رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أفرع الجامعات المصرية بأفريقيا وسيلة مصر لاستعادة ريادة مصر داخل القارة السمراء

أفرع الجامعات المصرية
أفرع الجامعات المصرية بأفريقيا وسيلة مصر لاستعادة ريادة مصر

100 مليون جنيه قيمة إعادة تأهيل وتشغيل فرع جامعة القاهرة بالخرطوم

تفاصيل تدشين فرع لجامعة عين شمس فى الجمهورية التنزانية

3 جامعات حكومية تمثل مصر بـ4 فروع داخل القارة الأفريقية

جامعة القاهرة كان لها السبق ولكن تم تجميد فرعها بالخرطوم فترة حكم البشير

الزراعة والطب البيطرى أهم التخصصات التى تجمع أفرع الجامعات بالقارة السمراء

أستاذ جامعى: التواجد داخل العمق الأفريقى ربما ينتج  عنه علاقات نسب وتوطيد للعلاقات الاجتماعية

جامعى: البعض لا يفضل الدراسة داخل مصر.. وتوفير فرع لديهم يسهل الأمر

عضو هيئة تدريس: أى تواجد ثقافى علمى يمثل قوة ناعمة.. والانسحاب يؤدى لتدهور العلاقات

عضو هيئة تدريس: يمكن الاستفادة من فروع تلك الجامعات فى تكوين علاقات اقتصادية متبادلة

 

لم يعلم الكثيرون عن امتلاك مصر فروعًا لعدد من جامعاتها الحكومية في بعض الدول الأفريقية، رغم أن الأمر ليس مستحدثَا، ورغم انتشار تلك الأفرع واعتبارها إحدى أدوات القوة الناعمة لمصر داخل العمق الأفريقي؛ إلا أن بعض أعضاء هيئات التدريس في مصر، يستنكرون فكرة عدم الاهتمام بها، فما قصة تلك الأفرع؟ وكيف يمكن الاستفادة منها على أكمل وجه؟

في يونيو 2022، أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي -آنذاك- أن الوزارة تسعى إلى ربط الجامعات المصرية بنظيرتها الأفريقية، من خلال إنشاء فروع جديدة للجامعات المصرية بها، لتنضم إلى نظيراتها من الجامعات الحكومية الأخرى الموجودة من قبل، في دول السودان وجنوب السودان وتشاد، فضلًا عن إعادة تأهيل بعض الفروع القديمة.

إعادة تفعيل

ربط الجامعات المصرية بنظيرتها الأفريقية، من خلال برامج الشراكة والتوأمة بينهما، والتعاون لتعزيز التبادل الطلابي والأكاديمي، ليس الوسيلة الوحيدة التي تعتمد عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلا أنها تؤمن أن إنشاء فروع الجامعات المصرية بالدول الأفريقية، إحدى الوسائل المهمة للتأثير في الأشقاء الأفارقة، مما دفع الدولة خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى إعادة تفعيل تلك الأفرع وهيكلتها، والسعي إلى تدشين أخرى.

5

ملايين جنيه دولار قيمة تمويل المرحلة الأولى من إنشاء فرع جامعة الإسكندرية بتشاد.

وفي يونيو 2022، كانت الوزارة تعمل على زيادة عدد فروع الجامعات الحكومية في دول أفريقية أخرى، بخلاف البدء في إعادة تأهيل فرع جامعة القاهرة بمدينة الخرطوم بالسودان، وسبق ذلك تأهيل فرع جامعة الإسكندرية بمدينة تونج بدولة جنوب السودان للافتتاح واستقبال طلاب في العام الجامعي 2023، بالإضافة إلى رفع كفاءة هذه الفروع وزيادة البرامج التعليمية، فضلًا عن أنه يجري التشاور بشأن إنشاء فرع لجامعة عين شمس في دولة تنزانيا.

100 مليون جنيه رصدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لإعادة تأهيل وتشغيل فرع جامعة القاهرة بالخرطوم، بالتزامن مع العمل على رفع كفاءة فرعي جامعة الإسكندرية في جنوب السودان وتشاد، وفقًا للدكتور خالد عبدالغفار، ديسمبر 2021.

جامعة عين شمس بتنزانيا

تدشين فرع جامعة عين شمس في دولة تنزانيا، كان نتاج توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التعليم والعلوم التكنولوجيا التنزانية، خلال زيارة رئيسة جمهورية تنزانيا لمصر، والتي نصت المادة 11 بها، على فتح جامعات مصرية في الجمهورية التنزانية، بتاريخ نوفمبر 2021.

