رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الرئيس التركي في موقف لا يحسد عليه

الأزمة الأوكرانية.. أردوغان في ورطة

أردوغان في وريطة
أردوغان في وريطة بسبب الأزمة الأوكرانية

الأزمة الأوكرانية والغزو الروسي لأوكرانيا، وضعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقف لا يحسد عليه.

فتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي«الناتو»، ملتزمة بتبني موقف الحلف ولا تستطيع الخروج عن ميثاقة ولا عن إجماع الدول الأعضاء، وفي نفس الوقت تربطها علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية قوية ووثيقة بكل من روسيا وأوكرانيا، لذا يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا منذ أشهر، وقد عبر عن رغبته في ذلك مجددًا بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، رغم أن أنقرة تدعم انضمام كييف إلى حلف الأطلسي وعارضت بشدة قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم في 2014، كما قام بتزويد كييف بطائرات مسلحة تستخدم ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا. 

وتمتاز تركيا بصلاتٍ وثيقة مع روسيا وأوكرانيا في آنٍ واحد، فإلى جانب علاقاتها الدبلوماسية مع كلا البلدين، لدى أنقرة مصالح اقتصادية مشتركة مع موسكو وكييف أبرزها في مجالات الطاقة والمواد الغذائية أيضًا، ففي العام الماضي استوردت أنقرة 80% من حاجتها من القمح من روسيا وأوكرانيا.

ونقلت محطة إن.تي.في التلفزيونية ووسائل إعلام أخرى عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لا يمكن لأنقرة التخلي عن علاقاتها مع روسيا أو أوكرانيا.

أردوغان يتهم الدول الغربية بمفاقمة الوضع في أوكرانيا

أردوغان

قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الدول الغربية بـ "مفاقمة" الأزمة الأوكرانية، منتقدا نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه هذه القضية.

وقال أردوغان للصحفيين في رحلة العودة من أوكرانيا: "لسوء الحظ لم يقدم الغرب حتى الآن أي مساهمة في حل هذه المشكلة. يمكنني القول إنهم يزيدون الأمور سوءا"، معتبرا أنه "توجد مشكلة قيادة جدية أوروبيا لحل هذه الأزمة في الوقت الحالي".

ورأى أردوغان أن بايدن "لم يتمكن حتى الآن من إظهار مقاربة إيجابية للتعامل مع هذه الأزمة"، وأعلن الرئيس التركي أنه "في حال جرى تكليفنا بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد لقائي بـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، فإننا نقبل هذه المهمة، وسنعمل على أداء المسؤولية الملقاة على عاتقنا".

وأضاف: "نريد عقد لقاء يجمع رئيسي روسيا وأوكرانيا على مستوى عال، واتفقنا مع (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي في هذا الاتجاه".

ومع بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرار الحكومة الروسية شن عملية عسكرية خاصة في أراضي أوكرانيا.

وصرح أردوغان بأن أنقرة تعتبر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا "تدخلا غير مقبول مخالفا للقانون الدولي"، محذرا من أنها توجه "ضربة قاصمة إلى أمن المنطقة واستقرارها ورخائها".

وجدد الرئيس التركي دعوته إلى حل الخلافات القائمة بين روسيا وأوكرانيا عبر الحوار على أساس اتفاقات مينسك،.

من جانبها، ذكرت الخارجية التركية في بيان لها أن أنقرة "تعتبر العملية التي أطلقتها القوات المسلحة الروسية ضد أوكرانيا غير مقبولة وترفضها"، مشددة على أن "هذا الهجوم بالإضافة إلى تدمير اتفاقات مينسك يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويشكل خطرا ملموسا على الأمن الإقليمي والدولي".

وأعربت تركيا في البيان عن قناعتها بضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، مبدية معارضتها لـ "إعادة ترسيم الحدود بقوة السلام"، وتابعت: "ندعو روسيا إلى وقف هذا الإجراء غير العادل وغير القانوني فورا".

