رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عمرو هاشم ربيع: شعبية السيسي لا تزيد عن 50%.. وشريف إسماعيل «دوبلير».. (حوار)

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع عمرو هاشم


قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مصر تمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ما أثر على الأوضاع السياسية بالسلب، مضيفا أن جميع القرارات التى اتخذتها الدولة يتحملها الرئيس السيسى وليس الحكومة.


وأضاف هاشم فى حواره مع "النبأ"، أن شريف إسماعيل عبارة عن «دوبلير» يتلقى الضربات بدلا عن الرئيس السيسى فيما يتخذه الرئيس من قرارات، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة والوزراء "شوية غلابة" وعبارة عن موظفين ينفذون ما يطلب منهم من أوامر.


بداية.. إلى أين تتجه مصر الآن؟

تمر مصر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، وكل هذا  يؤثرعلى الأوضاع السياسية سلبيا، وكل هذا ناتج من عدة أمور على رأسها زيادة السكان التى تفرض أعباء كثيرة فى ظل  شح الموارد وكثرة الاحتياجات، مما يجعل صانع القرار أمام سياسات محددة ومعرضا لتنفيذ أجندة محددة فى الداخل والخارج، وخاصة أن مصر لديها حوالى 6 ملايين عامل بالخارج، فبعد أن كانت مصر دولة راعية أصبحت دولة مستهلكة، ومستوردة لحوالى 70% من احتياجاتها.. كل هذا يجعل مصر فى حالة انكشاف مع الخارج، كما أن ما حدث من ظروف سياسية فى 25 يناير و30 يونيو، أدى إلى عدم وجود استقرار سياسي بالداخل وأصبح المناخ الحالى مربكا سواء فى الداخل أو فى الخارج، كل هذا يفرض ضغوطًا على صانع القرار، ويجعله فى حالة اختبار مع ذاته وشعبه ومع الخارج.


هل صانع القرار فى مصر يتعرض لضغوط من الخارج لفرض سياسات وقرارت معينة؟

لم يحدث ذلك نهائيا، ولكن حالة انكشاف مصر مع الخارج، نتيجة ظروفها وأوضاعها الاقتصادية فى الداخل، جعلت صانع القرار يضع أمامه اعتبارات معينة عند تنفيذ قرار معين، وأن  يراعى بعض الظروف مثل الأمن القومى والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كل هذه الأمور يضعها صانع القرارفى الاعتبار وخاصة فى ظل تدهور السياحة، ووجود عمالة بالخارج مهددة بالعودة فى أى وقت، وليس معنى ذلك أنه خاضع لأحد، ولكن عند اتخاذه إلى قرار يضع أمامه المكسب والخسارة.


فى ظل تدهور الوضع الاقتصادى هل مصر مقبلة على ثورة جياع؟

من تحدث قبل 25 يناير 2011 عن الشعب المصرى سيتحمل الجوع ويأكل الزلط، كان على خطأ، وقلب كل توقعاتهم وقام بثورة، فالشعب المصرى له طاقة معينة على تحمل ارتفاع الأسعار وبعد ذلك ينفجر، وعلى صانع القرار أن يدرك جيدا ويتعظ ويعى دروس الماضى، فإمكانية الخروج لإحداث انتفاضة أو ثورة واردة، وليس شرطا أن تكون اليوم، أو بعد شهر أو شهرين، أو العام القادم، ولكن الأحداث أثبتت أنها قائمة، وخاصة عندما يصل الشعب إلى مرحلة الجوع، فسيخرج وسيدمر كل شيء أمامه، ولكن هذا غير وارد فى ذلك التوقيت، ومن الممكن أن تحدث فيما بعد، لذلك لابد أن يضع صانع القرار ذلك فى الحسبان.


كيف ترى تأثير الوضع الحالى على شعبية السيسى؟

شعبية السيسى تتآكل وليست فى ازياد، وأعتقد أن من تحدث عن أن شعبيته 68% كان متفائلا جدا، وأرى أن شعبيته الآن لن تزيد عن 50 %.


