رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.. هل الرسوب أو المجموع الضعيف عقوبة إلهية؟

النبأ

يتساءل كثيرون ممن حصلوا على مجموع ضعيف، أو رسبوا، وفق نتيجة الثانوية العامة التي أعلنت أمس، عن علاقة ذلك بتعرضهم للعقاب الإلهي، متسائلين: هل الرسوب أو الحصول على مجموع ضعيف عقوبة من الله؟ 

هل الرسوب أو الحصول على مجموع ضعيف عقوبة من الله؟ 

وورد سؤال يقول: ذاكرتُ جيدًا في الثانوية العامة ولكني لم أُوَفَّق فيها أو حصلت على مجموع لم يُرْضِنِي، فهل هذا عقوبة من الله لي ؟ وماذا أفعل؟

وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية: أمرنا الله سبحانه بالعزم والحزم والأخذ بالأسباب المتاحة لنا في كل شئوننا حتى في العبادات ومواقف الشدة، فقال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)[الملك:١٥]، وقال في مواطن الِجِّ والشدة ويُقَاسُ عليها المُذَاكَرة والامتحانات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)[النساء:٧١]. وهو الذي بيَّنَهُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رفع الهِمَّة والحِرص على المصلحة، فقال: " احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز "[أخرجه مسلم].

وتابع في بيان هل رسوب طالب الثانوية العامة أو المجموع الضعيف عقوبة من الله؟: مع الأمر بالأخْذِ بالأسباب والجِد والاجتهاد طلب منا الشرعُ الشريف التوكلَ على الله تعالى، بمعنى أن تجعله سبحانه وَكِيلًا لك في ما تُقْدِم عليه من الأمور، لتستشعر أنه عز وجل معك، فتجد الهمة والراحة والسكينة في وقت واحد، وأيضًا لترضى بنتيجة الأمر الذي أنت فيه ؛ لأنه كان وكيلًا لك، فقال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚإِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)[الطلاق:٣].

وأكد: إذا تحقق المسلم بهذين الأمرين - الأخذ بالأسباب وصِدْقِ التوكل على الله - فإن ما أصابه بعد ذلك فهو اختيار الله عز وجل له، وهو الأحسن والأوفق بالإنسان وإن ظهر له غير ذلك، ولا يعرف ذلك إلا مَن وجد السكينة والسعادة والتوفيق والرضا بعد ذلك فيما اختاره الله له، فاختيار الله للمَرْءِ أفضل من اختياره لنفسه ؛ إذ هو سبحانه (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)[الرعد:٩].

وشدد على أنه ينبغي على طالب الثانوية العامة وغيره ألا يُدْخِل نفسه في دائرة العقوبة من الله لأمر لم يُوَفَّق فيه كما تمنى هو ؛ بل فضل الله ورحمته أوسع من هذا بكثير، ما دام قد عَمِلَ ما عليه من بذل المجهود الصحيح مع التوكل على الله، وعليه بعد ذلك أن يرضى بقضاء الله فيه ولا يتحسر على ما فات، فالخير فيما هو فيه وايجاده فيما هو آت، ويسأل الله تعالى التوفيق، وهذا كله قد لخصه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: " المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان "[أخرجه مسلم]. وقال: " ارْضَ بما قسم اللهُ لك تَكُن أغنى الناس "[أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة].