رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هى جت على السياحة يا ساويرس!!

حمدي رزق
حمدي رزق


إذا كان سؤال غير المختصين فى أمور الدين «الفتوى» غير جائز، فإن سؤال غير المختص فى أمور السياسة غير جائز، وعليه أخطأ رجل الأعمال نجيب ساويرس العنوان، وسؤال السفير البريطانى فى القاهرة جون كاسن عن تفسير قرارات تصدر فى لندن (10 داوننج ستريت)، السفير البريطانى يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغُ الثعلبُ.


ساويرس سينتظر طويلا، السفير البريطانى لا يجيب عن الأسئلة الإجبارية، الإخوان، الإرهاب، السياحة، ساويرس بخبث مصرى يسأل السفير متخيلا إحراجا سياسيا ودبلوماسيا لحكومة جلالة الملكة التى يمثلها السفير جون فى القاهرة: «رفعت بريطانيا الحظر المفروض على السفر إلى تونس بعد الهجوم الشاطئى المميت الذى أسفر عن مقتل 55 شخصا، واستمر حظر السفر إلى مصر فى حين أنه لم تقع خسائر تخص المملكة المتحدة؟».

ساويرس يسأل السفير فيما يجهله، والعذر بالجهل فضيلة، ساويرس يسأل سؤالا يعرف إجابته مسبقا، لندن تستبطن موقفا معلنا من نظام 30 يونيو لا يخفى على ساويرس أو على السفير، ولن تقدم ما يرجوه المصريون، ولن تحظر الإخوان بل توفر لهم ملاذات آمنة، وترفض دمغ قطر بالإرهاب، هى جت على السياحة يا ساويرس!!.

لن يتحصل ساويرس على الإجابة النموذجية، السفير مدرب على إجهاض الأسئلة الصعبة إذا كانت من خارج المقرر عليه، ستسمع من السفير عجبا، العلاقات المصرية- البريطانية جيدة، لندن تشاطر القاهرة شواغلها الاقتصادية، الحكومة البريطانية تدعم جهود القاهرة فى حرب الإرهاب، رئيسة الوزراء تريزا ماى قلبها مفطور ودمعتها على خدها حزنا على ضحايا الإرهاب الأسود.

كلام، هذا كل ما يملكه السفير لتطييب الخواطر المصرية، السفير يجيد العلاقات العامة، حقيقة لا يتأخر عن الواجب، صاحب واجب، منتظم فى التغريد، تغريدات المؤازرة، وزيارات المواساة، ومشاطرة الأحزان، وتقاسم التعاطف العميق، مهمته تجميل الوجه القبيح لحكومة جلالة الملكة بألوان مائية لا تلبث طويلا.

السفير لديه شواغل أخرى غير السياسة، لا يترك أكلة شعبية مصرية إلا وقضم منها قضمة، عيش وملح، وأحيانا عيش وفسيخ، أكل فسيخاً وارد «نبروه» وقال فيه قولا عجيبا «أكلة وعدّت»، ونشر صورته مع طبق كشرى من عند «أبوطارق»، وعزم طاقم السفارة على عربية فول استقدمها من السيدة زينب إلى السفارة فى جاردن سيتى، عيش وفول!.

السفير جون كاسن لا يترك مناسبة مصرية إلا واقتحمها، متطفلاً عليها، يلقّب الدكتور «على جمعة» بـ«الصديق» تعاطفا مع فضيلته بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، ويلاعب الكابتن محمد صلاح كروياً «إنت الأصل يا أبوصلاح»، وينافس رمضان صبحى وقوفا على الكرة، ويقدم التهنئة لشباب مصريين فازوا ببطولة العالم للفلافل، وينشر صورة جمعته بفريق الفلافل، ويكتب على تويتر: «والله وعملوها الرجالة».

والصحافة المصرية الطيبة تتابع كل حرف فى تدويناته، وكل مزحة من مزحاته، وتتبارى المواقع الإخبارية اللذيذة فى نشر صورة السفير اللذيذ جالساً على الرصيف، والسفير يهتبلنا بسفاسف القول وكأننا عبط وداقين عصافير خضر بتطير.

مستر جون كاسن عادة لا يجيب عن الأسئلة الصعبة، سؤال ساويرس صعب، لماذا أعادت حكومة جلالة الملكة السياحة إلى تونس ولاتزال تحظرها على مصر؟.. عزيزى ساويرس لن تتحصل على إجابة مفيدة من سفير الفلافل!.

نقلًا عن "المصري اليوم"