بخصوص لجنة العفو عن الشباب بالسجون هل تتوقع أن تحقق الهدف المطلوب منها؟

جميع السوابق التى تمت من قبل كانت غير مبشرة، وهذه تعد ثالث لجنة تشكل، كما أن جميع قرارات اللجان الأخرى، تم إلقاؤها فى سله المهملات، من قبل وزارة الداخلية وليس الرئيس السيسى، ولكنه هو من يسأل عن ذلك، فهناك سوابق تتحدث عن وجود إعاقات، فعندما تم تشكيل لجان قبل ذلك، واجهتها مشاكل كثيرة، كما أنه لم يتم الإفراج سوى عن أعداد بسيطة جدا، كما أنه تم تقويض قراراتها، وظهر ذلك واضحا فى قضية فتى التشيرتات الذى طالب كل العالم بالإفراج عنه، وعندما أصدر السيسى القرار بالإفراج عنه فى الحال، وجدنا أن الداخلية تعرقل عمليات الإفراج ولم يتم الإفراج عنه بعد أربعة أيام، "ودي حاجه تقرف"، فالأمن يعطل جميع القرارت التى يتخذها السيسى بالإفراج عن الشباب، ولكن هذا لا يمنعه من تحمل المسئولية، فلذلك أنا غير متفائل بهذه اللجنة، وأعتقد أنها ستلحق بباقى اللجان الأخرى، ولكن أتمنى أن يكون هناك نوع من التسامح والعفو ويتم الإفراج عن كل المتواجدين داخل السجون بلا استثناء طالما لم يمارسوا العنف.


وكيف تنظر إلى قرار اللجنة بأن العفو لن يشمل شباب جماعة الإخوان؟

لابد أن يشمل العفو شباب جماعة الإخوان.. ولم لا؟ طالما أنهم لم يمارسوا العنف، ولابد من تطبيق القانون، ولابد أن تفكر اللجنة فى وضع شروط معينة لها  لتحديد مسببات عدم العفو، وهما العنف والفتنة الطائفية، ولكن دون ذلك فمن حقهم أن تشمل اللجنة عليهم، وخاصة أن هناك الكثيرين من أصحاب الرأى والعمل السياسي موجودون بالسجون وهذا ضد حقوق الإنسان، فالتهم الموجهة لهم بالتظاهر بدون تصريح فلماذا لا يتم التظاهر بالإخطار بدلا من الترخيص.


ما تعليقك على عدم دعوة نقيب الصحفيين لحضور مؤتمر الشباب بشرم الشيخ؟

الدولة أرادات بذلك تهميش دور النقابة والنقيب، ورفض مواقفها، والرسالة من ذلك سلبية، وخاصة أن مصر فى مرحلة متدنية من حرية الرأى والتعبير والصحافة والشفافية والفساد، فهى فى الربع الأخير، وهذا من أحد الشواهد التى تؤكد تهميش الدولة للصحافة وحرية التعبير.


ما تقييمك لأداء البرلمان حتى الآن؟

أداء البرلمان شبه سلبى، ولا يوجد به أى درجة من الإيجابية، فقام باستبدال لائحة استبدادية بلائحة أخرى أكثر استبدادا، كما أن قيادة البرلمان تتعامل مع الأعضاء على أنهم تلامذة، كما أنه يقيد حرية الرأى والتعبير وحقوق الإنسان، ومنع الأعضاء من حضور أى مؤتمرات لمراكز الأبحاث ومراكز المجتمع المدنى، ولابد أن يحصلوا على إذن للقيام بذلك، كما أنه يتم التنكيل ببعض الأعضاء لتوقيعهم على بيان بسبب ماكينة التصويت الإلكترونية، على الرغم من تكلفتها للدولة، كما أنه لا يوجد أى معايير لاختيار الأعضاء لتمثيل مصر فى الوفود الخارجية، مما دفع البعض إلى اتهام البرلمان بأنه يتم الاختيار حسب الأهواء والمعارف، كما أن  الدستور تحدث عن  وضع حوالى 30 قانونا جديدا، وتعديل 30 مثلها والبرلمان يظل طوال الانعقاد الأولى لم يعدل منها إلا 6 فقط، فهذا يعد تخبطا من قبل البرلمان حتى الآن.


