رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأرقام ارتفاع معدلات الانتحار.. الاكتئاب والهوس يهددان سكان العالم بسبب اضطرابات المناخ

النبأ

دراسة: زيادة معدلات الانتحار ما بين 9 إلى 40 ألف حالة

التعرض للأعاصير والفيضانات مرتبط بالاكتئاب الحاد واضطراب ما بعد الصدمة 

دراسة: ساكنو المُدن الكُبرى أكثر عُرضة للإصابة بالفصام مقارنة بسكان الريف بسبب التغيرات المناخية

باحثون: الحياة فى درجات حرارة أكثر ارتفاعًا ومعدلات أعلى من هطول الأمطار زادت حالات الإصابة بالأمراض العقلية

دراسة: الأشخاص الذين يعانون من أعراض اضطرابات الصحة العقلية نتيجة العوامل المناخية غالبًا لا يسعون للعلاج

«أوبرادوفيتش»: ارتفاع درجة الحرارة والجفاف يزيدان من مخاطر الانتحار ومعدل زيارات المستشفيات النفسية

لم يغفل الجميع عن تفشي الاضطرابات النفسية في السنوات الأخيرة، وبات الانتحار طريق يسلكه الشباب والشُيَّاب، للتخلص من الضغوطات والهلاوس والوساوس التي تأكل في عقولهم، تلك الظاهرة أثارت الفضول بين الأطباء النفسيين والمنظمات العالمية، لمعرفة الأسباب، وكلاهما ربط بين التغيرات المناخية وتدهور الصحة العقلية لسكان الأرض مؤخرًا، فماذا عن حجم تأثير اضطرابات على الصحة العقلية؟ وما علاقة الاضطرابات المناخية بالاضطرابات النفسية والعقلية؟

الفصام يُهدد المدينة

كشفت دراسة علمية حديثة، أثبتت أن العدد المتزايد من الكوارث المناخية يُسبب الإحباط والغضب والكآبة واليأس، حسب دراسة البروفيسور أنطوان بيليسولو، طبيب الأمراض النفسية ورئيس القسم في مستشفى «هنري موندور» الجامعي في كريتيل بفرنسا، حول الاستجابات العقلية البشرية لتغير المناخ.

واستشهد «أنطوان»، في دراسته المنشورة في أكتوبر 2021، بإعصار «كاترينا» المُدمر، والذي نتج عنه إصابة الناس في الولايات المتحدة باضطراب ما بعد الصدمة، ورأى أن هناك بلدانا أخرى تواجه أوضاعًا شبيهةً.

وكشفت الدراسة أنه نظرًا للتغيرات المناخية في المدن، فإن ساكني المُدن الكُبرى أكثر عُرضة للإصابة بالفصام مقارنة بسكان الريف، وذلك بسبب الهواء الملوث، والإضاءة الاصطناعية الكثيرة والضوضاء وندرة الأشجار.

ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتحار ما بين 9 آلاف إلى 40 ألف حالة سنويًا في أمريكا والمكسيك.

القلق البيئي الدائم، مصطلح جديد استحدثه البروفيسور في دراسته، تشخيصًا لما يصيب سكان المدينة، ورأى أنه في حال عدم العلاج منه سيتفاقم الوضع إلى الاكتئاب، وذلك لأن الإنسان في حال القلق العادي يأخذ في اعتباره المشاكل المرتبطة بتلوث العالم، أما حال إصابته بالقلق البيئي، فتلك المشكلات لا تعني له شيئًا، مقابل معاناة من مشاكل أخرى مرتبطة بالنوم والنظام الغذائي.

وفي العام ذاته، وجدت دراسة أن 75% من الشباب والمراهقين يشعرون بالقلق، جراء أزمة المناخ التي تهدد العالم، وربطت الدراسة بين التغير المناخي وأمراض الصحة النفسية، حسبما نشر موقع «فري ويل مايند» المتخصص في الصحة النفسية.