ورغم أن الإعلان عن تدشين فرع جامعة عين شمس في تنزانيا، سبق تاريخ حديث الوزير، تحديدًا في أبريل 2021، بأكثر من سبعة أشهر، حينما ناقش فكرة المجلس الأعلى للجامعات إنشاء الفرع، التي طرحتها الشركة الوطنية للثروة السمكية التي لديها بعض المشروعات بتنزانيا، على أن يضم 4 كليات (الطب- الهندسة- الزراعة- الألسن)، وأنه تم تشكيل لجنة لمتابعة عملية الإنشاء، إلا أن الجامعة لم تعلن حتى الآن عن الانتهاء من تدشين الفرع، وبدء الدراسة به.

جامعة إسكندرية بـ«تونج»

31 أغسطس 2022، تم إنشاء فرع جامعة الإسكندرية، بجنوب السودان في مقاطعة تونج، وبات جاهزًا للدراسة من حيث الإنشاءات والتجهيزات المطلوبة، وفقًا لرئيس جامعة الإسكندرية، الدكتور عبدالعزيز قنصوة.

وبلغ أعداد الطلاب المقيدين في الفرع للعام الدراسي 2011-2012، 47 طالبا، مقابل 21 خريج -آنذاك- موزعين على الكليات الأربعة، بواقع 28 طالبا بكلية الزراعة و15 خريجا، وطالب بكلية الطب البيطري، و7 طلاب بكلية التمريض مقابل 3 خريجين، في حين بلغ عدد طلاب كلية التربية 11 طالبا لقاء 3 خريجين، وفقًا للموقع الرسمي لجامعة الإسكندرية.

الدكتور محمد عبدالعزيز

فرع تشاد وتطلعات أخرى

وتمتلك جامعة الإسكندرية فرعًا آخر في دولة تشاد يشمل كليتين فقط (الزراعة- الطب البيطري)، لاسيَّما وأن حوالي 40% من سكان تشاد يعملون في حرفتي الزراعة والري، بخلاف أن الثروة الحيوانية تقدر بحوالي 130 مليون رأس من الأبل والماشية والأغنام والماعز طبقًا لآخر إحصائية متوفرة، ولما استشعرت مصر أهمية التعاون بين البلدين، وافق مجلس جامعة الإسكندرية في يناير 2007 على إنشاء فرع للجامعة بدولة تشاد.

وفي نوفمبر 2019، خصصت وزارة المالية بصفة نهائية 5 ملايين دولار أمريكي؛ لتمويل المرحلة الأولى من إنشاءات الفرع، وفقًا للمشرف العام على فرع جامعة الإسكندرية بتشاد، الدكتور محمد بهي الدين.

47

طالبا مقابل 21 خريجا من جامعة الإسكندرية فرع تونج عام 2012 بواقع 28 طالبا بكلية الزراعة و15 خريجا وطالبا بكلية الطب البيطري.

ولما استحسنت مصر التواجد داخل العُمق الأفريقي، من خلال جامعة الإسكندرية، كلَّفت سفيرها لدى جنوب السودان، ببحث خطوات تدشين فرع ثالث للجامعة في مقاطعة تركيكا، مع المسؤولين هناك.

السبق لـ«جامعة القاهرة»

وكان لجامعة القاهرة السبق في التواجد داخل العمق الأفريقي، من خلال فرعها في العاصمة السودانية الخرطوم، الذي تم تدشينه قبل 67 عامًا في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذي تجمد العمل به بعد تولي الرئيس السوداني عمر البشير الحكم.

لم يتوقف الفرع عن العمل، منذ تدشينه، رغم قرار تجميد العمل به، بفضل تخصيص جامعة القاهرة مقرًا له داخل الحرم الجامعي في مصر؛ لاستقبال الطلاب السودانيين.

عودًا أحمد

ظل الفرع السوداني لجامعة القاهرة يعمل من خلال مقرها الرئيسي داخل مصر، إلى أن أعلن رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، عودة الدراسة بمقر الفرع في العاصمة السودانية الخرطوم، في أغسطس 2020.

الاهتمام الذي حظيت به أفرع الجامعات المصرية بالخارج من الدولة، يعتبره البعض غير كافٍ، لاسيَّما مع قلة أعداد الخريجين منها، الأمر الذي دفع البعض إلى المطالبة بنقل تلك الأفرع إلى داخل مقرات الجامعات المصرية، على غرار ما حدث في فرع جامعة القاهرة.

