رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تجهيز «عنان» لدور «محَلّل السيسي» على طريقة «مبارك وأيمن نور»

النبأ


في 2005، ترشح الدكتور أيمن نور، في الانتخابات الرئاسية «مُتحديًا» مبارك، وحصل على بعض الفرص للظهور في وسائل الإعلام، وعدم مهاجمته.

 

اكتسب «نور» شعبية كبيرة، ولكنها لم تؤهله للفوز، ومع ذلك أدى مهمة كان النظام يريدها، وهي ترديد أن نظام مبارك سمح لـ«مرشحين أقوياء» بالمنافسة على منصب الرئيس.

 

ويبدو أن هذا الأمر يتم التجهيز له حاليًا ليصبح «عنان» منافسًا لـ«السيسي»، على طريقة «نور ومبارك»، والسطور التالية تكشف تسلسل هذه العملية.




فبالرغم من عدم إعلان الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، «رسميًا»، الترشح في الانتخابات الرئاسية، إلا أنه تعرض لحملة إعلامية «شرسة»، زعمت وجود تنسيق بينه، وبين الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، فضلًا عن التشكيك في زيارات «عنان» المتكررة للسعودية؛ للحصول على الدعم السياسي.

 

وجاء الهجوم الإعلامي على «عنان» بزعم وجود اتصالات بينه، وبين عدد من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير، لترشيح الأول فى الانتخابات المقبلة، خاصة أنه لا يوجد ما يمنعه «سياسيًا» من الترشح.

 

وزعم الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس تحرير «الدستور»، أن عنان يحتاج إلى «علاج نفسي»؛ بسبب حلمه الدائم أن يكون رئيسًا لمصر، مشيرًا إلى أنه رجل بلا أرضية ولا شعبية، إضافة إلى اتهامه لـ«عنان»، بتلقي مليار دولار جاءت من الداخل والخارج؛ لتمويل الحملة الانتخابية المرتقبة لـ«عنان».

 

ويبدو أن حملات الهجوم الإعلامية على الفريق «سامي عنان»، كانت سببًا في غضب «الجهات السيادية» في الدولة؛ فوفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن «جهات عُليا»، أصدرت تعليمات للقيادات التحريرية في إحدى الجرائد الخاصة بوقف حملات «التشويه» التي يتعرض لها الفريق سامي عنان، خاصة أنه من قيادات الجيش السابقين الذين يجب احترامهم، وأن استمرار الهجوم عليه، يُعد عدم احترام لـ«المؤسسة العسكرية».




ومن ضمن التعليمات التي تلقتها الإدارة التحريرية في تلك الجريدة، عدم الربط بين «سامي عنان»، وجماعة الإخوان المسلمين التي يتردد أنها ستدعم «مرشحًا رئاسيًا» في الانتخابات التي سيتم إجراؤها في 2018.

 

هذا التحرك الذي ينتصر لـ«عنان»، والتعليمات التي تلقتها تلك الصحيفة، يطرح سؤالًا مهمًا، وهو: هل تريد الدولة ترشح «عنان» بالفعل في انتخابات الرئاسة ليكون «منافسًا» للسيسي على نفس طريقة «نور ومبارك» في انتخابات 2005.


عن هذا الموضوع يقول هاني الحسيني، عضو الهيئة العليا لحزب «التجمع»، إنه لا يوجد حتى الآن مرشح قوي يمكنه منافسة السيسي، سواء كان هذا المرشح «مدنيًا أو عسكريًا».

 

وأضاف «الحُسيني» أنه يستبعد أن تلجأ الدولة إلى تنفيذ سيناريو «الكومبارس الذي سينجح السيسي على قفاه»، وأن الفريق سامي عنان أكبر من لعب دور أيمن نور عندما ترشح في انتخابات 2005 أمام «مبارك».

