رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علي الهواري يكتب: لماذا لا تفوز السعودية بمونديال قطر 2022؟

علي الهواري يكتب:
علي الهواري يكتب: لماذا لا تفوز السعودية بمونديال قطر 2022؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزا تاريخيا مستحقا في مونديال قطر على المنتحب الأرجنتيني، الملقب بمنتخب التانجو، المؤجج بالنجوم المحترفين في أقوى الأندية الأوربية والعالمية والذي يضم أفضل لاعب في العالم 7 مرات وهو ليونيل ميسي، بعد أن كانت كل الترشيحات قبل المباراة تصب في صالح فوز المنتخب الأرجنتيني وبفارق كبير من الأهداف، وبعد أن كان أكبر المتفائلين يعتبر أن مجرد التعادل سيكون انجازا تاريخيا للمنتخب السعودي، بسبب الفوارق التاريخية والمادية الكبيرة في القيمة التسويقية بين لاعبي المنتخبين، فالمنتخب الأرجنتيني بلغة الأرقام تبلغ قيمته التسويقية نحو 662 مليون دولار في مقابل القيمة التسويقية للأخضر السعودي التي تبلغ حوالي 26 مليون دولار.

بعد هذا الانجاز التاريخي غير المتوقع الذي حققته المملكة العربية السعودية في أول مباراة لها في مونديال قطر 2022، تساءلت: إذا لماذا لا يفوز المنتخب السعودي بكأس العالم أو على الأقل يعبر للدور الثاني، لا سيما وأن المنتخب السعودي سوف يقابل المرة القادمة منتخبي المكسيك وبولندا، وهما منتخبان أقل كثيرا في المستوى والتاريخ والقيمة التسويقية من المنتخب الأرجنتيني، وغير مرشحان للوصول للأدوار النهائية في البطولة العالمية؟.

بالعودة لتاريخ بطولات كأس العالم وجدت أنه من الصعب جدا لدولة مثل المملكة العربية السعودية أن تفوز بكأس العالم، رغم فوزها على منتخب الأرجنتين المرشح الأول للفوز بمونديال قطر، لعدة أسباب نذكر منها:

أولا: أن هناك الكثير من المنتخبات الصغيرة التي حققت مفاجآت في كأس العالم عبر التاريخ ولكنها لم تحصل على هذه البطولة العالمية ولم تبلغ حتى الأدوار النهائية، نذكر منها على سبيل المثال:

في مونديال 1950، فاز المنتخب الأمريكي المغمور على إنجلترا التي كانت واحدة من المرشحين للفوز باللقب بهدف نظيف، ورغم ذلك لم تفوز الولايات المتحدة الأمريكية وباللقب ولم تصل للأدوار النهائية.

وفي كأس العالم 1966، فازت كوريا الشمالية على منتخب إيطاليا القوى والمرشح للفوز بالبطولة، وانتهت مسيرة كوريا الشمالية آنذاك في ربع النهائي بخسارة 3-5 أمام البرتغال بقيادة أوزيبيو.

وفي كأس العالم 1982، فازت الجزائر في أول مشاركة لها في البطولة العالمية على منتخب ألمانيا بهدفين أحرزهما رابح ماجر والأخضر بلومي مقابل هدف لألمانيا الغربية أحرزه هاينز كارل رومينيجه، ورغم ذلك خرجت الجزائر من الدور الأول بعد تغلب ألمانيا الغربية على النمسا 1 صفر.

وفي كأس العالم العالم 1990، فازت الكاميرون على الأرجنتين حاملة اللقب بهدف مقابل لا شئ أحرزه فرانسوا أومام بيك، ورغم ذلك وصلت الأرجنتين لنهائي البطولة وخرجت الكاميرون من الدور ربع النهائي. 

وفي كأس العالم 2002، فازت السنغال التي شاركت للمرة الأولى على فرنسا بطلة مونديال 1998 ويورو 2002، بهدف مقابل لا شئ أحرزه بابا ديوب في افتتاح البطولة، ورغم ذلك خرجت السنغال من الدور الأول ومعها فرنسا. 