تدهور الصحة العقلية

وتشير دراسة منشورة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية «PNAS»، أكتوبر 2018، لعدد من الباحثين، إلى أن تدهور الصحة العقلية، يرتبط بالتعرُّض قصير الأمد للطقس الأكثر تطرفًا، وارتفاع درجة الحرارة على مدار عدة أعوام، وكذلك التعرض للأعاصير المدارية.

ومن المرجح لدى الباحثين أن تقوض التغيرات المناخية يؤثر على الصحة العقلية للإنسان من خلال مجموعة متنوعة من الآليات المباشرة وغير المباشرة.

وخلص فريق البحث، إلى أن الحياة في درجات حرارة أكثر ارتفاعًا ومعدلات أعلى من هطول الأمطار زادت من معدلات الإصابة بأمراض الصحة العقلية؛ لأن زيادة الاحترار لعدة سنوات شديد الصلة بزيادة مشكلات الصحة العقلية، ومثله التعرُّض للأعاصير المدارية، المُرجح أن تزداد مستقبلًا، واستعانت الدراسة في جمع البيانات بالمناطق المدمرة نتيجة إعصار كاترينا الذي وقع في أواخر أغسطس 2005.

إحصائيات: 75 % من الشباب والمراهقين يشعرون بالقلق جراء أزمة المناخ

كشفت الدراسة، عن أن العينة التي أجري عليها البحث، يعانون من الإجهاد والاكتئاب والمشكلات العاطفية، وفحصوا خلالها ثلاثة أنواع من الضغوط البيئية المحتمل أن ينتجها تغير المناخ، وشملت التعرض للأحداث المناخية على المدى القصير، والاحترار متعدد السنوات، والتعرض الحاد للكوارث الطبيعية.

مرضى لا يسعون للعلاج

يعتقد الباحث الرئيسي في تلك الدراسة، والباحث بمعهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا في جامعة كامبريدج، أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض اضطرابات الصحة العقلية نتيجة العوامل المناخية غالبًا لا يسعون للعلاج، أو لا يجدون الاهتمام بهم في حالة سعوا للعلاج، وفق تصريحاته للنسخة العربية من مجلة «ساينتفك أمريكان»، أكتوبر 2018.

ويرتبط التعرض للأعاصير والفيضانات بأعراض الاكتئاب الحاد، بالإضافة إلى حالة الاضطراب التي تصيب الإنسان بعد تعرُّضه للصدمة، كما أن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف يزيدان من مخاطر الانتحار، ويزداد معدل الزيارات إلى المستشفيات النفسية خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، حسب أوبرادوفيتش.

2 % نسبة ارتفاع احتمالية حدوث مشكلات فى الصحة العقلية لسكان المناطق التي تزيد فيها مدة هطول الأمطار عن 25 يومًا

 

احذر الحزن الأيكولوجي

وحذرت دراسة منشورة في مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» العلمية في أبريل الماضي، من مخاطر ما أطلقت عليه «الحزن الإيكولوجي»، وعرفته بأنه استجابة طبيعية للخسائر البيئية التي قد تصبح أكثر شيوعًا مع تفاقم الآثار المترتبة على التغيرات المناخية.

وفي حال ارتفع متوسط درجة الحرارة القصوى عن 30 درجة مئوية، تزيد احتمالية تفاقم مشكلات الصحة العقلية بنسبة تتخطى الـ1%، بخلاف إذا كان متوسط درجات الحرارة يتراوح بين 10 درجات إلى 15 درجة مئوية، وبالنسبة للأشهر التي تزيد فيها نسبة هطول الأمطار عن 25 يومًا، تزيد فيها احتمالية حدوث مشكلات في الصحة العقلية بنسبة 2٪ مقارنةً بالأشهر الأخرى.

يوليو 2018 خلصت دراسة منشورة في مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» العلمية، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يُسهم في زيادة معدلات الانتحار، كما أنه شديد الصلة بتدهور الصحة العقلية وارتفاع معدلات الاكتئاب.

وكشفت الدراسة عن أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتحار ما بين 9 آلاف إلى 40 ألف حالة سنويًا في أمريكا والمكسيك بحلول عام 2050، فضلًا عن رفع مستويات العدوانية بين الأفراد، وانتشار أعمال العنف والصراعات بين الجماعات.