رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

زلزال سياسى يضرب الشرق الأوسط..أسرار اتفاق طهران والرياض لنسف حلم الدولة اليهودية

زلزال سياسى يضرب
زلزال سياسى يضرب الشرق الأوسط..أسرار اتفاق طهران والرياض

ما زال الاتفاق الذي تم إبرامه بين المملكة العربية السعودية وإيران برعاية الصين، والذي ينص على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتي البلدين خلال شهرين يثير الكثير من الجدل في الأوساط السياسية العربية والعالمية، بعد أن وصفه البعض بـ«الزلزال السياسي» الذي ضرب منطقة الشرق الأوسط.

فإلى أي مدى سوف ينهي هذا الاتفاق الصراع السني الشيعي؟، ويسقط فزاعة إيران التي تستخدمها الولايات المتحدة وإسرائيل لتخويف العرب؟، وكيف سيؤثر هذا الاتفاق على برنامج إيران النووي، وعلى أطماع إيران في المنطقة وفي مكة والمدينة، وعلى مشروع نشر المذهب الشيعي في الدول العربية، وعلى حل القضية الفلسطينية، وعلى مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية.

 

وما هو تأثيره على مستقبل التطبيع العربي مع إسرائيل، وعلى مستقبل حلم الدولة اليهودية، لا سيما وأن رد الفعل الإسرائيلي على هذا الاتفاق أثار جدلا واسعا، حيث اعتبر مسؤول إسرائيلي في إحاطة رسمية، أن الاتفاق بين الطرفين سيؤثر على إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إعادة العلاقات بين السعودية وإيران بأنها فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية التي يتزعمها حاليا بنيامين نتنياهو.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت، إن تجديد العلاقات بين السعودية وإيران، هو تطور خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران، معتبرا أن استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يشكل ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران.

أحمد راسم النفيس: المشروع اليهودى قائم على  تأجيج الصراع بين السنة والشيعة

يقول الدكتور أحمد راسم النفيس، المفكر الشيعي، إن هذا الاتفاق جيد ومرحب به، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية وصلت لاستنتاج أنها لا تستطيع مواصلة الصراع وأن عليها أن تذهب إلى خفض التصعيد، لافتا إلى أن إيران دعت مرارا وتكرارا إلى تحسين العلاقات وقدمت الكثير من المبادرات في هذا الشأن، مؤكدا على أن الخطر الفارسي أكذوبة كبرى، وأن جوهر تعميق الصراع بين إيران والعرب هو الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة على العالم ولا تريد نصرة مذهب أو دين على آخر، كاشفا أن الحديث عن تحالف سني، بمشاركة إسرائيل لمواجهة ما يسمى بالخطر الإيراني، بدأ منذ 2006، مشيرا إلى أن الخلاف بين إيران والدول العربية لم يكن خلافا مذهبيا، متابعًا: «والدليل أن إيران كانت متحالفة مع مصر في عهد الشاه، وبالتالي لا يمكن اختزال العلاقة بين مصر وإيران في الإطار المذهبي».

ولفت «النفسي» إلى أنه لا يمكن إنكار وجود خصومة بين السنة والشيعة، ولكن أسباب هذه الخصومة نفسية أكثر منها واقعية، فالمسلمون أمة واحدة رغم اختلاف آرائهم وأفكارهم ومذاهبهم، موضحا أن اليهود "شغالين" على الانقسام السني الشيعي منذ 12 قرنا، مؤكدا على أن أهم شيء في الاتفاق بين السعودية وإيران هو أن الحرب بينهما أصبح من الماضي.

وأشار المفكر الإسلامي، إلى أن الإسلام عالج المشاكل المذهبية بين المسلمين، من خلال قول الله تعالى «إنما المؤمنون إخوة»، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»، مشيرا إلى أن المسلمين بدأوا يستوعبون أن الدين لله والوطن للجميع، متوقعًا أن يحدث هذه الاتفاق تحولا كبيرا في المنطقة.

وأضاف أن المشروع اليهودي قائم على تأجيج الصراع بين القوى المختلفة والاستفادة من هذا الصراع، واليهود هم الذين اخترعوا نظرية «فرق تسد»، وأنهم دائما يلعبون على ورقة الصراع المذهبي بين السنة والشيعة، لافتا إلى أن اليهود يعتقدون أن بقاءهم لن يتحقق إلا على جثث الفريقين المتصارعين السنة والشيعة، وهم لا يريدون أن يقوم للمسلمين قائمة.

