رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الصين تضع حدا للتكهنات بشأن التخلي عن سياسة صفر كوفيد

النبأ

في المؤتمر الوطني الأخير للحزب الشيوعي الصيني، دافع الرئيس الصيني شي جين بينغ عن استراتيجية صفر-كوفيد المطبقة في الصين لكبح جماح فيروس كورونا في خطابه. ومنذ خطابه في أكتوبر، كانت هناك بعض المؤشرات القوية على أن المسؤولين الصينيين بدأوا على الأقل حوارا حول كيفية الخروج من تلك السياسة.
  وقد ازدادت التكهنات بشأن رفع القيود التي تفرض إجراءات مقيدة قد تصل إلى عمليات إغلاق مع الاختبارات الشاملة، عقب المؤتمر وخاصة في ظل تواتر تقارير محلية ودولية عن احتمال تقليص مدة الحجر في الفنادق للقادمين من الخارج بين أمور أخرى، وهو  ما اعتبره البعض علامة على التقدم باتجاه إعادة فتح الحدود.
  واستمرت التكهنات في عطلة نهاية الأسبوع الماضي قبل أن تخمدها اللجنة الوطنية للصحة الوطنية وتثير ضجة أخرى حول خطة خروج البلاد من سياسة صفر-كوفيد بتصريحات على لسان مسؤولين فيها تؤكد أنهم ملتزمون بشدة بالاستراتيجية. 
  وبدأت التكهنات حول رفع تلك القيود مع بث تقرير من وكالة بلومبرغ الشهر الماضي أشار إلى أن المسؤولين الصينيين يناقشون كيفة المضي في تقليل مدة الحجر الصحي الإلزامي في الفنادق للمسافرين الوافدين. كما شجعت هيئة تنظيم الطيران شركات الطيران المملوكة للدولة على زيادة الرحلات الجوية.
  وأفادت تقارير أخرى بأن المسؤولين يفكرون في إلغاء نظام يعاقب شركات الطيران على جلب عدد معين من الركاب المصابين بفيروس كورونا إلى الصين، وهو ما أوحى إلى الكثيرين بوجود رغبة في إرخاء السياسة التقييدية التي تلتزم بها البلاد منذ أكثر من 3 سنوات لحماية الأرواح.
  وزاد من ذلك أن أعطى المستشار الألماني أولاف شولتز أول إشارة على أن الصين قد تكون على استعداد لطرح لقاحات أجنبية ضد كوفيد-19 عندما قال إن البلاد قد وافقت يوم الجمعة على إتاحة لقاح بيونتيك الالماني للأجانب الذين يعيشون هناك. وأكدت بيونتيك يوم الاثنين أنها تجري مناقشات "إيجابية" مع السلطات الصينيةعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه إعطاء أي تفاصيل حول برنامج تطعيم الوافدين، أو أي موافقة أوسع من قبل الصين على إقرار اللقاح.
  وحتى اليوم، ما زال القادمون إلى الصين ملزمون بالخضوع لحجر صحي في فندق مدة تتراوح ما بين سبعة وعشرة أيام. ويطلب من المواطنين في مدن مختلفة الخضوع لاختبارات للحصول على نتيجة سلبية كل 72 ساعة للتمكن من الحركة العادية، وتحدث الاغلاقات بشكل فجائي في حالات تفشي المرض المتفرقة. 
   وسجلت البلاد في الأيام الأخيرة أعلى عدد من الاصابات منذ مايو مع تسجيل اكثر من ٧ آلاف إصابة إضافية يوم الاثنين رغم سياسة صفر كوفيد غير أن هذا العدد يعد أقل بكثير من بقية العالم.
  ورغم أن ن تخفيف القيود على الحدود يمكن أن يساعد على تعزيز السفر والتجارة ودفع التنمية الاقتصادية حسب المراقبين، إلا أنه من الصعب حتى الآن إيجاد مؤشرات ملموسة على أن الصين ستخفف القيود الخاصة بالسياسة على الأقل في المستقبل المنظور. 

   ووفقا لما يقوله المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الحكومية، فإن البلاد ما زالت ملتزمة بهذه السياسة باعتبارها النهج الصحيح.
  وقال هو شيانغ المسؤول باللجنة في مؤتمر صحفي إن الصين ستتمسك بثبات بسياستها الحالية ضد كوفيد في مواجهة التفشيات الخطيرة المتزايدة، مضيفا أن "الممارسات السابقة اثبتت أن خطط الوقاية والسيطرة وسلسلة الاجراءات الاستراتيجية صحيحة تماما". وأكد شيانغ أن الاجراءات المطبقة هي الاكثر اقتصادية وفعالية، مبددا الأمل في رفع القيود الصارمة أو على الأقل تخفيفها.