 

وتابع: «فرص عنان لو ترشح بالطبع ستكون صعيفة جدًا.. الناس تريد شخصًا يضع حلولًا لمشكلاتها، والسيسي يتبع سياسات تمس معيشة الناس اليومية.. وبالرغم من عدم رضا كثير من المصريين عن سياساته الاقتصادية، إلا أنهم لم يصلوا لمرحلة إنه لازم يمشي، بالعكس هم يريدونه أن يكمل مشواره».




ولفت عضو الهيئة العليا لـ«التجمع»، إلى أن الفكرة ليست في المناورات التي ستتبعها أجهزة الدولة في الانتخابات، أو تجهيز «كومبارس»، ولكن الأفضل أن تكون هناك انتخابات تنافسية بين أكثر من شخص، وأن يطرح المرشحون رؤى وأفكار تخالف ما يسير طبقا له «السيسي».

 

في نفس السياق، قال عاطف أمين، الناشط السياسي، إن الشعب لا يرغب في انتخاب شخصيات «اتحرقت» مثل سامي عنان،  أحمد شفيق، حمدين صباحي، وغيرهم ممن ظهروا خلال الانتخابات الماضية.

 

وأكد «أمين»، أن صدور تعليمات لـ«صحف معينة» بعدم مهاجمة الفريق سامي عنان، قد يعني أن القيادة السياسية، أو «الأجهزة السيادية» تريد أن يكون هناك مرشح قوي مثل «عنان»، للظهور أمام العالم أن هناك انتخابات قوية في مصر، وعدم تكرار تجربة حمدين صباحي في انتخابات 2014، وحصوله على أصوات قليلة.

 

ولفت إلى أن تخصيص عدم الهجوم على «عنان»، يرجع إلى أن المصريين يثقون في الشخصيات العسكرية، ويرونها الوحيدة القادرة على حل الأزمات، لاسيما في ظل الظروف التي تعاني منها الدولة، واستمرار الحرب على عنان.

 

وعن تجهيز «عنان» لممارسة دور أيمن نور عندما ترشح أمام «مبارك»، قال أمين، الوضع الحالي في عهد «السيسي»، يختلف عما كانت عليه الأوضاع في عهد مبارك، مشيرًا إلى أن «مبارك والسيسي» وجه الشبه بينهما هو العمل على وجود مرشحين لـ«تجميل الانتخابات»، وأن أيمن نور كان «معارضًا قويًا»، وجد دعمًا من الاتحاد الأوروبي.




وتابع: «الانتخابات القادمة تتطلب أن يكون هناك أكثر من مرشح.. لأنه في ظل حالة الإحباط الحالية، إذا وجد مرشح قوي أمام السيسي.. من الممكن أن يعمل حاجة».

 

وقال اللواء علاء بازيد، الخبير الأمني، إنه لا يعتقد في مسألة صدور تعليمات من الجهات العُليا في الدولة بعدم الهجوم على سامي عنان، مدللًا على ذلك بأن السيسي نفسه، يتعرض لحملات هجوم «شرسة» بصورة يومية، وأنه لا يغضب من هذه الحملات؛ لأن العمل السياسي فى هذه المرحلة يتطلب قدرة خارقة على التحمل، وضبط الانفعالات، لأن من يغضب يكثر خطؤه، ومن كثر خطؤه، قلت شعبيته.

 

وبشأن عدم رد «عنان» على هذه الحملات، قال بازيد:«عنان تربى بالمدرسة العسكرية.. وكل من تربى في هذا المكان، يعمل جاهدًا على ضبط انفعالاته.. وهو مؤشر على ضبط الثقة بالنفس التى يتربى عليها العسكريون».

 

وقال «بازيد»، إن السيسي يدعو من يجد فى نفسه الكفاءة والقدرة، إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية، لأن الرئيس لا يريد سوى مصلحة مصر، أما الإثارة الإعلامية من الآن، والحملات الهجومية، فهي ضمن مخطط الحرب المعلوماتية لإثارة الفتن والانقسامات ومحاولة شق الصف.

 

وأشار الخبير الأمني، إلى أن أي منصب فى الظروف التى تمر بها مصر، لم يعد مطمعًا، وإنما "هم ثقيل".