وأوضح أن اليهود ليسوا مع السنة ضد الشيعة، ولكنهم مع مصالحهم لتكون كلمة اليهود هي العليا، مشيرا إلى أنه أثناء رحلته الأخيرة للبنان سمع أن الأزمة اليمنية في طريقها للحل، لافتا إلى أن أمريكا تريد جر السعودية وإيران إلى حرب لا تبقى، مؤكدا على أن هذا الاتفاق سيتم تنفيذه ما لم يتم ضربه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار إلى أن إسرائيل وصلت لمرحلة بالغة الخطورة، وأن إيران لا تسعى إلى إبادة إسرائيل ولكنها تحارب محاولات اليهود للسيطرة على المنطقة، مؤكدا أنه لا يجد مبررا على أن تظل العلاقات بين إيران ومصر مقطوعة طوال هذه المدة، متوقعا أن يكون لهذا الاتفاق آثار إيجابية على العلاقات بين مصر وإيران الفترة القادمة.

ولفت «النفيس» إلى أن زيارة الشيعة للأماكن الدينية في مصر لم تنقطع، مشيرا إلى أن هناك الكثير من شيعة الخليج يقومون بزيارة الأماكن الدينية المقدسة في مصر مثل السيدة زينب والحسين، موضحا أن هناك كنوزا دينية في مصر، مثل ضريح ملك الأشطر، وضريح محمد بن أبي بكر، معقبًا: «وهناك الكثير من الأضرحة المهملة، هذه الأماكن سوف تتحول إلى قبلة للزيارة والسياحة بعد عودة العلاقات بين مصر وإيران».

السفير جمال بيومى: العدو هو من يحتل الأراضى وينكل بالشعب الفلسطينى.. ومصر حافظت على الحد الأدنى من العلاقات مع إيران.. والتطبيع العربى مع إسرائيل مرهون بتنفيذ مبدأ الأرض مقابل السلام

يقول السفير جمال البيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الاتفاق الذي تم بين إيران والسعودية يؤكد على أن القرار العربي مستقل، مؤكدا على أن إيران ليست عدوا للعرب، لكن العدو هو من يحتل الأرض وينكل بالشعب الفلسطيني ويهدد العرب بالقنابل النووية والصواريخ ويقتل الناس في فلسطين وغزة، مشيرا إلى أن إيران عضو في منظمة التعاون الإسلامي.

وأوضح أن مصر حافظت على الحد الأدنى من العلاقات مع إيران، وأن هناك استثمارات إيرانية ضخمة في مصر، متمنيا أن تعيد مصر علاقتها مع إيران، لافتا إلى أن إيران هي التي قطعت علاقتها بمصر في عهد السادات، لافتًا إلى أن التطبيع العربي مع إسرائيل مرهون بتنفيذ إسرائيل للمبادرة العربية التي عرضتها المملكة العربية السعودية في القمة العربية في بيروت 2022، والتي تنص على الأرض مقابل السلام.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن فكرة تشكيل ناتو عربي لمواجهة إيران سقطت منذ قمة جدة نهاية العام الماضي في المملكة العربية السعودية التي حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث رفض القادة العرب فكرة الناتو العربي، كما اعتبروا أن العدو الحقيقي للعرب هي إسرائيل وليس إيران كما تزعم أمريكا وإسرائيل.

وأشار إلى أن الحديث عن الخطر الإيراني هو إشارة إلى العدو الخطأ، لافتا أنه لا ينكر أن لإيران أطماعا ومشروعا في المنطقة، ولكن تركيا أيضا لها مشروع، وأردوغان يريد عودة الامبراطورية العثمانية، ودائما يتم الحديث عن مؤامرة أمريكية، ومؤامرة صهيونية، ومؤامرة إسرائيلية، ومؤامرة تركية، ومؤامرة إيرانية.

وأوضح أن هذه المؤامرات موجودة ولكن المهم هو موقف العرب من هذه المؤامرات، مؤكدا على أن العرب يدركون كل هذه المؤامرات والمخططات والأجندات ويتعاملون معها، ولن يستطيع أحد فرض رأيه عليهم، لافتا أن العلاقات الدولية تقوم على الحوار وليس على المجابهة، وأن العرب والسنة ليس لديهم مشكلة مع الشيعة.

