رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ننشر نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة بمساجد الأوقاف

النبأ

حددت وزارة الأوقاف موضوع، خطبة الجمعة المقبلة تحت عنوان "الاستجابة لله ورسوله"، وهو الموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف، فى وقت سابق مشددة على الأئمة ضرروة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 10 دقائق.

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى تصريحات سابقة، أن الوطن هو بيتنا الكبير وبيت الأسرة الكبيرة، وهو لنا جميعًا وبنا جميعًا والحفاظ عليه واجبنا جميعًا، فالوطن ليس مجرد أرض نسكنها بل هو كيان يسكننا ونسكنه، وأن الحفاظ على الوطن واجب شرعى ووطنى وحياتى، ومن حقه علينا أن نعمل على كل ما يحفظ أمنه وأمانه ويحقق الخير لنا جميعًا، مشددا على أن الوطنية ليست ادعاء بل هى انتماء بالجهد والعرق والعمل الجاد، فالعامل فى مصنعه والفلاح فى أرضه والعالم والمفكر والإعلامى والطبيب كل فى مجاله، والعامل الذى يتقن عمله ويجتهد فيه متعبد بعمله، وقد قالوا: إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل وأصالة معدنه فانظر إلى مدى انتمائه إلى وطنه واعتزازه.

FB_IMG_1677316566620
FB_IMG_1677316569275

 

FB_IMG_1677316571431

وكان قد قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ان الحسيب الكافي هو الله وحده، حيث يقول سبحانه: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا"، أي: وكفى به حافظًا وعاصمًا، ويقول سبحانه: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"

معنى الحسيب 

أما الوكيل فهو الكافي والحفيظ والكفيل، فالكافي هو الله (عز وجل)، والحفيظ هو الله (عز وجل)، والكفيل بأمور خلقه هو الله (عز وجل)، يقول سبحانه: "وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا"، ويقول سبحانه: "وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا"، ويقول سبحانه: "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ"، ويقول سبحانه: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ".

وقد حثنا الحق سبحانه وتعالى على حسن التوكل عليه، وتفويض الأمور كلها إليه، وجعل التوكل عليه من صفات المؤمنين به، فقال سبحانه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، ويقول سبحانه: "وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"، وكيف لا يتوكل المؤمن على الوكيل (عز وجل) وهو الكافي لمن توكل عليه، وفوض أمره إليه، وقد قالوا: من اعتمد على ماله قلَّ، ومن اعتمد على عقله ضلَّ، ومن اعتمد على جاهه ذلَّ، ومن اعتمد على الناس ملَّ، ومن اعتمد على الله (عز وجل) فلا قلَّ ولا ملَّ ولا ضلَّ ولا ذلَّ.

 

على أن ثمَّة فرقًا بين التوكل والتواكل، فالتوكل على الله يقع في منطقة وسط بين الشطط في الأسباب والتعلق المطلق بها، ويبنى على الأخذ بالأسباب بقوة وجدية، وهمة وعزيمة، مع تفويض أمر النتائج لله.

والناس في هذه القضية ثلاثة أقسام فريق يكاد يعطل الأسباب، ولا يحسن التوكل، فهؤلاء نقول لهم ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة"، كما نذكرهم بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لو توكلتم على الله  حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا"، أي تذهب شديدة الجوع وتعود ممتلئة البطون، فهي تعمل وتتحرك وتأخذ بالأسباب، تغدو وتروح، ولا تجمد في مكانها وأعشاشها وتقول: اللهم ارزقني أو أمطر عليَّ حبَّك ورزقك.

أما الفريق الثاني فيسرف في اعتماده على الأسباب، ظانًا أو متوهمًا أن الأسباب تؤدي بطبيعتها إلى النتائج، غير مدرك أن للكون خالقًا قادرًا حكيمًا يقول للشيء كن فيكون، يُجري أسبابه حيث يريد، ويوقف جريانها حيث يريد "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ".

وأما الفريق الثالث فهو من شرح الله صدره للإسلام علمًا وفقهًا وفهمًا وتطبيقًا، فيأخذ بأقصى الأسباب ثم يفوض أمره لله، راضيًا بما يقسمه له من نتائج، ما دام أدى الذي عليه من أخذ بالأسباب، مدركًا أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، متوكلًا حق التوكل على الوكيل سبحانه وتعالى: "رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا".