رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

طارق الخولى لـ«النبأ»: الحوار الوطني عقد اجتماعي جديد للدولة المصرية والتاريخ سيراقب الجميع

طارق الخولي عضو مجلس
طارق الخولي عضو مجلس النواب

أكد طارق الخولي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وعضو لجنة العفو الرئاسي، أن ثورة 30 من يونيو واحدة من أعظم الثورات في تاريخ البشرية لإنقاذ البلاد من براثن التخلف والتطرف، والتي شكلت حائط صد في مواجهة الإرهاب والحفاظ على هوية الدول، مضيفًا أن 30 يونيو حافظت على الهوية المصرية من الضياع وساهمت في استقرار الوطن.

وأضاف عضو مجلس النواب فى حواره لـ«النبأ»، أن إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي يعبر عن وجود إرادة لدى القيادة السياسية فى تجديد إعادة النظر فى حالات الشباب المحبوسين، موضحًا أن لجنة العفو تستهدف من الأساس المحبوسين فى قضايا الرأى والتعبير والغارمين والغارمات، مؤكدا أن كل من ينتمي لتنظيمات إرهابية أو تورط فى أعمال عنف أو دماء مستبعد من وضعه على قوائم العفو.

ولفت «الخولي» إلى دعوة الحوار الوطني ستسهم فى تنمية الحياة الحزبية في مصر، كما أنها من أجل التشارك فى بناء الجمهورية الجديدة، وإلى نص الحوار..

بعد مرور 8 سنوات على ذكرى 30 يونيو كيف تراها حتى الآن؟

ثورة الـ30 من يونيو هي واحدة من أعظم الثورات في تاريخ البشرية بإنقاذ البلاد من براثن التخلف والتطرف، والتي شكلت حائط صد في مواجهة الإرهاب والحفاظ على هوية الدول، كما أنها غيرت مجرى التاريخ المصري لمئات السنين، فالشارع لم يكن خائفا من الإخوان، والخوف الوحيد كان على الوطن الذي كان مُهددا بالضياع، بسبب المشاهد التي رأيناها للدول التي سقطت، وكان الهدف إنقاذ الدولة ممن اختطفوها، فسعيهم للحصول على الأغلبية في البرلمان ثم السعي لدخول الانتخابات الرئاسية كانت مسامير وضعت في نعش جماعة الإخوان وأظهرت صورتهم الحقيقية أمام الشعب المصري.

هل تحقق أهداف ثورة 30 يونيو من وجهة نظرك؟

فى رأي أن ثورة 30 يونيو حققت مكتسبين رئيسين، الأول الحفاظ على الهوية المصرية لأن الشعب انتفض من أجل كلمة الهوية لحدوث طمس للهوية المصرية لصالح جماعة الإخوان فى يوم من الأيام، الأمر الثاني استقرار الوطن لان في هذا التوقيت تعرضنا إلى ضغوط لا تتحملها أي دولة في العالم وبالرغم من ذلك تم إنفاذ إرادة المصريين.

وكيف ترى عودة لجنة العفو الرئاسي للعمل مرة أخرى بعد توقفها وضمها لشخصيات تحسب على المعارضة في هذا التوقيت؟

لجنة العفو الرئاسي من مخرجات المؤتمر الوطني الرئاسي لعام 2016، وده بناء على حالة الحوار التي تمت في هذا المؤتمر، وتناولت أحوال الشباب المحبوسين في قضايا الرأي والتعبير، وإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي مع إفطار الأسرة المصرية هو يعبر عن وجود إرادة لدى القيادة السياسية فى تجديد إعادة النظر فى حالات الشباب المحبوسين وإمكانية توسيع استخدام صلاحيات الرئيس فى استخدام قرارات العفو والسعي نحو خروج المحبوسين فى قضايا ذات خلفية بالرأي والتعبير للعودة والاندماج في المجتمع والقدرة على عودة هؤلاء إلى حياتهم الطبيعية.

كيف ستصنف اللجنة بيانات طلبات العفو؟ 

اللجنة اعتمدت على عدد من الآليات في التواصل والحصول على البيانات بشكل مباشر عن طريق المجلس القومي لحقوق الإنسان أو لجنتي حقوق الإنسان بمجلسي النواب والشيوخ، أو عن طريق استمارة العفو التي تم إطلاقها على موقع المؤتمر الوطني للشباب.

