رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

10 أزمات وراء فشل الدورة الـ44 من «القاهرة السينمائي»

مهرجان القاهرة السينمائي
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

مخالفة «الدريس كود» و«خناقة» هند عاكف تفسدان حفل الافتتاح

 

«غزوة السجادة الحمراء» تفتح النار على مدير المهرجان أمير رمسيس

 

مفاجأة حسين فهمي الغامضة ونفاد التذاكر «الوهمي» يغضبان الجمهور

 

على خلاف المتوقع، بأن تكون الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي استمرت فعالياتها في الفترة من 13 حتى 22 نوفمبر، بدار الأوبرا المصرية، ذات بريق مميز وشكل مختلف، جاءت «باهتة» وضعيفة، مقارنة بالعديد من الدورات السابقة.

ووقع صناع المهرجان في الكثير من السقطات والإخفاقات المتتالية، جعلت التيمة المسيطرة عليه هي الارتباك والفوضوية، وأدت إلى انصراف تركيز البعض من البرنامج الحقيقي للمهرجان والأفلام المشاركة به، إلى أحداث ومشكلات، يمكن وصفها بـ«المفتعلة».

بدأت الأزمات قبل انطلاق المهرجان بـ3 أيام، إذ أعلن مدير المركز الإعلامي محمد عبد الرحمن عن غضبه بعد إقالته من منصبه، بعد المشكلة التي وقعت بينه وبين مدير المهرجان المخرج أمير رمسيس، بسبب دعوات حفل الافتتاح وأماكن جلوس الصحفيين والنقاد في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

وأشار «عبد الرحمن» إلى أنه بذل مجهودًا كبيرًا من أجل هذه الدورة من المهرجان، وأن إقالته من منصبه جاءت دون وجه حق.

بينما وصف أمير رمسيس ما يقوله محمد عبد الرحمن، بأنه تأويل وكذب، وأن الأخير يحاول لي ذراع المهرجان، من أجل الحصول على دعوات أكثر، لصالح أهوائه الشخصية.

أما عن حفل الافتتاح، فـ حدث ولا حرج، إذ كان مليئًا بالأخطاء والمشكلات، أبرزها: «خناقة» الفنانة هند عاكف مع أمن المهرجان، بسبب منعهم لها من الدخول، لعدم حصولها على دعوة.

«هند» انفعلت على رجال الأمن، واعترضت على عدم موافقتهم على دخولها، وقالت لهم إنه مهرجان بلدها، وإنها من حقها الدخول، حتى لو لم يكن معها دعوة، ووصفت ما حدث بأنه «عيبًا» وغير مقبول.

وعلى الرغم من تشديد الفنان حسين فهمي على ضرورة التزام الفنانين والفنانات بـ«الدريس كود»، أي ارتداء الملابس المحتشمة والأنيقة والبعد عن العري، إلا أن ذلك لم يحدث، وضربت مجموعة كبيرة من النجوم بحديث رئيس المهرجان عرض الحائط، واختارت بعض النجمات فستانين شفافة ومكشوفة، أبرزهم: «هبة السيسي، وسلمى أبو ضيف، وأسما شريف منير، ودومينيك حوراني»، كما خرق الفنان أحمد الفيشاوي شروط المهرجان، وظهر بـ«بذلة» باللون السيمون، لا تتناسب مع السجادة الحمراء.

كذلك تجاهل المهرجان دعوة مجموعة كبيرة من رموز السينما المصرية الكبار، أبرزهم: أحمد السقا، ومحمد هنيدي، وكريم عبد العزيز، ومنى زكي، وياسمين عبد العزيز، وحسن يوسف، ونجوى فؤاد، وغيرهم، في حين تواجد بعض «البلوجرز»، على «الريد كاربت»، مخالفين تعليمات حسين فهمي، ومنهم: «جورجينا طواف، وليدو»، بل وجاء فستان «جورجينا» عار الصدر بشكل مبالغ فيه.