السفير محمد الشاذلى: إسرائيل الدولة الوحيدة التي يمكنها استخدام السلاح النووى..والصراع الخليجى الإيرانى يمثل خسارة للجميع

يقول السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن هذا الاتفاق مرحب به، مشيرا إلى أن الصراع الخليجي الإيراني لا يخدم أي طرف ويمثل خسارة للجميع، متمنيا أن يكون هذا الاتفاق بداية الكثير من المشكلات في اليمن ولبنان والعراق.

وأكد أن هذه الحلحلة مهمة جدًا حتى يتفرغ العرب والمسلمون لقضايا أكثر إلحاحًا وخطورة عليهم، لافتا إلى أن المخطط الذي كان مرسوما لضرب إيران عن طريق دول الخليج كان سيؤدي لخلق حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم، وعلى حساب الدول العربية والإسلامية، وكان سيجعل إسرائيل تتوغل بعد أن يزول التوازن الذي كانت تشكله إيران مع إسرائيل في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن هذا الاتفاق خطوة إيجابية ولكنها تحتاج إلى التدعيم بخطوات أخرى.

وأضاف «الشاذلي»، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم يسعدها هذا التطور لا سيما وأنه جاء بوساطة صينية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سوف يدعم موقع الصين عربيا وعالميا لأنها نجحت في احتواء أزمة كبيرة كانت تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله، مؤكدا على أن هذا الاتفاق يمثل نكسة شديدة لإسرائيل.

وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى أن الكثير من دول المنطقة تسعى إلى فك الارتباط مع إسرائيل نتيجة لمواقفها شديدة الفجاجة وما يحدث في الأراضي الفلسطينية ومن قصف لسوريا والأراضي الفلسطينية بالاضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه لم يكن من المصدقين بمقولة «الخطر الإيراني»، مؤكدا على أن إسرائيل هي العدو الحقيقي.

ولفت إلى أن الذي يقوم بضرب الدول العربية هي إسرائيل وليس إيران، متمنيا أن يكون هناك فرملة من جانب الدول العربية فيما يتعلق باتفاقيات السلام مع إسرائيل، نظرًا للخطر الذي تمثله إسرائيل على الأمن القومي العربي والأمن القومي للشرق الأوسط كله، متمنيا أن يكون للسعودية برنامج نووي حتى لا يتم ترك إسرائيل لوحدها في الشرق الأوسط.

ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه لا يرى أي خطر للبرنامج النووي الإيراني على العرب، لافتا إلى أن امتلاك السلاح النووي شيء والقدرة على استخدامه شيء آخر، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع استخدام السلاح النووي في حربها ضد كوريا وفيتنام، والاتحاد السوفيتي لم يستطع استخدام السلاح النووي في أفغانستان.

وأكد أن الدول الوحيدة التي يمكنها استخدام السلاح النووي هي إسرائيل، التي تروج لأسطورة أن وجودها معرض للفناء وأنها محاطة بالأعداء وأنها تعمل من من أجل البقاء وأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وكل ذلك هراء، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تحتاج للسلاح النووي لمحاربة الدول العربية.

وأوضح أن العرب صدقوا الأساطير التي كانت ترددها إسرائيل عن إيران والتي كانت تريد من خلالها تخويف العرب، معقبًا: «آن الأوان أن نفكر بتروي ورشد من أجل مستقبلنا»، مؤكدا أنه لا يتوقع أن تنازل من جانب إسرائيل في ملف القضية الفلسطينية».

ولفت «الشاذلي» إلى أن حل القضية الفلسطينية ومستقبل العرب مرهون بقوتهم الذاتية وتشكيل جبهة عربية موحدة، مشيرًا إلى أنه لا أحد ينكر أن لإيران أجندة تسعى لتحقيقها في المنطقة، ولكن هناك أجندات أخرى، فإسرائيل لها أجندة، وتركيا لها أجندة، وروسيا لها أجندة، والصين لها أجندة، وأمريكا لها أجندة.

وأكد أن مواجهة الأجندة لا يكون بمقاطعة دولة لها أجندة، وإلا فسوف يتم مقاطعة العالم كله، مؤكدا على أن مواجهة هذه الأجندات يكون من خلال تشكيل جبهة عربية موحدة ووجود قوة ذاتية تمكن العرب من مواجهة كل هذه الأجندات، موضحا أن إيران دولة كبرى ومحورية في الشرق الأوسط ولا يمكن القضاء عليها، ومصر دولة كبرى ومحورية في الشرق الأوسط، ولا يعقل أن تقيم علاقات مع إسرائيل ولا يكون لها علاقات مع إيران.

