رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمد نور فرحات.. فقيه دستوري يُعيد رسم «خريطة المعارضة» ضد السيسي.. ما قصته؟

محمد نور فرحات -
محمد نور فرحات - أرشيفية


لم يكن يتخيل أكثر المتشائمين تشاؤمًا أن يكون مشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة بهذا السوء من حيث الخلو من المنافسة الجادة، ثم فشل الكيانات السياسية في تقديم مرشحين أقوياء أمام عبد الفتاح السيسي، الرئيس المنتهية ولايته الأولى، والذي أصبح على بعد خطوات قليلة من الفوز بولاية ثانية في انتخابات بـ«طعم الاستفتاء».


وسط الانتقادات التي توجه للنظام بسبب هذا المشهد «العبثي»، و«تفوير» المرشحين المحتملين، وتساقطهم واحدًا وراء الآخر، كشف الدكتور محمد نور فرحات، الفقيه الدستوري، عن سعيه لتدشين حزب سياسي جديد بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، رافضًا الكشف عن مزيد من التفاصيل حول هذا الكيان السياسي الجديد.


بحسب الصفحة الرسمية على «تويتر» للدكتور محمد نور فرحات، فإن هذا الحزب المدني الجديد ستبدأ مشاورات تدشينه بعد الانتخابات الرئاسية، وسيكون كيانًا سياسيًا جامعًا لكل قوى الثورة المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، ومحصنًا ضد الاختراق.


ربما لم يجد هذا الإعلان اهتمامًا كبيرًا من الأذرع الإعلامية التابعة للنظام، أو حتى ردود فعل من قبل الساسة التابعين للتيار المدني؛ بسبب الانشغال بالحديث عن مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتوجيه الانتقادات إلى نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لكن المتابعين للشأن السياسي يدركون أن هذا الإعلان يمثل أهمية كبيرة؛ لاسيما أنه جاء على لسان فقيه دستوري معروف بمعارضته الشديدة للسياسات التي يتبعها النظام، فضلًا عن القبول الذي يحظى به في الأوساط السياسية.


نرشح لك: «لغز» ظهور البرادعى بعد «فرم» عنان وشفيق وخالد على.. (تقرير)




5 دلالات تكشف سر تدشين الحزب السياسي الجديد لـ«نور فرحات»

الإعلان عن تدشين هذا الحزب السياسي الجديد له الكثير من الدلالات؛ أولها: أن هذا الحزب الذي سيكون على رأسه الدكتور محمد نور فرحات سيعمل على قيادة معارضة جديدة وجادة ضد عبد الفتاح السيسي، في ولايته الرئاسية الثانية، وهذا الأمر يتضح من حديث «فرحات» الذي أكد أن مشاورات تدشين هذا الحزب ستبدأ بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التي أصبحت محسومة لـ«السيسي».


الأمر الثاني: يتمثل في تأكيد الدكتور محمد نور فرحات أن هذا الحزب سيكون «مُحصنًا ضد الاختراق»، ما يكشف أن هذا الفقيه الدستوري، يريد النجاة من فشل التجارب الحزبية والسياسية الأخرى التي نجحت الأجهزة الأمنية في «تفكيكها»، والعمل على انهيارها، وشغلها بالمشاكل الداخلية لها، عن طريق «زرع» عناصر تابعة لها في هذه الأحزاب.


الأمر الثالث: ربما يواجه هذا الحزب الكيانات السياسية الأخرى التي تنوي «التكويش» على انتخابات المحليات، أو حتى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي ستكون «الغلبة» فيها للقوائم وليس للفردي.


الأمر الرابع: بحسب حديث «فرحات» فإن الحزب الجديد سيكون «كيانًا سياسيًا جامعًا لكل قوى الثورة المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية» الأمر الذي يؤهله لتقديم مرشح رئاسي في الانتخابات التي ستجرى عام 2022.


الأمر الخامس: من المؤكد أن هذا الحزب سيواجه حربًا شرسة من الأذرع الإعلامية التابعة للنظام؛ لاسيما أن «فرحات» معارض شرس لـ«عبد الفتاح السيسي»، الأمر الذي سيكون عامل جذب لكل «الغاضبين» من هذا النظام للتجمع في الحزب المعارض الجديدة.




«شبح» تجربة المصري الديمقراطي الاجتماعي «يطارد» الحزب الجديد  
كان الدكتور محمد نور فرحات من المؤسسين لـ«الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي»، ضمن مجموعة أخرى من السياسيين البارزين على رأسهم: الدكتور محمد أبو الغار، والدكتور محمد غنيم، والمخرج السينمائي داوود عبد السيد، والاقتصادي حازم الببلاوي، والدكتور زياد بهاء الدين.