كيف ترى مطالبات البعض بسحب الثقة من حكومة شريف إسماعيل؟

طالما وجدت مشاكل مصطنعة أو حقيقية، ظهرت الدعوات «خلى المركب تمشى»، مما يدفع النواب إلى رفض سحب الثقة من الحكومة، كما أن هذا المصطلح هو الذى أجبر النواب على الموافقة على بيان الحكومة، فهذه الكلمة «حرام»، وكل هذا سيؤدى إلى وقوف المركب وغرقها، فاستمرار الثقة فى الحكومة سيؤدى إلى غرقها، فالحكومة تعانى من مشاكل فى حقوق الإنسان والأوضاع الاقتصادية، ولكن كل هذه المشاكل مسئول عنها رئيس الجمهورية، وليست الحكومة أو الوزراء، فنحن أمام بيروقراطية، ورئيس الحكومة هو والوزراء غلابة، فهم مجموعة موظفون لا يتحملون المسئولية لأن هناك أمورا ليس لهم فيها حول ولا قوة، والسيسي هو من تحمل المسئولية، إذا إن مصر يوجد بها «دوبلير» يتلقى الضربات عن رئيس الجمهورية، هو رئيس الحكومة، وهذا لا ينفع، كما أن الحكومة تتصدى للتظاهرات بإلصاقها بالإخوان لمنع الشعب من الخروج، على الرغم أنها تعلم جيدا أن من سيخرج ليس إخوانيا.


بخصوص المصالحة الوطنية بين النظام وجماعة الإخوان هل تتوقع حدوث ذلك؟

من الصعب حدوثها فى هذه الفترة، لسببين، أولهما سبب هيكلى أنه تم بناء كل تحركات ووجود نظام 3 يوليو على عدائه للإخوان فكيف سيتراجع؟، والسبب الآخر إجرائى، وهو أن بعض القنوات الفضائية تبث كل يوم سموما عن أن جماعة الإخوان هم أهل الشر، ولكن المنطق لا يقول ذلك، كما أنه  يوجد التزام دستورى وقانونى، حيث نص على قانون العدالة الانتقالية الذى يشمل على المصالحة، والذى يتضمن جبر الضرر والمحاكمة، والتعويض وبعد ذلك التسامح، ولكن أصحاب الفضائيات يصورون أن فكرة العدالة الانتقالية هى التسامح فقط، ولكن هذا غير صحيح، فالقانون شمل التصالح مع كل ما هم أعداء 25 يناير وأعداء 3 يوليو،  كما أن التصور لدى البعض بأن "الناس دى هنضعهم فى ميدان عام وسهل نعدهم والموضوع كده يخلص" وهم،  فهم حصلوا فى البرلمان الماضى على 62%  كما أن كل القوى المدنية تشهد بأن هذه الانتخابات كان نزيهة ومن أنزه الانتخابات، ولكن أصحاب الفضائيات وبعض الإعلاميين يريدون دائما أن تعيش مصر على بارود، وعلى فوهة بركان لانهم مستفيدون من وجود حالة اضطراب دائم لتحقيق مصالحهم.


كيف ترى الهجوم دائما على من يفكر فى طرح هذه الفكرة؟

هذا جهل ونوع من التخلف والرجعية، ولكن هذا لا ينكر أن هناك جزءا من الجماعة يتعامل بأسلوب فى غاية الحماقة، فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر، وبذلك هم يحرقون كل الأوراق، كما أنه لو كانت "الإخوان" بادرت بالحديث عن المصالحة أو قبول عدالة، أو الاعتذار؛ كان سيضع لهم حجة لدى طرف 3 يوليو، ولكن عدم تنديدهم لما يحدث فى سيناء ودوام الشماتة فيه والفرح بحدوث ذلك، جعل لا مكان للمصالحة معهم. 