السفير رخا أحمد حسن: فزاعة إيران برعاية الأمريكان وتل أبيب لتخويف العرب انتهت.. والاتفاق اختراق سياسى ودبلوماسى صينى للمنطقة

 ويقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية الذي تم برعاية صينية اليوم هو اختراق سياسي ودبلوماسي جديد من الصين للمنطقة، مؤكدا على أن هذا الاتفاق سوف ينهي فزاعة «الخطر الإيراني»، الذي اخترعته الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أجل تخويف وابتزاز دول المنطقة، مشيرا إلى أن الحديث عن مخطط إيراني لاحتلال مكة والمدينة أكذوبة، لافتا إلى أن هذا الاتفاق يجب أن يكون له تأثير إيجابي على العلاقات بين مصر وإيران.

وأضاف «حسن»، أن هذا الاتفاق بالنسبة للمتابعين عن قرب ليس مفاجئا، لا سيما وأنه سبق هذا الاتفاق 6 جولات من المباحثات بين إيران والسعودية في العراق وسلطنة عمان على مستويات متعددة، وتم الاتفاق على تفاهمات كثيرة، وبقيت بعض الأمور التي كانت مطلوبة لعودة العلاقات، مشيرا إلى أن الجديد في الأمر هو دخول الصين بثقلها إلى المنطقة، والتي سبق وأن عقدت اتفاقا استراتيجيا بمليارات الدولارات مع إيران لمدة 25 عاما، تبعه عقد عدد من الاتفاقيات مع السعودية أثناء زيارة الرئيس الصيني للمملكة وعقد عدد من القمم مع القادة العرب.

وتابع: «وهذه الاتفاقيات كانت بداية للدخول في علاقات شراكة استراتيجية بين الرياض وبكين، وهذه كانت رسالة لأمريكا بأن هناك بديلا لها في المنطقة، وبالتالي نجاح الصين في التوصل لاتفاق بين إيران والسعودية والاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال شهرين يعتبر مكسبا كبيرا للصين ورسالة للولايات المتحدة الأمريكية بأن السعودية تبحث عن من يساعدها في حل الخلافات في المنطقة في ظل التقاعس الأمريكي، وبالتالي هذا الاتفاق هو اختراق سياسي ودبلوماسي جديد من الصين للمنطقة».

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رد الفعل الأمريكي الذي رحب بالاتفاق كان متوقعا، وخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تدفع في اتجاه ايجاد حل للأزمة في اليمن من أجل تحقيق مكسب سياسي ودبلوماسي، معقبًا: «ولكن المملكة العربية السعودية لم تمنحها هذه الفرصة، وبالتأكيد تم تناول الملف اليمني في المباحثات بين إيران والسعودية في الصين، وتم وضع صيغة لحل الأزمة اليمنية في الاتفاق، وبالتالي حل الأزمة في اليمن سيكون بعيدا عن التدخل الأمريكي، رغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ مجيئه للسلطة وهو يطالب بحل الأزمة اليمنية، والآن الصورة تغيرت، سيكون حل الأزمة اليمنية من خلال الصين، أو من خلال إجراء مباحثات مباشرة بين السعودية وإيران».

وعن موقف إسرائيل من الاتفاق قال «حسن»، إن إسرائيل لم تعط أي اعتبار للدول العربية ولا لعملية السلام ولا لحقوق الفلسطينيين، وبالتالي هذا الاتفاق سيكون وسيلة للضغط على إسرائيل في ظل هذه الحكومة اليمنية المتطرفة، ولا ننسى أن المملكة العربية السعودية ترفض التطبيع مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية من خلال اتفاقية السلام العربية التي طرحتها المملكة في القمة العربية في بيروت 2002، والتي نصت على حل الدولتين.

وتابع: «هذا الاتفاق سيكون لصالح الدول العربية في علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك هذا الاتفاق سوف ينهي مقولة إسرائيل بأن إيران تمثل خطرا على دول الخليج، وبالتالى فزاعة إيران التي كانت تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتخويف الدول العربية انتهت، وكذلك سينتهي موضوع شيطنة إيران في المنطقة، وسوف تخف حدة الحرب الإعلامية التي كانت تشنها بعض وسائل الإعلام العربية على إيران والعكس، وسوف تصبح إيران دولة جارة».

