رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بسبب ارتفاع الميزانية وضخامة التكلفة.. دراما رمضان 2023 في مأزق

كريم عبد العزيز
كريم عبد العزيز

 

غياب كريم عبد العزيز وآسر ياسين وهاني سلامة وغادة عبد الرازق عن المنافسة.. ومسلسلات الـ15 تنقذ المنتجين

 

 

أشهر قليلة تفصلنا عن انطلاق الموسم الرمضاني لعام 2023، ومع وضوح الخريطة الرئيسية لدراما الشهر الكريم، تبين أن صناعه في أزمة كبيرة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المجتمع بشكل عام، والفن بشكل خاص، نتيجة تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.

وتمثلت هذه الأزمات في خروج بعض المسلسلات من السباق، وتأجيل البعض الآخر إلى أجل غير مسمى، فضلًا عن مشاركة بعض النجوم في مسلسلات 15 حلقة فقط، كحل أفضل من غيابهم التام عن الجمهور.

البداية مع مسلسل «الحشاشين»، إذ أعلن الفنان كريم عبد العزيز عن خروجه من السباق الرمضاني المقبل، وتأجيله إلى عام 2024.

وأوضح «كريم» أن السبب وراء ذلك، هو ضخامة تكلفة المسلسل، وارتفاع ميزانية إنتاجه، لا سيما أنه يحتاج السفر إلى أكثر من مكان، والتصوير في مواقع ضخمة، واستخدام معدات وتقنيات بصرية شديدة الدقة، لتنقل الأحداث بصورة أقرب إلى الواقع.

كما أكد أن «الحشاشين» عمل استثنائي، يضم تفاصيل مثيرة، وأبعاد فكرية كثيرة، وفكرته مهمة للغاية، مشددًا على أنه لا ينبغي التسرع في تنفيذه.

وتدور أحداث المسلسل، في فترة زمنية قبل ألف عام، حول قصة جماعة «الحشاشين»، ومؤسسها حسن الصباحي، التي تتنبى الأفكار المتطرفة، وتدعو لنشر الإرهاب في العالم.

وعلى الرغم من بدء مرحلة الإعداد والتحضير لمسلسل «11 سبتمبر» للفنان هاني سلامة، قرر صناعه تأجيله عامًا كاملًا، بسبب ضخامة ميزانيته، وتطلبه السفر بين عدد من الدول الأوروبية، أبرزها: «أمريكا، وقبرص»، على أن يتم عرضه في 2025.

وفي سياق متصل، انضم مسلسل «كلمة السر» للفنان آسر ياسين إلى قائمة الأعمال المؤجلة، وأوضح المنتج طارق الجنايني أنه يحتاج إلى تحضيرات كثيرة، وأنهم قرروا التمهل في التجهيز، ليخرج إلى النور، بشكل مميز.

ولم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لمسلسل «ألف ليلة وليلة» للفنان ياسر جلال، لضخامة العمل، بسبب اعتماده بشكل كلي على «الجرافيك»، إذ يظهر بشخصيتين خلاله، ليتم تأجيله إلى موعد غير محدد.

واضطر ياسر إلى اختيار مسلسل جديد، بعنوان «علاقة مشروعة»، ليشارك به في الموسم الرمضاني المقبل.

أما مسلسل «تلت التلاتة» للفنانة غادة عبد الرازق، فـ خرج من المنافسة، بعد نشوب خلافات كثيرة بينها والمنتج ممدوح شاهين، بسبب اعتراضه على طلباتها، التي وصفها بأنها «فوق الوصف».

وأوضحت مصادر من داخل المسلسل، أن غادة عبد الرازق طلبت زيادة أجرها، الأمر الذي رفضه المنتج، فضلًا عن تدخلها الزائد في أدق التفاصيل، وضيق وقت التصوير.

فيما يواجه مسلسل «الإمام الشافعي» للفنان خالد النبوي، مصيرًا غامضًا حتى الآن، وتضاربت الأنباء حول خروجه من المنافسة ووقف تصويره للأبد، وتأجيله إلى الموسم بعد المقبل، بسبب كثرة تفاصيل تحضيراته واحتياجه إلى أموال طائلة.

وفي الإطار ذاته، اضطر بعض المنتجين إلى تقليص عدد حلقات مسلسلات الموسم الرمضاني المقبل، إلى 15 حلقة فقط، بدلًا من 30 حلقة، في محاولة منهم لتقليل التكلفة والنفقات.

ومن هذه المسلسلات: «تحت الوصاية» للفنانة منى زكي، والذي تدور أحداثه حول حياة الصيادين ومجال صناعة السفن، وتقدم فيه دور عاملة بسيطة، تحصل على قوت يومها، عن طريق طلاء ودهان السفن ومراكب الصيد.

ويشاركها بالمسلسل: نسرين أمين، ودياب، ورشدي الشامي، ومها نصار، وهو تأليف خالد دياب وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير.

و«صفارة» للفنان أحمد أمين، والمخرج علاء إسماعيل، والذي تدور أحداثه في إطار كوميدي، وجار ترشيح واختيار باقي فريق العمل، قبل بدء تصويره.

ومسلسل الفنانة دينا الشربيني، الذي لم يحدد اسمه بعد، ويجمعها بكل من: شريف سلامة، وإسعاد يونس، وتميم عبده، وإخراج خالد الحلفاوي.

وأيضًا مسلسل الفنانة دنيا سمير غانم، والذي يعيدها للدراما الرمضانية بعد غياب 3 سنوات، منذ وفاة والديها، بمضاعفات فيروس كورونا.

من جانبه، قال الناقد الفني محمود قاسم لـ«النبأ»، إن الموسم الرمضاني المقبل سيكون هو الأضعف والأفقر على مدار مواسم كثيرة مضت، وتابع أن الأزمة الاقتصادية الراهنة وغلاء الأسعار يؤثران بالسلب على صناعة السينما والدراما عامة.

وأضاف أن المسلسلات التاريخية تحتاج إلى ميزانيات طائلة وديكورات مكلفة وملابس معينة، مشيرًا إلى أن تأجيل مسلسلي «الحشاشين» و«الإمام الشافعي»، يعد أمرًا طبيعيًا ومنطقيًا، للسبب نفسه.

وأكمل «قاسم» أنه على المنتجين وصناع المسلسلات، محاولة التعايش مع الظروف، وعدم الاستسلام أو الانسحاب من الصورة، لافتًا إلى ضرورة تفكيرهم في حلول بديلة؛ كالتصوير داخل مصر بدلًا من الخارج، والاعتماد على نجوم الصفوف الثانية والشباب، بشرط توافر الموهبة والقبول لديهم، واستبدال معدات التصوير باهظة الثمن بأخرى قليلة الثمن.