رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس الحرب الباردة بين ضباط الشرطة والمحامين

الاعتداء على محامي
الاعتداء على محامي بنها

حالة من الاحتقان والغليان انتابت جموع المحامين بعدما تم التجاوز في حق بعضهم والاعتداء عليهم، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى ضرب محام بأسلحة بيضاء و«كلبشة» آخر، فلم يمض على فوز نقيب المحامين عبد الحليم علام، عدة أيام والجلوس على رأس نقابة المحامين إلا وانفجرت في وجهه عدة قنابل موقوتة تم تفجيرها في توقيت واحد أثارت علامات استفهام البعض لا سيما أنها حدثت في تتابع قصير.

قنبلة الإسماعيلية

القنبلة الأولى كانت بمحافظة الإسماعيلية بعدما تعدى ضابط شرطة على بعض المحامين بمحكمة القنطرة شرق، وبحسب ما  تم تداوله وروى وقائعها بعض المحامين، أن ضابط شرطة برتبه نقيب كان متواجدا مع مأمورية القنطرة شرق ومعه 2 متهمان إحداهما متهمة بسرقة ومحاميها الذي حاول الحديث مع موكلته إلا أن الضابط رفض وتطور الأمر إلى مشادة كلامية بينهما تطورت إلى قيام الضابط بإشهار سلاحه الميري، وأطلق ثلاث طلقات فوق رأسه وكتفه وبجوار قدمه وتم الاحتفاظ بثلاثة فوارغ من الطلقات».

وبحسب فيديو تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي -حصلت «النبأ» على نسخة منه- يظهر فيه ضابط الشرطة وهو ينهر المحامين الذين تجمعوا حوله وصاح فيهم بالابتعاد عنه وقام بتهديدهم بأن معه 30 طلقة بمسدسه الشخصي تساوي 30 محاميا وعليهم الابتعاد فورًا وعدم عمل تجمهر.

واقعة بنها

حسب ما تم تداوله فإن الواقعة حدثت مع المحامي أمام محكمة مركز بنها بعدما حرر أحد المواطنين محضرا ضد المحامي وبعد إدلاء المحامي بأقواله أمام النيابة وأثناء خروجه من المحكمة حدث الاعتداء عليه بالأسلحة البيضاء من قبل مُحرر المحضر وآخرين.

حصانة للمحامين

من جانبه قال وليد سمير المحامي، إنه يجب على نقيب المحامين عبد الحليم علام التواصل مع وزير الداخلية وعمل بروتوكول يعطي حصانة للمحامي أثناء تأدية عمله داخل مراكز وأقسام الشرطة المختلفة.

وتابع: «توتر العلاقة بين المحامين وبعض الضباط ليس وليد اليوم فتلك العلاقة متوترة منذ زمن بعيد وقد تجد في بعض أقسام الشرطة من أول أمين الشرطة حتى رئيس المباحث لا يطيقون رؤية المحامي فور دخوله القسم، فالبعض منهم يعامل المحامي بطريقة بها كثير من المهانة فهو يراه عده الذي حضر لإفساد ما قام به من جهد في القضية».

وليد سمير المحامي

رسالة إلى وزير الداخلية

وعلق نبيه الوحش، المحامي بالنقض والدستورية العليا، على عدم التحرك السريع والتعامل بحسم من قِبل نقيب المحامين الجديد عبد الحليم علام، قائلًا: «ليس من المعقول وقوع عدة حوادث تمس المحامي وتنال من كرامته، فليس من المعقول إطلاق نيران على المحامين تارة والاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء تارة أخرى أو "كلبشة" المحامي وتقديمه للنيابة مكبلًا بالأغلال».

وتابع «الوحش»: «النقيب يجلس في "واحة عمر" للتصوير وتلقى التهاني بالفوز ويترك التجاوزات تحدث للمحامين هنا وهناك دون أن يتحرك فعلى الأقل كان عليه أن يصدر بيانًا شديد اللهجة للتنديد بأفعال ضباط الشرطة مع المحامين أو الدعوة لاعتصام داخل النقابة لحين تقديم اعتذار من وزير الداخلية كل تلك الأمور تظهر مدى قوة النقيب ومدى حرصه على كرامة ومكانة المحامين».

وأكد أنه لا بد أن يخرج الوزير أو من يمثله ببيان رسمي يوضح فيه حقيقة ما جرى بين المحامون والضباط المتجاوزين وتقديم اعتذار رسمي حتى يتم إزالة الاحتقان الحاصل بين جموع المحامين.

واختتم حديثه قائلًا: «في حال عدم صدور بيان بما حدث وعدم حصول اعتذار رسمي من جانب الوزير، سوف يتم الإعلان عن تكوين مجموعة أو فريق من كل محافظة ويكون التجمع لهذه المجموعات أمام مكتب الوزير يوم الخميس القادم بأكاديمية الشرطة بالتجمع لعمل اعتصام سلمي أمام مكتبه ولا يفض هذا الاعتصام إلا إذا تم الاعتذار الرسمي من جانبه لأنه دون الاعتذار ممكن نتيجة لهذا الاحتقان الحاصل من بعض الضباط ممكن يحدث ما لا يحمد عقباه وهذا ما لا نتمناه».

نبيه الوحش

على الجانب الآخر، قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق بقطاع الأمن العام، إنه ليس هناك غضاضة في التعامل بين ضباط الشرطة والمحامين، متابعًا: «فالوزارة تشدد على حسن المعاملة للمواطنين كافة لأن من يلجأ للشرطة فهو يستغيث بها لأخذ حقه، فلا يجب التجاوز معه أو معاملته بطريقة مهينة والوزير لا يتهاون في هذا الأمر ومن يخطئ يتم معاقبته فورًا».

وشدد «الشرقاوي»: «لا أحد سيسمح للشرطة بالتعامل بالأسلوب القديم ووزير الداخلية يضرب بيد من حديد على من يتجاوز ومن يخطئ "يقطع رقبته" لأن المتجاوز لا يمثل نفسه ولكنه يمثل جهاز يعمل الآن بطريقة مختلفة قائمة على حسن معاملة المواطن واحترامه».

واستكمل «الشرقاوي»: «هناك بعض التجاوزات لا أحد ينكرها ولكنها فردية من طرفين حديثي التخرج ويجب إعلاء قيمة الوطن فى التعامل مع مثل هذه الأمور فمن يفتعل الأزمات في هذا التوقيت لا يريد من وراء ذلك إلا صب الزيت على النيران الخامدة حتى تحتدم العلاقة بين الضباط والمحامين وتُعطل مصالح المواطنين وتصدير مشهد أن هناك أزمة بين الشرطة والمواطنين».