رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تعرف على موضوع خطبة الجمعة الأولى من شهر رجب

النبأ

حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة والتي توافق الجمعة الأولى من شهر رجب لعام 1444ه، تحت عنوان: "الوطنية بين الحقيقة والادِّعاء".

ونقل التليفزيون المصري والإذاعة المصرية، بث مباشر، لشعائر خطبة وصلاة الجمعة من الجامع الأزهر، حيث تلا قرآن الجمعة، الشيخ محمد محروس طلبة، القارئ بالإذاعة والتليفزيون.

والقى الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، خطبة الجمعة اليوم، من رحاب الجامع الأزهر الشريف

فيما حددت وزارة الأوقاف، آخر جمعة من جمادى الثاني، تحت عنوان: "ادخلوا في السلم كافة.. السلام النفسي والمجتمعي والدولي"، مشددة على جميع أئمتها الالتزام موضوع الخطبة ومدتها.

وفي إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، انطلقت قافلتان دعويتان مشتركتان بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظتي: (البحر الأحمر والمنيا)، اليوم الجمعة، وتضم كل قافلة (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "ادخلوا في السلم كافة".. السلام النفسي والمجتمعي والدولي.

وأكد علماء الأزهر والأوقاف أن السلام غاية إنسانية نبيلة، وقضية راسخة في الفكر الإسلامي، فالإسلام دين السلام، وربنا (جل وعلا) هو السلام، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي السلام، وتحية المسلمين في الدنيا والآخرة السلام، والجنة هي دار السلام، وتحية أهل الجنة في الجنة السلام، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"، ويقول سبحانه: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ"، ويقول سبحانه: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، ويقول (جل وعلا): "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ"، ويقول تعالى: "لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ"، ويقول (عز وجل): "دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ".

كما أكدوا أن المسلم الحق يحقِّق السلام مع نفسه، وينشر السلام في مجتمعه، وفي العالم أجمع، فالسلام النفسي يجعل الإنسان يعيش في جوٍّ من السكينة والطمأنينة، ومحبة الخير للغير، وسلامة الصدر، فلا يحقد، ولا يحسد، ولا يغش، ولا يخون، وتراه مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، حيث يقول الحق سبحانه: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "المُؤْمِنُ يَأْلَفُ ويُؤْلَفُ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): "إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ".

 المسلمَ الحقَّ منضبطٌ في معاملاته مع الناس جميعًا 

كما أوضحوا أن المسلمَ الحقَّ منضبطٌ في معاملاته مع الناس جميعًا على اختلاف معتقداتهم، يعتقد بأن فلسفة السـلام في الإسلام تنبع من أنه دين يعدل بين الناس جميعًا في الحقوق وفي الواجبات، ويؤمن بقبول الآخر والمختلف، حيث يقول الحق سبحانه: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ"، ويقول سبحانه: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"، ويقول تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، أي: لتتعارفوا وتتعاونوا وتتكاملوا، فتُصان الدماء في المجتمع، وتُحفَظ الأعراض والأموال، ويعيش المجتمع في مناخ من العدل والوفاء، فيتوفَّر الأمن والاستقرار، وتتحَقَّق التنمية والرخاء والازدهار، ولا أدلَّ على أهمية تحقيق السلام المجتمعي من "وثيقة المدينة" التي أبرمها نبينا (صلى الله عليه وسلم) مع يهود المدينة، حيث تُعَدُّ هذه الوثيقة أفضل أنموذج في تاريخ البشرية للعيش الإنساني السلمي المشترك، والسلام بين أبناء المجتمع الواحد على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، في إطار من الإنسانية الراقية، والمواطنة المتكافئة، ونشر قيم الرحمة والتكافل والتعاون والتسامح.