الدتور تامر شوقي

قوة مصر الناعمة

«مطالب نقل أفرع الجامعات المصرية من الدول الأفريقية إلى داخل مصر، أمر غير منطقي»، بهذه الكلمات بدأ عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، الدكتور محمد عبدالعزيز، حديثه مع «النبأ الوطني».

الهدف من تدشين أفرع للجامعات المصرية بالخارج، أن تكون الدولة لها تواجد داخل تلك المجتمعات، من تلك الأفرع التي تمثل إحدى وسائل قوى مصر الناعمة، والتي تعمل على إثبات تواجدنا ونقل ثقافتنا من خلالها، وهذا الاختلاف بينها وبين إدارة الوافدين الموجودة داخل الكثير من الجامعات المصرية، ولذلك فالمناداة بنقل تلك الفروع إلى الداخل، ما هو إلا عبث، حسب الدكتور محمد عبدالعزيز.

ويرى «عبدالعزيز»، أن التواجد داخل العمق الأفريقي من شأنه أن يحدث فيما بعد علاقات نسب بين مصر والدولة الموجود بها فرع الجامعة، وعليه توطيد العلاقات الاجتماعية، والذي لن يكون متاحا في حالة نقلها، وإذا كانت الحجة توفير عملة صعبة للبلد، ففروع الجامعات بالخارج ستعمل على الأمر ذاته، من خلال الاتفاق على ذلك وفقًا لبروتوكولات التعاون بين مصر ونظيراتها.

رد الجميل

أي تواجد ثقافي علمي للدولة أيًا كان المكان فهو يمثل قوة ناعمة لمصر، والانسحاب يؤدي لتدهور العلاقات، ولنا في علاقتنا مع أثيوبيا مثال، لاسيَّما وأنها كانت ومازالت دولة ضعيفة جدًا وليست متقدمة، إلا أن تواجد مصر في الماضي داخل قلب إثيوبيا وإريتريا التي بينها وبين أثيوبيا مشاكل، كان وسيلة لقوة مصر الناعمة، وبالتالي خلال تلك الفترة لم تجرؤ أثيوبيا على تدشين سد النهضة، ولكن انسحاب مصر من الصورة، مع بداية السبعينيات، حسبما يرى عضو هيئة التدريس بجامعة عين شمس.

ويختتم «عبدالعزيز»، حديثه مع «النبأ الوطني»، بالإشارة إلى أن هناك طبقات من المجتمعات لن تفضل المجيء والدراسة في مصر، وبالتالي وجود فرع للجامعات المصرية ببعض الدول يسهل عليهم الأمر، لاسيَّما وأن الجامعة تمثل المجتمع، وبالتالي تضمن مصر أن الأجيال التي تربت على أيدي أساتذة مصريين سترد الجميل لها، مُشددًا على ضرورة عمل برامج دراسية بها وفقًا للمعايير الدولية مع مراعاة معايير الدولة التي تتواجد بها، بخلاف العمل على تدريب الأساتذة.

علاقات متبادلة

ويرى تامر شوقي، أستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس، أن مصر تقوم بدور وتعليمي في القارة الأفريقية، من خلال فروع للجامعات المصرية بمختلف الدول الأفريقية.

وأوضح أن تلك الأفرع لها إسهامات إيجابية عدة، ولعل أبرزها توطيد العلاقات بينها وبين تلك الدول، بخلاف نقل الخبرات المصرية من الأساتذة والمراجع العلمية إليها، لاسيَّما وأن الأساتذة المصريين يتمتعون بسمعة عالمية كل في مجاله، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية الأفريقية وتعميق انتماء الطلاب إلى قاراتهم الأفريقية، وتوفير نفقات سفرهم إلى دول أخرى للتعليم.

واختتم «شوقي»، حديثه لـ«النبأ»، بالتأكيد على أنه يمكن الاستفادة من فروع تلك الجامعات في تكوين علاقات اقتصادية متبادلة مع تلك الدول الأفريقية، من خلال التعاون الزراعي والتجاري فيما تحتاجه مصر من سلع ومنتجات، والاستفادة من بيئات تلك الدول لتوفير ما تحتاجه مصر إنتاج حيواني أو نباتي، وتوريدها إلى مصر فيما بعص، وفقًا لبروتوكولات تعاون، مُضيفًا أن عدم تفعيلها سيكون له تأثير سلبي على العلاقات بين مصر ونظيرتها من أشقائها الأفريقية.