ما المعايير التي وضعتها اللجنة للعمل؟

تم اعتماد معيارين من قبل لجنة العفو الرئاسي للعمل، المعيار الأول هو عدم الانتماء لتنظيم إرهابي، والمعيار الثاني هو عدم ارتكاب عمل عنيف، بالتالي كل من ينتمي لتنظيمات إرهابية أو تورط فى أعمال عنف أو دماء هو مستبعد من وضعه على القوائم التي يتم إرسالها إلى الرئاسة.

من سيكون لهم الأولوية؟ وهل هناك جدول زمني لانتهاء أعمال اللجنة؟

لجنة العفو الرئاسي تستهدف من الأساس المحبوسين فى القضايا المتعلقة بالرأي أو ذات خلفية متعلقة بالرأي والتعبير، بالإضافة إلى أن عمل اللجنة ممتد ليس لها سقف زمنى لحين الانتهاء من نظر كافة الحالات التى سترد إليها.

الرئيس وجه دمج المفرج عنهم مجتمعيا كيف سيتم ذلك؟

دمج المجتمع للمفرج عنهم من توجيهات واهتمامات الرئاسة، واللجنة ستعمل على هذا الموضوع، وهو مرتبط فى تنفيذه بعدد من التفاصيل منها لوائح جماعية منها بعض القوانين، وده محل نظر من قبل لجنة العفو خلال الفترة المقبلة إذا كنا سنخرج من توصيات وتعاون مع جهات مختلفة فى تنفيذ عملية الدمج المجتمعي.

هل ستقتصر قوائم العفو على أصحاب الرأي والتعبير فقط خاصة أن معظم من تم الإفراج عنهم حتى الآن معظمهم من أصحاب الرأي؟

لجنة العفو بتعمل وفق صلاحيتها على فئتين على المحبوسين فى قضايا الرأى والتعبير، وأيضا بالنسبة للغارمين والغارمات، دي الملفات اللى أحنا أسند لنا العمل عليها وإعداد القوائم لإرسالها لرئاسة الجمهورية.

وكيف تنظر إلى دعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني على هامش حفل إفطار الأسرة المصرية؟

بالحوار تبنى الأوطان، فدعوة الحوار من أجل التشارك فى بناء الجمهورية الجديدة، تعبر عن توفر الإرادة السياسية في أن يكون الوطن متسعا للجميع، وكل التيارات السياسية والفكرية ستتواجد وستشارك في بناء الحاضر والمستقبل، فهي دعوة هامة للغاية لأن الحوار أسمى السبل لقدرة الشعوب أن تتقدم وترتقي.

هل هناك أولويات محددة ترى أنه يجب أن تكون على مائدة الحوار الوطني؟

الحوار الوطني يجب أن يشمل كافة القضايا ويشمل رؤية للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهذه التنمية تتم بمناقشة التحديات، وبالتالي وضع رؤى وفقًا للمناقشات أن تكون الأفضل في التعامل مع كافة التحديات، ووضع برامج لمواجهة هذه التحديات والارتقاء بأي مجال يتم تناوله أو الحديث فيه، ولكن أعتقد أنه يجب أن يكون حوارًا شاملًا لكافة النواحي السياسية والاقتصادية.

كيف ترى مخرجات هذا الحوار؟

مخرجات هذا الحوار وفقًا للقرارات التى صدرت بوجود منسقًا عامًا ورئيسًا للأمانة الفنية ومجلس الأمناء هيكون عليهم دور في تنفيذ المخرجات ووضع كافة الآليات المناسبة التي تضمن تنفيذ هذه المخرجات على الوجه الأمثل.

ما ضمانات إنجاح الحوار الوطني من وجهة نظرك؟

ضمانات نجاح الحوار الوطني هو توفر الإرادة لدى كل الأطراف لنجاح هذا الحوار، والحقيقة التاريخ سيراقب كل طرف وموقفه من هذه اللحظات التاريخية لأن البعض يصف أن الحوار الوطني هو عقد اجتماعي جديد للدولة المصرية، وبالتالي هذه لحظات تاريخية سيراقبها التاريخ وسيحاسب عليها كل طرف وبالتالي على كل الأطراف مسئولية في إنجاح هذا الحوار.

