رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«اللعب في الجنوب».. إجبار «الصعايدة» على توقيع استمارات علشان تبنيها بـ«عصا الأمن الوطني»

السيسي ودعم الأجهزة
السيسي ودعم الأجهزة الأمنية - تعبيرية


كانت حملة «علشان تبنيها»، الداعية لترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفترة رئاسية ثانية، أكثر الحملات السياسية التي تعرضت لاتهامات بوقوف جهات أمنية وراءها، لاسيما مع افتتاحها عددًا كبيرًا من المقرات في جميع المحافظات، وطباعتها لملايين الاستمارات، والحصول على توقيعات من المواطنين على هذه الاستمارات.



وبحسب مصادر تحدثت لـ«النبأ»، فإن الدعم الأمني لحملة «علشان تبنيها» لم يعد مجرد اتهامات توجه في الهواء، ولكنها أصبحت حقيقة لا يخجل القائمون على هذه الحملة من الإفصاح بها، مشيرة إلى أن هذا الدعم هو «نقطة قوة» هذه الحملة السياسية.


وقالت المصادر ذاتها، إن حملة «علشان تبنيها» وزعت كميات «ضخمة» من الاستمارات، خلال الأسبوع الماضي، في محافظة سوهاج، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية في بعض مراكز المحافظة، استدعت مشايخ حصص العائلات الكبيرة، «يعرفون باسم مشايخ البلد»، وسلمتهم استمارات الحملة؛ للحصول على توقيع المواطنين بالموافقة على ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ولاية ثانية.


وأضافت المصادر، أن مشايخ حصص العائلات الكبيرة، استجابوا لـ«ضغوط الأجهزة الأمنية» في بعض مراكز المحافظة، وأجبروا المواطنين على التوقيع على استمارات حملة علشان تبنيها «كرهًا أو طواعية».




ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن المواطنين الذين رفضوا التوقيع على هذه الاستمارات، جرى تهديدهم بإرسال أسمائهم إلى «أمن الدولة»، أو ما يعرف حاليًا باسم «الأمن الوطني».


وكشفت المصادر، أيضًا أن كميات كبيرة من استمارات حملة «علشان تبنيها» وصلت إلى بعض مدارس المحافظة؛ وتوافد المواطنون عليها للتوقيع على هذه الاستمارات.


وتابعت: حدثت مشادات بعد اعتراض «معلمين» على إجبار المواطنين على التوقيع على استمارات «علشان تبنيها».


وتعليقًا على هذا الأمر، قال أمين إسكندر، القيادي اليساري، وعضو مجلس النواب السابق، إن الحملات السياسية التي تجمع توقيعات دعم ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، هي حملات غير دستورية، مشيرًا إلى أن هناك وقائع عديدة تؤكد أن الأمن الوطني «يجبر» البعض على التوقيع على هذه الاستمارات.




وأضاف «إسكندر»، أن السيسي يريد أن يقول إنه ترشح لفترة رئاسية ثانية، تحت ضغط شعبي كبير، وأن الشعب متمسك به؛ بحجة أنه رئيس صاحب حلم كبير، وله إنجازات على أرض الواقع.


وعن الأرقام التي تُعلنها حملة «علشان تبنيها» والخاصة بتوقيع المواطنين على استماراتها، أكد أمين إسكندر، أن هذه الأرقام «مضروبة»، لافتًا إلى أن مصر تعيش مناخًا سياسيًا لا يسمح بترشح أحد في انتخابات رئاسية «نزيهة وعادلة».


وتابع: «نحن نعيش في دولة السيسي، وأجهزة أمن السيسي، وسلطة السيسي»، مشيرًا إلى أن النظام الحالي يحكم عن طريق التخويف من «الفزاعات»؛ ضاربًا المثل بفزاعة الإخوان المسلمين في الداخل، وفزاعة سوريا والعراق في الخارج.




بدوره، أكد محمد الوكيل، عضو الحملة الانتخابية التي دعمت الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2012،  أن الحملات السياسية التي تدعو لدعم وانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر لفترة رئاسية ثانية، لا تأثير لها على الشخصيات التي تنوي الترشح للرئاسة.


وأضاف «الوكيل»، أن لكل مواطن الحق في اختيار من يمثله في الرئاسة، نافيًا وجود دعم أمني لهذه الحملات الانتخابية.


يذكر أن حملة «علشان تبنيها» بدأت عملها السياسي منذ عدة أشهر، وتلقى دعمًا كبيرًا من بعض رجال الأعمال، إضافة إلى انضمام حزب «مستقبل وطن» لها، وفتح مقرات الحزب بالمحافظات للتوقيع على استمارة الحملة.


وبدأت فكرة الحملة من خلال الدكتور أحمد الخطيب، أستاذ العلوم السياسية، بعد تدشينه صفحة باسم الحملة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».