة للجيش تقوم بتقدير للوضع في كل أسبوع، منذ يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)"، مضيفةً أنّ ذلك دائمًا ما ينتهي بسؤال: "هل يوجد مؤشرات تدل على حرب أم لا؟"، وخصوصًا مع "الحديث عن حزب الله، وما يحدث عند الحدود الشمالية، وكيف يطوّر قواته".