هناك البعض يفرض شروطه ورأيه قبل الجلوس فى الحوار الوطني.. ما تعليقك على ذلك؟

طبعًا هذه لحظات يحب أن يستثمرها الجميع، فلا يجب أن نضع أيه شروط سابقة لخوض الحوار، لأن الحوار من الأساس من أجل حل المعضلات والمشكلات والتحديات التي تواجه الدولة المصرية، فهو حالة نقاش عام تخرج برؤية للحاضر والمستقبل ومعالجة كافة الأمور، فلا يجب وضع أية شروط أو فرض رؤى، ولكن يجب وضع رؤى ومحددات يتم مناقشتها، ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن الحوار الوطني أرسلت الأكاديمية الوطنية دعوات لكل الأطياف السياسية لوضع رؤيتها لهذا الحوار، كما أن وضع الرؤية والمحددات والموضوعات يتشارك فيها الجميع.

ما الأولويات التي تستهدف تنسيقية شباب الأحزاب وضعها على مائدة الحوار الوطني؟

تنسيقية شباب الأحزاب هى من الأساس منصة حوار، فنحن لدينا 25 حزبا سياسيا، بالإضافة إلى عدد كبير من شباب السياسيين، وبالأساس هى نموذج متميز فى الحوار بين كل الأطياف السياسية فى مصر على المستوى الشبابي، وبالتالي التنسيقية لديها العديد من الرؤى وستدخل بقوة فى هذا الحوار وستتواجد عن طريق شبابها بمختلف تياراتهم السياسية برؤى مدروسة فيها جهد كبير لمختلف التحديات التى تواجه المجتمع سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

التنسيقية اشتغلت على مدار الفترة الماضية فى العديد من الموضوعات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية عن طريق التشريع والرقابة وممثليها فى السلطة التنفيذية من نواب المحافظين عن طريق أعضائها الذين وضعوا عددا من البرامج والمبادرات، بالتالى التنسيقية جاهزة للحوار الوطني وعلى أجندتها أهم المحاور محل الاهتمام، ووضع العديد من الرؤى التي يمكن من خلالها معالجة الكثير من التحديات واعتقد أن الحوار الوطني سيحمل شقا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وفيما يتعلق بالشق السياسى سيكون هناك حديث عن أهمية الحياة السياسية والحزبية وبعض النقاط محل الجدل، خاصة فيما يتعلق بالحبس الاحتياطى، إلى جانب عمل لجنة العفو الرئاسى أيضا الدمج المجتمعى للمفرج عنهم، إذن هناك العديد من القضايا الخاصة بالشق السياسى.

أما الشق الاقتصادى هناك الكثير من التحديات فى ظل أننا خرجنا من جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وبالطبع لهما علاقة بالأمور التي في حاجة للمزيد من العمل والجد مثل جلب الاستثمار وفتح أسواق أخرى كالسياحة، أما بالنسبة للشق الاجتماعي هناك العديد من القضايا، خاصة المتعلقة بالعنف الأسري في مجتمع الجرائم التي شاهدناها مؤخرًا، والتي اعتبرها جديدة على مجتمعنا، أيضًا هناك قانون الأحوال الشخصية وما يحمله من جدل كثير فى المجتمع خاصة بشأن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة والطفل، ولا ننسى بالطبع مسألة تجديد الخطاب الديني إذن جميعها قضايا متشعبة ومتنوعة وتخرج العديد من النتائج فى صورة قرارات على الحكومة أن تتخذها سواء في صورة تشريعات وفى هذه الحالة يجب أن يعمل عليها  البرلمان أو فى صورة إجراءات يتخذها كافة الأطراف للمشاركة فى الحوار.

أعتقد أن الحوار الوطني هو خارطة طريق للحاضر والمستقبل، وبالتالي هذه الخطوة من شأنها أن تسهم فى مزيد من التقدم والازدهار وعظمة المشهد للحاضر والمستقبل.

وهل ترى أن الأحزاب فى مصر لها تأثير في الشارع المصري؟

هناك بعض التجارب الحزبية المحترمة التي تجتهد وتسعى، ولكن ما زالت الحياة الحزبية في مصر تحتاج إلى مزيد من التنمية والعمل عليها، وفى اعتقادي أنه يجب أن يكون جزءا من الحوار الوطني فى دعم الحياة الحزبية، وأيضا أعتقد أن الحوار الوطني جزء منه بيعطي مساحات واسعة للقوى الحزبية أن تضع رؤى وتصورات للقضايا المختلفة، وبالتالي دعوة الحوار في حد ذاته ستسهم فى تنمية الحياة الحزبية.