ثانيا: تاريخ مشاركات المنتخبين، الأرجنتيني والسعودي في المونديال، يكشف الفرق الشاسع بينهما سواء من حيث عدد المشاركات أو الفوز بالبطولة أو حتى القيمة السوقية للاعبين، كما هو مبين على هذا النحو:  

مشاركات الأخضر في المونديال

يعتبر المنتخب السعودي من أكثر المنتخبات العربية مشاركة مشاركة في المونديال إلى جانب كل من منتخبي تونس والمغرب، حيث شارك الأخضر في كاس العالم 5 مرات قبل ذلك، 1994، 1998،2002، 2006، 2018. 

أول مشاركة للأخضر نهائيات كأس العالم، كان في مونديال الولايات المتحدة 1994، وحقق الأخضر السعودي إنجاز تأهله إلى الدور الثاني، وأتى ذلك عبر هدف تاريخي لسعيد العويران في المباراة الأخيرة من الدور الأول أمام منتخب بلجيكا، وانتهى اللقاء بهدف نظيف للمنتخب السعودي، وبهذا الهدف بلغت السعودية دور الـ16، بعدها التقت السويد وخسرت أمامها 1-3.

وكانت مسيرة المنتخب السعودي قد بدأت في مونديال 1994 بخسارة افتتاحية أمام هولندا وفوز على المغرب (2-1) في أول لقاء بين منتخبين عربيين في تاريخ المونديال.

وبعد إنجاز 1994 خرج الأخضر السعودي من الدور الأول في جميع النهائيات التي شارك فيها بين عامي 1998 و2006، ومن ثم في روسيا عام 2018، بعد عودته إلى البطولة وكان قد غاب قبلها عن نهائيات جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014.

وأكبر هزيمة تعرض لها المنتخب السعودي كانت بنتيجة صفر- 8 أمام ألمانيا في أول مبارياته في الدور الأول في مونديال كوريا واليابان 2002.

كما تعرض المنتخب السعودي لثاني أكبر هزيمة له في تاريخ المونديال بعد سقوطه أمام روسيا في المباراة الافتتاحية بنتيجة 5-0.

مشاركات الأرجنتين في كأس العالم

بلغت الأرجنتين نهائيات كأس العالم للمرة الثامنة عشرة في تاريخها (1930، 1934، 1958، 1962، 1966، 1974، 1978، 1982، 1986، 1990، 1994، 1998، 2002، 2006، 2010، 2014، 2018 و2022).

بلغ المنتخب الأرجنتيني نهائيات كأس العالم في 18 مناسبة وتوج باللقب في مناسبتين وذلك في 1978 عندما استضاف النهائيات وفاز على هولندا في النهائي (3 ـ1) وفي 1986 خلال مونديال المكسيك عندما انتزع اللقب العالمي أمام ألمانيا في النهائي« 3 ـ2».

وخسر الأرجنتين النهائي في 3 مناسبات وذلك في دورات 1930 و1990 و2014.

وتزامنت نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان مع أسوأ مشاركة للأرجنتين عندما خرج من الدور الأول بعد حلوله ثالثا في المجموعة السادسة التي ضمت السويد ونيجيريا وإنجلترا.

يقود المنتخب الأرجنتيني في مونديال قطر، أحد أفضل لاعبي كرة القدم لكل الأوقات، ليونيل ميسي مهاجم باريس سان جيرمان الذي يملك كل الأرقام القياسية في منتخب التانغو فهو أفضل هداف في تاريخ المنتخب برصيد 90 هدفا وأكثر لاعب خاض مباريات دولية برصيد 164 مباراة.

وإلى جانب ميسي، نجم برشلونة الإسباني السابق، يملك المنتخب الأرجنتيني عدة لاعبين مميزين على غرار لاعب يوفنتوس أنخيل دي ماريا ومهاجم إنتر ميلانو لوتارو مارتينيز ولاعب أتلتيكو مدريد رودريغو دي بول ومدافع بنفيكا البرتغالي نيكولا أوتاميندي ومدافع توتنهام كريستيان روميرو وغيرهم.

في النهاية، بالتأكيد قلوبنا مع المنتخب السعودي، ونتمنى من كل قلوبنا أن يفوز بكأس العالم، أو على الأقل أن يصل إلى الأدوار النهائية في هذا العرس الكروي العالمي، الذي يقام لأول مرة في التاريخ على أرض عربية وخليجية، وهي فرصة للمنتخبات العربية المشاركة في هذا المونديال الذهاب بعيدا في هذا المونديال الاستثنائي، وأن تستفيد من ميزة المساندة الجماهيرية والإعلامية الكبيرة.