وأبدى البيان دعم أنقرة الثابت لوحدة أوكرانيا السياسية وسيادتها ووحدة أراضيها.

أردوغان يحمل «الناتو» مسئولية ما آلت إليه الأوضاع بخصوص الأزمة الأوكرانية

أردوغان وبايدن

وحمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حلف شمال الأطلسي (ناتو) مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بخصوص الأزمة الأوكرانية.

وقال الرئيس التركي في تصريحاته إنه "كان ينبغي على حلف شمال الأطلسي أن يتخذ خطوة أكثر حزما حيال التطورات في أوكرانيا".

وانتقد الرئيس التركي الغرب في طريقة تعامله مع الأزمة، قائلا "للأسف الاتحاد الأوروبي والغرب برمته لم يظهروا وقفة حازمة".

ولفت أردوغان في السياق نفسه إلى أن "الغرب قدّم كمًّا كبيرا من النصائح حتى اليوم ولا يزال يقدم نصائحه فقط".

أردوغان يعرض وساطة تركيا بين موسكو وكييف

أردوغان وبوتين

وقد عرض أردوغان الوساطة لحل الأزمة الأوكرانية أكثر من مرة، ففي شهر يناير الماضي، عرض الرئيس رجب طيب أردوغان، وساطة تركيا لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وتطرق أردوغان للتوتر بين أوكرانيا وروسيا، وقال إن تركيا يمكن أن تكون “وسيطًا” من أجل السلام في المنطقة.

وأضاف أردوغان: “نريد أن يعم السلام في المنطقة، ولهذا نحن مستعدون للقيام بكل ما في وسعنا”.

وأكد الرئيس التركي أن الغزو أو الحرب سيكونان انتهاكًا خطيرًا للسلام في المنطقة، ونظرًا لأن ذلك سيؤدي إلى اضطراب خطير في هذه المنطقة، فإن وضع أوكرانيا وروسيا، اللتين يبلغ عدد سكانهما 40 مليون نسمة، صعب بالفعل.

وتابع أردوغان: “من ناحية أخرى، تعتبر روسيا أكبر دولة قوية في المنطقة. ونحن في تركيا لا نقبل أي اضطرابات هناك. يمكننا أن نكون وسطاء حتى يسود السلام. لقد قلت من قبل إننا مستعدون لمهمتنا”. 

وفي بداية الأزمة، عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استضافة مباحثات رفيعة المستوى بين أوكرانيا وروسيا، في محاولة لخفض التوترات بين الجارتين.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف: "سنكون سعداء لاستضافة قمة على مستوى القادة أو مباحثات على مستوى فني".

وأضاف أن أنقرة تدعم وحدة أراضي "شريكها الاستراتيجي" أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا.

وعبر زيلينسكي عن شكره لأردوغان لجهوده، وقال إن زيارته أظهرت تركيا "صديقا لأوكرانيا".

وقال أردوغان: "ندعو جميع الأطراف لضبط النفس والحفاظ على قنوات الحوار".

ولفت إلى أهمية حل الخلافات في منطقة البحر الأسود بالطرق السلمية ووفقا للقانون الدولي، وجدد استعداد تركيا للقيام بدور في هذا الشأن.

وقبل بداية الغزو الروسي بيومين، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأزمة بين روسيا وأوكرانيا

أردوغان أكد لبوتين استعداده للإسهام في تخفيف حدة التويتر وحل الأزمة الأوكرانية الروسية، وأبلغ بوتين أن الصراع العسكري مع أوكرانيا ليس في صالح أحد.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة لا تستطيع التخلي عن حوارها مع روسيا أو أوكرانيا على خلفية التصعيد الحالي بينهما، داعيا حلف الناتو إلى اتخاذ موقف واضح إزاء الموضوع.

وقال أردوغان للصحفيين المرافقين له على متن طائرته، لدى عودته من جولة في القارة الإفريقية: "لا تعتزم تركيا التخلي عن حوارها إما مع روسيا أو أوكرانيا، بل نسعى إلى اتخاذ خطوات من شأنها حل المسألة دون الإضرار بعلاقاتنا مع هاتين الدولتين".