نجح هذا الحزب الذي تأسس في 2011 في تحقيق نجاحات كبيرة؛ لاسيما بعد مشاركته في انتخابات مجلس الشعب 2011-2012، متحالفًا مع حزبي المصريين الأحرار والتجمع فيما عرف بـ«تحالف الكتلة المصرية»، الذي حصد 34 مقعدًا من أصل 498 مقعد (أي 7%) كان نصيب حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي منها هو 16 مقعد، بحسب «ويكيبيديا».

لكن سرعان ما اندلعت الخلافات داخل هذا الحزب، وتسببت في «انتكاسته»، وهو الأمر الذي يُلقي بظلاله على التجربة الحزبية الجديد لـ«محمد نور فرحات»، الفقيه الدستوري الشهير الذي يحاول إعادة تشكيل «خريطة المعارضة» ضد السيسي.

ويرجع الكاتب الصحفي الكبير عبد العظيم حماد في مقال بعنوان: «أحزابنا من الداخل: المصري الديمقراطي الاجتماعي نموذجًا» الانتكاسة التي شهدها «المصري الديمقراطي الاجتماعي» إلى عدة عوامل منها:

1- الانقلاب السلطوي على تحالفات وتفاهمات ووثائق 30 يونيو 2013، هو ما أوقع المصري الديمقراطي الاجتماعي في هذا المأزق، مثله مثل كل الأحزاب «الجادة»، وكل منظمات المجتمع المدني «الجادة أيضًا».

2- أزمة «تيران وصنافير»، وكان تأثيرها المباشر على الحزب المصري الديمقراطي أنها وضعته في دائرة المستهدفين من أجهزة الأمن، في القاهرة والمحافظات، لأن عددًا كبيرًا من شبابه كانوا ضمن المتظاهرين المحتجين على تسليم الجزيرتين للسعودية، ولأن الموقف الرسمي للحزب كان التمسك بمصريتها.

3- الأزمة الأخيرة ومحورها الموقف من الانتخابات الرئاسية، إذ اعترض البعض على مشاركة رئيس الحزب فريد زهران في الاتصالات الاستطلاعية التي قيل إنها تستهدف تكوين جبهة معارضة لتأييد مرشح منافس للرئيس السيسي.



من هو اللاعب السياسي الجديد ضد السيسي؟

يُمثل الدكتور محمد نور فرحات، صوتًا معارضًا هامًا في الحياة السياسية؛ خاصة مع تعدد التجارب الحزبية التي خاضها وشارك في تأسيسها هذا الفقيه الدستوري، ووجهات نظره المناهضة للنظام، والتي يكتبها ويوثقها في مقالات تُنشر أسبوعيًا في واحدة من أوسع الجرائد اليومية انتشارًا وهي «المصري اليوم»، فهو مثلًا يرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يحقق نهضة اقتصادية في ولايته الأولى، ولكن الشعب تحمل أعباء الضرائب الجديدة، والدولة لجأت إلى الاقتراض، أما المشروعات الكبرى فلم يحس الشعب بالفوائد الاقتصادية لها، كما يرى أن البرلمان لم يحقق طموحات الشعب.


تكشف المعلومات المتوفرة عن الدكتور محمد نور فرحات، أنه أستاذ فلسفة القانون وتاريخه بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، وهو فقيه دستوري، ومحامٍ بالنقض، كان عضوًا فى حزب «التجمع»، لكنه جمد عضويته، ثم عاد إلى الحياة الحزبية بعد الثورة إلى حزب «الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى».


ترشح الدكتور محمد نور فرحات لرئاسة «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي» منافسًا للناشر فريد زهران، الذي فاز بالمنصب ليكون خليفة للدكتور محمد أبو الغار، مؤسس الحزب.


حصل «فرحات» على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 2003، وجائزة التفوق فى العلوم الاجتماعية عام 2001، وتسلم منصب كبير مستشارى الأمم المتحدة السابق لحقوق الإنسان، كما استعانت به الأمم المتحدة لوضع دستور دولة «المالديف».


زوجته الإذاعية هالة البيلى، التى عملت رئيسًا لـ«البرنامج العام».


تأتى تحركات الدكتور محمد نور فرحات الخاصة بتشكيل حزب سياسي جديد يقود المعارضة ضد عبد الفتاح السيسي، بديلًا هامًا لفشل و«احتراق» عدد كبير من الرموز السياسية المعارضة مثل المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي الذي يُلقبه إعلام النظام بـ«الساقط»، والدكتور محمد البرادعي الذي تراه «الماكينة الإعلامية الموالية للرئيس «هاربًا» من المواجهة الديمقراطية الحقيقية، وخالد على الصوت الثوري الشاب الذي أصبح في وجهة نظرهم «مهزومًا» فشل في معركة جمع التوكيلات والترشح في الانتخابات الرئاسية منافسًا لـ«السيسي».