وفي اليوم الأول من فعاليات المهرجان، خرجت أزمة جديدة للعلن، تمثلت في منع عرض مجموعة من الأفلام للجمهور، وإتاحتها للنقاد والصحفيين فقط، وذلك لاحتوائها على مشاهد جنسية، أو ضمها مشاهد مثلية، وهي: «المخبرات الصغيرات، وجويلاند، ولمحة، وشىء قلته الليلة الماضية، وبركة العروس»، ما خلق حالة من البلبلة بين الكثيرين.

كما تكررت مشكلة نفاد التذاكر، التي تقع كل عام، في اليوم الثاني من الفعاليات، مع فيلمي من الأفلام المشاركة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، وهما «19 ب»، و«السباحتان»، فـبمجرد الإعلان عن فتح باب شباك التذاكر، تم الإعلان عن غلقه.

وبعد التواصل مع أحد المسؤولين عن الشباك، كشف أنه سيتم فتحه في موعده، في اليوم التالي، لكن المفاجأة كانت، أنه تم فتح شباك التذاكر لدقائق معدودة، وأن الأماكن المتاحة كانت في «البلكون» فقط.

واتضح، فيما بعد، أن الشركة المنتجة للفيلمين حجزت المسرح بالكامل للأصدقاء، ليتم نشر خبر نفاد تذاكرهما، كنوع من الدعاية لهما، وحتى يتم توزيعهما بشكل أكبر في المهرجانات المختلفة.

وفي اليوم الثالث للمهرجان، بدأت التساؤلات عن ماهية المفاجأة، التي تحدث عنها حسين فهمي قبل حفل الافتتاح مرارًا وتكرارًا، رافضًا الإفصاح عنها إلا في وقتها، لكن مرت الفعاليات دون أي مفاجآت.

وترددت أقاويل حول أن هذه المفاجأة، كانت هي حضور النجم العالمي «ريتشارد جير» حفل الافتتاح، وأن إدارة المهرجان فشلت في تحقيق شرطه الذي حدده، إذ طلب مبلغًا ضخمًا للتواجد، وهو ما أدى إلى استبعاد فكرة حضوره.

وبقدر ما يبدو عدم حضوره ليس كارثيًا، إلا أن عدم اعتذار إدارة المهرجان عن غيابه، لم يكن تصرفًا صحيحًا.

في سياق متصل، شهدت فعاليات اليوم الرابع من المهرجان حالة من البلبلة والهرجلة، بسبب الفيلم التونسي «جزيرة غفران»، إذ كان من المقرر عرضه على خشبة مسرح النافورة، لكن طلب مخرجه رضا الباهي، عرضه بالمسرح الكبير، وهو ما تسبب في تغيير جدول العرض في اللحظات الأخيرة.

وفي يوم الجمعة الماضية، وتحديدًا خامس أيام المهرجان، كان المخرج أمير رمسيس بطلًا لمشكلة جديدة، بعد منشور كتبه، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، علق فيه على صورة التقطتها  كاميرا المصور ضياء مصطفى، لبعض الأشخاص اضطروا إلى صلاة الجمعة، على السجادة الحمراء، بعد امتلاء مسجد دار الأوبرا المصرية.

ووصف الصورة بأنها «غزوة السجادة الحمراء»، الأمر الذي عرضه لهجوم شديد، ورأى البعض أنه الموقف الأساسي لإدارة المهرجان، وليس موقفًا شخصيًا لـ«رمسيس» وحده.

وبعد ساعات، اضطر أمير رمسيس إلى حذف منشوره، وكتب آخر، اعتذر فيه للجميع، مؤكدًا أنه لم يقصد الإساءة إلى فعل الصلاة نفسها أو حتى إهانة المعتقدات الدينية، لكن لم يشفع هذا الاعتذار لـ«رمسيس»، ما جعله يكرره مرة ثانية.

وتفاجأ الحضور، في اليوم التاسع من المهرجان، بغياب نجوم الفن عن عروض الأفلام، إذ كانت السجادة الحمراء فارغة بشكل لافت للنظر، وهو أمر لا يليق بالمهرجان «الأعرق» بالوطن العربي بأكمله.