وحذر الرئيس التركي من أن تصعيد التوترات بين روسيا وأوكرانيا يشكل خطرا على الأمن والاستقرار في حوض البحر الأسود، مؤكدا أن أنقرة ستجري محادثات مع حلفائها ضمن الناتو بهذا الشأن.

وطالب أردوغان حلف شمال الأطلسي بـ "توضيح موقفه" إزاء التصعيد الروسي-الاوكراني و"اتخاذ ما يلزم" خلال قمته الافتراضية المقرر عقدها اليوم، مشيرا إلى أن "الجميع يكتفي حتى الآن بالإدلاء بتصريحات دون أي إجراء فعلي".

وأبدى الرئيس التركي أمله في أن تعود روسيا وأوكرانيا إلى طاولة الحوار في أسرع وقت ممكن، معربا عن نيته مواصلة اتصالاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة الناتو الحالية.

الرئيس الأوكراني يشكر أردوغان على حظر مرور السفن الحربية الروسية إلى البحر الأسود وروسيا تنفي

أردوغان والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي

أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، 26 من شباط، عن شكره للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الدعم التركي القوي.

وقال زيلينسكي عبر “تويتر”، إن حظر مرور السفن الحربية إلى البحر الأسود وتقديم دعم عسكري وإنساني كبير أمران في غاية الأهمية اليوم، وإن الشعب الأوكراني لن ينسى ذلك أبدًا”.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية التركية توجه كييف بطلب رسمي إلى أنقرة لتقييد حركة السفن العسكرية الروسية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل.

وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، إن "بلاده يمكنها إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية، ولكن رغم ذلك، تملك روسيا الحق في استخدامها لعودة أسطولها إلى قواعده".

وأضاف: "أرسلت أوكرانيا لنا طلبا رسميا بخصوص إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام عبور السفن الحربية الروسية، لكن أحكام اتفاقية (مونترو) شديدة الوضوح والدقة، وحتى اليوم، نفذت تركيا الاتفاقية دون تردد. في الحرب التي لا تشارك تركيا فيها، يمكن اتخاذ إجراءات ضد الدول المشاركة فيها. قد تقيد تركيا مرور السفن الحربية عبر المضيق، لكن اتفاقية مونترو تنص على أن سفن الدول المشاركة في الحرب يمكنها أن تعود إلى قواعدها، ويجب السماح بذلك لها".

بدورها، أعلنت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى أنقرة، أن "السفارة لم تتلق أي إخطار رسمي من الجانب التركي بخصوص إغلاق المضايق التركية أمام حركة السفن الحربية الروسية".

وتسمح معاهدة "مونترو" للمضائق البحرية الموقعة عام 1936 بمرور السفن الحربية التابعة للدول غير المشاطئة للبحر الأسود، من مضيقي الدردنيل والبوسفور، بشرط إشعار تركيا بالمرور قبل 15 يوما، والبقاء في البحر الأسود لمدة لا تتجاوز 21 يوما.

أردوغان: تركيا لا تعترف بضم روسيا لجزيرة القرم

أردوغان

كتبت نتاليا ماكاروفا، في "فزغلياد"، حول موقف أردوغان الخطير في الجوهر من روسيا عموما.وجاء في المقال: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده لا تعترف بـ "ضم" شبه جزيرة القرم. وإن من المهم "الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، بما في ذلك أراضي شبه جزيرة القرم". كما دعا إلى "بذل المزيد من الجهود لحماية حقوق تتار القرم". فشكر رئيس أوكرانيا، فلاديمير زيلينسكي، الرئيس التركي على موقفه من شبه جزيرة القرم.

وكما قال مدير معهد الشرق الأوسط بموسكو، يفغيني ساتانوفسكي: "أردوغان، يعد شبه جزيرة القرم تركية. إنه ينتظر انهيار روسيا كما كان الرئيس الأول للجمهورية التركية، كمال أتاتورك، ينتظر انهيار الاتحاد السوفيتي".

