رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار انهيار الهدن بين الجيش السوداني والدعم السريع

النبأ

فشلت جميع الهدن بين الجيش السوداني والدعم السريع رغم أنها كانت بإشراف ووساطة من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من أجل إدخال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة وخاصة الأحياء والأماكن المشتعلة بالاشتباكات داخلها، على أثر الصراع الذي بدأ منذ 15 إبريل الحالي بين كل من قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ساعات هادئة

أوضحت آفاق محمد الصحفية والإعلامية السودانية، أن الهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع بدأت بشكل جيد وكانت مراقبة بالأقمار الصناعية، وقوات الجيش السوداني منتشرة بشوارع العاصمة السودانية الخرطوم.

وأكدت «محمد»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه بعد هدنة  الجيش السوداني والدعم السريع  قامت قوات الدعم السريع بإخلاء المستشفيات التي استولت عليها في العاصمة السودانية وحولتها لثكنات عسكرية استخدمتها كمرتكزات لقواتها داخل الخرطوم.

اختراق الهدنة

وأوضحت الصحفية والإعلامية السودانية، أن الهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع اخترقت من جانب الدعم السريع، الذين حاولت قواتهم السيطرة على سلاح الجو وصك العملة وسلاح المدرعات والآن الطيران قام بعمل طلعات جوية  لصدهم.

وأشارت «محمد»، إلى أن موقع صك العملة الذي حاولت ميليشيات الدعم السريع السيطرة عليه في أثناء هدنة  الجيش السوداني والدعم السريع، هو مكان لتصنيع العملة وحفظ الذهب ومصنع للجوازات.

تواجد القوتين

وتطرقت الصحفية والإعلامية السودانية، لتواجد ميليشيات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم في الوقت الحالي، مبينة أن قوات الدعم السريع أصلًا لم تسيطر  على أي موقع مدني ولكنها موجودة في الشارع فقط.

وبينت «محمد»، أنه بعد هدنة  الجيش السوداني والدعم السريع انسحبت ميليشيات الدعم السريع المتمردة من داخل الأسواق والمرتكزات داخل العاصمة السودانية الخرطوم.

وأفادت الصحفية والإعلامية السودانية، أنه لا تزال ميليشيات الدعم السريع موجودين في بعض البيوت التي استولت عليها بالقوة من المواطنين داخل مدينة الخرطوم واستخدمتها كمقار لقواتها لكي تتجنب القصف من قبل سلاح الجو السوداني.

أسباب انهيار الهدنة

 بينما عدد  محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أسباب انهيار الهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع قبل بدايتها.

وأكد حلفاوي، في تصريحات خاصة لـ "النبأ"، أن الأزمة تكمن في أن كلا الطرفين المتقاتلين، لا يستطيعان الالتزام  بتمديد الهدنة الموقع بينهما بضمانات دولية وإقليمية، وتحت رعاية سعودية أمريكية لأسباب كثيرة.

وأضاف الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن أولى المشكلات التي تحول دون تمديد الهدنة هو أن الثقة معدومة بين الجانبين.

وأشار حلفاوي، إلى أن ثاني الأسباب التي تؤدي لعدم وجود هدنة حقيقية على أرض في القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع، أن قوات الدعم السريع في موقع دفاعي والجيش السوداني في موقع أفضل للقيام بعملية استعادة السيطرة على العاصمة السودانية الخرطوم.

وأوضح الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أنه مما يحول دون دخول الهدنة في حيز التنفيذ الفعلي بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، هو أن  الانتشار واسع بين الطرفين المتقاتلين داخل شوارع وأحياء العاصمة السودان، ولذلك أصبح واقعيًا من الصعب السيطرة على هدنة بآلية غير فاعلة.


كما لا يمكن إغفال أحد الأسباب الهامة والفاعلة التي تقوم بالحيلولة دون قيام هدنة حقيقية ناهيك عن تمديها وهو عملية غياب الرؤية السياسية في المفاوضات بين الجانبين مع الهدنة، مما يؤدي إلى إفشال كل المحاولات السابقة لإقرارها، حسب حلفاوي.


 وتطرق الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم،  للمساعدات الإنسانية والممرات الآمنة التي وعد بها طرفا القتال في الخرطوم والتي قامت من أجلها الهدنة برعاية سعودية أمريكية، مبينًا أنه على أرض الميدان لا توجد ممرات آمنة تتيح تحرك المدنيين من داخل المدينة إلى خارجها،  ولا مساعدات وصلت للأحياء والأماكن المتضررة داخل العاصمة السودانية من الجهات الإقليمية والدولية، وذلك لأن الحرب في شوارع المدينة مشتعلة وتمنع حدوث مثل تلك الأشياء في الوقت الحالي.

جدير بالذكر، أن كلا من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، رحبتا بقرار الأطراف المتحاربة في السودان، تمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام إضافية.