الحديث عن الانتخابات الرئاسية وتشكيل فريق رئاسى بقيادة عصام حجى هل ترى أن الصراع بدأ مبكرا لهذه الانتخابات؟

الانتخابات ليست بعيدة والحديث عنها ليس مبكرا، فأمامنا سنة ونصف، كما أن الرئيس السيسى من الممكن أن يرشح نفسه فى الانتخابات، وإذا لم يرشح نفسه سيطرح الجيش مرشحا آخر؛ لأنه "مش هيسيب الدنيا تمشى من إيده"، فالجيش سيظل مستمرا فى الحياة السياسية شاء من شاء وأبى من أبى.


قضية تيران وصنافير.. هل تتوقع أن تكون هى القشة التى ستقسم العلاقات بين مصر والسعودية؟

هذه القضية ستؤثر على العلاقات المصرية والسعودية، ومن الممكن أن تلجأ السعودية إلى التحكيم الدولى، وتستشهد بتصريحات السيسى والحكومة ووزير الخارجية عن ملكيتها للجزيرتين، مما يسهل كسبهم للقضية من أول مرة، وخاصة أن مصر وصلت معها إلى طريق مسدود بعد عدم إمدادنا بالبترول، فأعتقد أن الفترة القادمة ستشهد تطورات خطيرة فى العلاقات بين البلدين، وليس من مصلحة مصر أن تصعد وتيرة الخلافات مع السعودية وخاصة أنه يوجد مليون عامل مصرى يعملون لديها، فلابد أن يكون أمام مصر بديل فى حالة انسداد العلاقات مع السعودية، وأن توسع اختياراتها.


من البديل لمصر لتعويض السعودية؟

إيران بالطبع، ومدى الاستفادة منها كثير جدا، وهذا لن يغضب دول الخليج، وخاصة أن هذه الدول لديها علاقات مع إيران، فالإمارات طلبت من إيران فى الفترة الأخيرة أن تسمح إيران بنزول طائرتين لطهران ولكن إيران رفضت واستكفت بطائرة واحدة فقط، فلابد أن تترك مصر شعره مع كل الدول وليس معنى هذا أن تلجأ مصر لإيران، وتقطع علاقتها بالسعودية، كما أن عودة العلاقات مع إيران ستنشط السياحة الدينية فى مصر، وخاصة أننا نمتلك أضرحة شيعية وأماكن يعشقها الإيرانيون، كما أنها ستفتح بابا للتجارة، فلماذا لم نريد أن نغلق هذا الباب، ولمصلحة من؟


البعض سيتحدث أن عودة العلاقات مع إيران ستسهل من المد الشيعى فى مصر فكيف ترى ذلك؟

غير صحيح ولن يحدث ذلك نهائيا، فمصر دولة عصية بشكل غير طبيعى على المد الشيعى، والشعب المصرى مدرك ذلك، ومن يتحدث فى ذلك «بيضحك على نفسه»، فعندما كان الأزهر شيعيا وينشر الفكر الفاطمى، لم يغير هذا من سنية مصر، فإيران هى الحل أمام مصر فى هذه الفترة.


بخصوص فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ما مدى تأثير ذلك على مصر؟

دائما الوعود الانتخابية شيء، وما يحدث شيء آخر، وهذا ما صرح به ترامب، ورأينا من قبل كيف هلل المصريون بفوز أوباما رئيسا لأمريكا، ووجدنا فى الآخر أنه طلع أسوء ما يمكن، فدعنا ننتظر ولا نسبق الأحداث، وخاصة أن السوابق تقول إن الدنيا مش حلوة، وأعتقد أن ترامب لن يساعد مصر اقتصاديا.