وعن عدم مشاركة دول الخليج الأخرى في هذا الاتفاق، أوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن دول الخليج الأخرى ترتبط بعلاقات متميزة مع إيران، فالإمارات العربية المتحدة مثلا لم تقطع علاقاتها مع إيران، بل على العكس الإمارات أكبر شريك تجاري لإيران، ومستشار الأمن القومي الإماراتي قام بزيارة إيران، وحجم التبادل التجاري بين إيران والإمارات وصل إلى 15 مليار دولار، أما بالنسبة للبحرين فسوف يشجعها الاتفاق على التقارب مع طهران.

وعن مصير البرنامج النووي الإيراني الذي كان موضع خلاف بين إيران والمملكة قال «حسن»، إن السعودية تدرك أن الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني هو خلاف سياسي أكثر منه خلاف فني، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في زيارته الأخيرة لإيران أكد أن المباحثات مع المسئولين الإيرانيين كانت إيجابية وجيدة وأنه راض عن الإجراءات التي تتخذها إيران في هذا الشأن، لكن بعد عودته من إيران قال كلام غير واضح، وهذا يؤكد على أن هذا الملف مسيس، وخاصة وأن برنامج إيران النووي يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإيران موقعة على اتفاقية منع الانتشار النووي، مقابل أن إسرائيل تمتلك سلاحا نوويا وترفض الخضوع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم توقع على اتفاقية منع الانتشار النووي.

وعن مصير مشاريع إيران وأطماعها في المنطقة، يرى الدبلوماسي السابق، أن أي دولة في المنطقة تتمدد عندما تجد فراغا، وبالتالي إيران مثلها مثل تركيا وإسرائيل أو أي دولة أخرى في المنطقة تتمدد عندما تجد فراغا، وبالتالي العيب ليس في إيران أو تركيا ولكن العيب في الدول العربية التي تركت ثغرات فدخلت منها تركيا وإيران، وهذا شيء طبيعي في ظل تنافس وتمدد القوى الإقليمية على حساب القوى الأخرى عندما تجد أن هناك فراغات يمكن أن تملؤها، وهذا مشروع، لا سيما في ظل عدم قدرة الدول العربية على ملء هذا الفراغ، وإسرائيل من أكثر القوى الإقليمية التي تتمدد في المنطقة دون أن يوقفها أحد، والصين دخلت المنطقة لملء جزء من الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

وعن مدى استفادة مصر من هذا الاتفاق، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر ليست لديها مشاكل مع إيران، وبالتالي لا يوجد أي عائق أمام مصر لإعادة العلاقات مع إيران، لا سيما وأن أحد أسباب فتور العلاقات بين القاهرة وطهران كان الخلافات بين إيران ودول الخليج، مشيرا إلى أنه لا يرى أي سبب أو مبرر يمنع مصر من تطبيع العلاقات مع إيران، وخاصة وأن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وطهران لم تتوقف.

ولفت إلى أن هذا الاتفاق سوف يحول إيران إلى دولة جارة، وبالتالي سوف تتحول العلاقة بين الدول العربية وإيران من العداء إلى التنافس، ومن المواجهة إلى التعاون، لا سيما وأن التعاون يحتوى الخلافات والانتشار، ودائما المصالح تتصالح، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية دمرت العراق وسلمتها على طبق من فضة لإيران، من أجل خلق فزاعة لدول الخليج، وبالتالي هذا الاتفاق سوف يبطل هذه الفزاعة.

وتابع «حسن»، أنه من حق أي دولة أو مجموعة أن تحلم، لكن السؤال هو ماذا ستفعل الدول العربية؟، وهل قطع العلاقات سيمنع إيران من تحقيق أحلامها؟، وهل قطع العلاقات مع إيران منعها من التوغل في الدول العربية؟، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب، وحلها بيد العرب، ودخول أي طرف آخر هو عامل مساعد، ما لم تقوم الدول العربية بمعاقبة إسرائيل وتتخد إجراءات ضد الدول التي ترفض معاقبة إسرائيل باعتبارها قوة احتلال تنتهك حقوق الإنسان وترتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب فلن يتم حل القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن اتفاقيات السلام مع إسرائيل يمكن تجميدها أو تبطيئها، لكن المشكلة أن الدول العربية تتصرف مع إسرائيل بشكل منفرد، وهذا يضعف من موقفها.