رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جبال «البرامية» ستكون مشهد النهاية..

«العبابدة» وجها لوجه ضد أخطر مجرم بمصر.. وجبال «البرامية» ستكون مشهد النهاية لـ«أبو العباس» وعصابته

من واقع الحدث
من واقع الحدث

مشاهد تكسوها رائحة الدم والخطر وأصوات الرصاص تكاد تهز جبال «البرامية» من شدة دويها، تلك المنطقة المختفية ما بين طريقي «إدفو- مرسي علم» شمال محافظة أسوان، والمشهور عنها بأنها أهم مقصد للباحثين عن لقمة العيش فى مجال التنقيب عن الذهب من باطن الأرض، تعيش حاليًا أوضاعًا مأساوية وساعات من الرعب  أشبه بـ«الحرب العالمية الثالثة».

فى البداية قبل عرض التفاصيل، ربما السؤال الأهم الذي يراود الكثيرون داخل محافظة أسوان والصعيد، ما «السر» وراء حدوث التصادم ما بين شباب وقيادات «العبابدة» وما الذي دفعهم لـ«تكشير أنيابهم» لمواجهة أخطر مجرم فى الصعيد «أحمد عباس راشد»، حتي حاصروه كحصار «الفأر» فى المصيدة داخل جبال «البرامية».

«النبأ» تكشف التفاصيل والتي بدأت أثناء سير سيارة محملة بكميات من أحجار من الذهب الخام تابعة لأحد أبناء «العبابدة» ناحية طريق «وادي شعيط» بالتحديد فى المنطقة ما بين «وادي حمش» حتي «وادي خريط»، فوجئ بخروج مجموعة مسلحين يتزعمهم المجرم «أحمد عباس»، وقاموا بالاعتداء عليه ونهب كمية بلغت حوالي «3» شكاير من أحجار الذهب.

عندما وصل الأمر برمته إلي قيادات ومشايخ «العبابدة»، انقلبت الدنيا ولم تقعد، وانفجر بركان من الغضب حزنًا لما جري مع أحد ابنائهم علي يد «مجرم يحمل جميع أسلحة الخبث البشرية»، ويبدو أن عاصفة «العبابدة» وصلت سحابتها إلي «أبو العباس» مما جعله يشعر أنه فى «مأزق» ثم لجأ إلي محاولة الإتصال وإرسال خطابات تتضمن رسائل من عبارات «إعتذار وأسف» لما بدره منه من عملية سطو مع أحد أبنائهم، وأنه قام بذلك عن غير قصد وكان فاقدا للوعي، لإخماد نيران غضب «العبابدة».

العبابدة خط أحمر

لكن كبار ومشايخ «العبابدة» لم تستجيب إلي رسائل وإستغاثات المجرم «أبو العباس» لأنه ضرب بأعراف وتقاليد القبيلة العريقة عرض الحائط وفعل جريمته المشينة، قائلين له: «جوابك مرفوض»، ثم عقدوا إجتماعًا موسعًا بأحد الدواوين بـ«واي خريط» ناحية البحر الأحمر حضروه جموع أبناء القبيلة دون تهاون أو تراجع، أمتد النقاش الساخن لـ«7» ساعات متواصلة، لاتخاذ قرارًا حكيمًا وصائبًا على قلب رجل واحد لحسم الموقف الأخير مع المجرم «أبو العباس» عصابته، وكذا تطهير جبال «البرامية» من قبضة «الهليبة» والبلطجية والعصابات المسلحة المخربة.

تجسدت «ساعة الصفر» مع طلوع الشمس فى اليوم المحدد لهم، وعليه خرجت «350» سيارة من ماركات «بجعا ودوبل كابينة ودفع رباعي وربع نقل» تابعة «العبابدة» من أبنائهم فى «شلاتين والبحر الأحمر وإدفو» بعدما رسموا خطتهم المحكمة واستعانوا بأمهر الشباب من أبنائهم والعناصر المدربة الذين لديهم خبرة ودراية بالدورب والشوارع والمدقات الجبلية فى «البرامية». 

وفور وصولهم انتفضت العصابات المسلحة من سيل السيارات القادمة عليهم وشعرت أن نهايتهم الأخيرة اقتربت على يد «العبابدة»، وجري تبادل إطلاق النيران كثيف بين الطرفين لدرجه أن رمال الصحراء أرتوت بنزيف الدماء، وبالفعل بعد مناوشات ومعركة متواصلة دامت لأكثر من «4» أيام حتي الآن، نجحت فيها «العبابدة» على السيطرة والاستيلاء على «4» رباطات جبلية فى «البرامية» وذلك يعد بمثابة إنتصارًا كبيرًا وغير مسبوق.

والمقصود بـ«الرباط» هو الساتر أو «الرادار» ويقع دائمًا فى أعلي أطراف المنطقة الجبلية للتحكم فى كشف جميع أطرافها ومداخلها، ويتخذه الخارجين عن القانون كمخبأ لهم و«مصيدة» حال وصول أي شخص أو مجموعة غير مألوفة وغريبة، لكن بالفعل الموقف الحالي يشير إلي أن جبال «البرامية» فى قبضة «العبابدة» ومتواجدين فى قلب الجبال.

ومازالت عمليات التمشيط والبحث من شباب «العبابدة» تلاحق المجرم «أبو العباس» الذى فر هاربًا أو مختفي داخل أحد الأبار لتسليمه إلي جهات العدالة، وحال عدم الإستجابة إلي النداءات الموجه له بضرورة الخروج سوف يتم بعد ذلك رمي «الخرسانة» الأسمنتية وصب البير المشكوك أنه مختفي بداخله.

جموع أبناء القبائل المتعايشة داخل محافظة أسوان، تشيد بالدور الكبير المبذول من شباب ومشايخ «العبابدة» فى مواجهة عصابات «أهل الشر» وإفساح المجال للباحثين عن لقمة العيش بالكسب الحلال دون تخريب أو ترهيب، بالإضافة إلى ضرورة العمل تحت مظلة وغطاء الجهات المختصة منعًا لدخول «الهليبة» وحلفاء الشيطان.