رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تحليل..

النووي يلوح بالأفق.. ما خطورة استفتاء روسيا على ضم بعض المناطق الأوكرانية؟!

روسيا
روسيا

ستصوت أربع مناطق أوكرانية تحتلها روسيا على ما إذا كانت تريد الانضمام إلى الاتحاد الروسي أو البقاء جزءًا من أوكرانيا، حيث أعلنت موسكو أن مناطق لوهانسك وخيرسون وزابوريزهيا ودونيتسك التي تسيطر عليها روسيا جزئيًا ستصوت في الاستفتاءات خلال الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر. 

ومن جانبها أعربت أوكرانيا والمجتمع الدولي عن غضبهما من أن الانتخابات ستكون بالتأكيد "زائفة"، على غرار استفتاء 2014 في شبه جزيرة القرم، حيث كانت نتائج استفتاء عام 2014 محل خلاف كبير لكونها مزورة ورفضتها القوى الأجنبية، ومع ذلك، شرعت روسيا في ضم شبه جزيرة القرم رسميًا بعد أيام قليلة.

وقال الرئيس السابق والنائب الحالي لمجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إن الاستفتاءات ستعيد هذه الأراضي إلى روسيا، وأن هذا سيكون "لا رجوع فيه"، حيث سيسمح للكرملين باستخدام "كل القوة الممكنة للدفاع عن نفسه."

لماذا تدعو روسيا للاستفتاء؟

استمر الغزو الروسي لأوكرانيا منذ سبعة أشهر، حيث أظهرت خلالها القوات الأوكرانية مرونة أكبر بكثير مما توقعته روسيا، حيث بدء الروس في التحضير لهذا الاستفتاء عندما اعتقدوا لأول مرة أنهم سيأخذون كييف في غضون ثلاثة أيام وأن يقيموا عرضًا عسكريًا مع بوتين.

وبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغزو كمحاولة، كما يدعي، لتحرير الأوكرانيين من نظام قمعي، وتم بناء جزء من التبرير على فكرة أن هناك عددًا كبيرًا من السكان من أصل عرقي روسي في أوكرانيا بحاجة إلى لم شملهم مع روسيا.

في أوكرانيا، هناك الملايين من الروس [الإثنيين]، هناك أيضًا عشرات الملايين من الأوكرانيين الناطقين بالروسية، حيث يخلط بوتين باستمرار بين هاتين المجموعتين، فهناك نسبة صغيرة نسبيًا من الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا في روسيا، وحصة أصغر، الذين يريدون القتال من أجل هذا.

وتظهر استطلاعات الرأي أن عددًا قليلًا جدًا من الأشخاص في أوكرانيا لديهم الرغبة في الانضمام إلى روسيا، ولكن يجادل الخبراء بأن دافع بوتين للحرب هو القضاء بشكل استباقي على أي فرصة لانضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويمكن اعتبار هذا القرار مرتبط بالنكسات التي مرت بها روسيا في ساحة المعركة في الأيام والأسابيع العديدة الماضية، ورد على الضغط الذي يشعر به الكرملين من النقاد المتشددين داخل روسيا ليكون أكثر عدوانية في تنفيذ حرب في أوكرانيا.

وسئم الروس من الحرب التي ينفي بوتين أنها حرب على الإطلاق، حيث فقد الصراع الذي وصف بأنه "عملية عسكرية خاصة" الدعم في روسيا بعد الخسائر الأخيرة.

هل ستغير الاستفتاءات مسار الحرب؟

قال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا إن الاستفتاءات لن تمنع أوكرانيا من الاستمرار في "تحرير أراضيها"، فهذه الخطوة من غير المرجح أن تغير مسار الحرب بأي طريقة مهمة.

ومع ذلك، فإن أحد العوامل التي ستتغير إذا اعترفت روسيا قانونًا بأجزاء من أوكرانيا كأجزاء من الاتحاد الروسي - حتى دون أي اعتراف دولي - هو أن العقيدة الروسية بشأن الأسلحة النووية ستدخل حيز التنفيذ في هذه الأراضي. وهذا يعني أنه إذا هاجمت القوات الأوكرانية القوات الروسية داخل تلك الأراضي التي تم ضمها، يمكن للكرملين اعتبار ذلك هجومًا على روسيا نفسها، ومن ثم يكون لديه أساس قانوني لاستخدام القوة النووية للدفاع عن نفسه.