رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس دعوة شيخ الأزهر للحوار مع الشيعة لأول مرة

النبأ

وجه فضيلـة الإمـام الأكبـر أحــمَد الطَّـيِّب، شَـيْخ الأزهــر الشَّــريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، نداءً إلى عُلماءِ الدِّين الإسلامي في العالم كلِّه على اختلافِ مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم، إلى المسارعة بعقدِ حوارٍ (إسلامي إسلامي) جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتَّقارُب والتَّعارف، ومن أجل الأُخوَّة الدينيَّة والإنسانية، تُنبَذُ فيه أسباب الفُرقة والفتنة والنِّزاع الطَّائفي على وجْهِ الخصوص، ويُركَّز فيه على نقاطِ الاتِّفاق والتَّلاقي

وشدد فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته بالجلسة الختامية في ملتقى البحرين للحوار، في قصر الصخير بالمنامة بحضور جلالة ملك البحرين وبابا الفاتيكان، على أهمية أن يُنصَّ في قرارات هذا  الحوار على القاعدةِ الذهبيَّة التي تقول: يَعْذُرُ بعضُنا بعضًا فيما نختلفُ فيه، كما يُنصُّ فيه على وقفِ خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب الاستفزاز والتَّكفير، وضرورة تجاوز الصِّراعات التاريخيَّة والمعاصرة بكلِّ إشكالاتِها ورواسبها السَّيْئة.

ووجه الإمام الطيب دعوة إلى المسلمين الشيعة للحوار بالقول: هذه الدَّعوة إذ أتوجَّهُ بها إلى إخوتِنا من المسلمين الشِّيعة، فإنَّني على استعدادٍ، ومعي كبارُ علماء ومجلس حكماء المسلمين، لعقدِ مثلِ هذا الاجتماع بقلوبٍ مفتوحةٍ وأيدٍ ممدودة للجلوسِ معًا على مائدة واحدة؛ لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلاميَّة، التي تتَّسِمُ بالواقعيَّة، وتُلبِّي مقاصد الإسلام وشريعته، وتُحرِّمُ على المسلمينَ الإصغاء لدعوات الفُرقة والشِّقاق، وأنْ يحذروا الوقوع في شَرَكِ العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدِّين في إثارةِ النَّعرات القوميَّة والمذهبيَّة، والتدخُّل في شؤونِ الدول والنَّيْلِ من سيادتها أو اغتصاب أراضيها.

وفي هذا السياق أكد الدكتور عبد الغني سعد أستاذ الفقة بجامعة الأزهر،أن دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لحوار إسلامي تأتي في وقتها، مشيرا إلى أنه إذا كان الإسلام يدعو لحوار بين المسلمين وغيرهم من منطلق القواسم المشتركة دونما نظر لجنس أو عقيدة فمن باب أولى حوار المسلمين أنفسهم ووحدتهم.

القواسم المشتركة

وقال "عبد الغني"  نريد حوارا إسلاميا تخلص فيه نوايا أصحابه ويجلس العقلاء من المذاهب المختلفة على طاولة واحدة باحثين عن القواسم لأننا كمسلمين توحدنا قبلة واحدة ورسول واحد وكتاب واحد، شريطة الترفع عن أحداث التاريخ القديم التي تسببت في الفرقة والنزاع، وأن يتناسوا الخلافات ويترفعوا عن التكفير والتبديع حتى يتتحقق لهم الوحدة التي أرادها الله إذا قال سبحانه:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".

من جانبه أكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد‏، أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر، المشرف العام على الرواق الأزهري، أن دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هي دعوة للتعايش من منطلق نجاح فضيلته في طي صفحات الخلاف السابق مع الغرب وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبو ظبي. 

دعوة للتعايش وطي صفحة الخلاف

وقال فؤاد: "رسالة الأزهر ودعوة إمامه الأكبر معلومة للجميع في الدعوة إلى كلمة سواء تجمع المسلمين على كلمة واحدة، تسموا فوق الخلافات ولا تمحو الاختلافات، حيث إن الخلاف يثري دونما تعصب أو تحارب أو تكفير، موضحًا أن الدعوة للتعايش بناء على احترام الثوابت ونبذ التعصب والابتعاد عما يجرح المشاعر ويسيء للصحابة وأمهات المؤمنين.

وأشار المشرف العام على الرواق الأزهري إلى أن المسلمين ليس لديهم ما يمنع من التعايش مع الآخر أيا كان دينه أو مذهبه، ونحن بدورنا نشدد على التفرقة بين التعايش والتقريب وهو أمر قد ننجح في تحقيقه إذا ما أردنا التعايش أما التقريب فقد لا يتحقق.

وشدد" فؤاد" على أن فكرة الحوار مع الأديان وأهل الثقافات والحضارات مطلوب، وذلك في إطار من الود واحترام الثوابت ومراعاة الخصوصية والبراءة مما يجرح المشاعر ويؤذي الآخرين.