وبحسبه، فإن أردوغان يعمل بنشاط على بناء امبراطورية عثمانية جديدة، ويحقق نجاحات في هذا المنحى. فـ "يكفي أن ننظر إلى إعلان شوشا للتحالف، الموقع في 15 يونيو من هذا العام، بين أذربيجان وتركيا".

وقال ساتانوفسكي إن "الكتب المدرسية التركية تشير إلى أن العالم التركي يمتد من المجتمعات التركية في أوروبا إلى المحيط المتجمد الشمالي". وبالتالي، فـ "ياقوتيا وألطاي والبايكال هي أيضا عالم تركي. وروسيا مسجلة هناك فقط في منطقة الفولغا".

وأوضح ساتانوفسكي أن "القرم بالنسبة لأردوغان هو تركيا أيضا"، مضيفا أن "القيادة الروسية تنظر إلى ذلك بروح رياضية". فقال ساخرا: "نبني سفنا عند الأتراك في أحواض بناء السفن في اسطنبول، لأننا لا نملك أحواض بناء سفن مثلها، ونزودهم بالغاز والنفط، ونقوم ببناء محطة للطاقة النووية هناك على نفقتنا الخاصة، وقد نهضنا بصناعة السياحة في بلادهم".

"لكن أردوغان أدلى اليوم بتصريح واضح وقال إن القرم ليست روسيا. لم يقل بعد إن شبه جزيرة القرم تركية، لكنه سيقول ذلك غدا".

أنقرة تجد في العملية العسكرية الروسية المتواصلة فرصةً جيدة لإصلاح علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والناتو

وقالت محللة تركية مختصة بالشؤون الدولية وعلاقات تركيا الخارجية إن "أنقرة تجد في العملية العسكرية الروسية المتواصلة فرصةً جيدة لإصلاح علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والناتو بعدما وطّدت علاقاتها أكثر مع موسكو في العقد الماضي على حساب صلاتها بالغرب. ولذلك تبدو مواقفها مبهمة حتى الآن، فهي لم تعلن عن تأييدها المباشر لأحد طرفي النزاع رغم إدانتها الصريحة للعملية العسكرية".

وأضافت هدية لافنت المحللة التركية المعروفة، في حديث مع "العربية.نت"، أن "أنقرة لا تزال تقيّم العملية العسكرية الروسية على أساس إعادة ضبط علاقاتها مع الغرب، وعلى خلفية ذلك يحاول الرئيس التركي لعب دور الوسيط في هذه الأزمة، رغم أن موسكو تراه منحازًا إلى جانب كييف التي حصلت على أسلحة تركية الصنع بما في ذلك طائراتٍ مسيّرة".

وتابعت أن "تركيا لم تبيّن علنًا الطرف الذي تدعمه في النزاع الحالي بين موسكو وكييف، لكن يمكن للجانب الروسي والدول الغربية دفعها لاحقًا، من خلال تكتيكاتٍ دبلوماسية، لاتخاذ موقفٍ أكثر صرامة ووضوحًا خاصةً أنها كانت تبيع السلاح لأوكرانيا، وبالتالي هذه العملية الروسية باتت تشكل تعقيدًا بالنسبة للعلاقات الخارجية التركية".

كما رأت أن "محاولات تركيا للعب دور الوسيط بين موسكو وكييف جاءت في الوقت المناسب بالنسبة لأنقرة بعدما تآكلت علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والناتو في السنوات العشر الماضية. وقد شككت بالفعل بعض الدول الأعضاء بالناتو في مصداقية تركيا كعضو في هذا الحلف، ومن هنا تعتبر الوساطة مهمة جدًا بالنسبة للحكومة التركية".

وبحسب المحللة التركية، تكمن "التحدّيات" أمام تركيا في لعب دور الوسيط، لجهة تحديد موقفها من العقوبات الغربية على موسكو، فهي تشترك معها بمصالح اقتصادية أبرزها في مجالات الطاقة، وهو ما يصعّب من خياراتها في الوقوف إما إلى جانب موسكو أو كييف والغرب، على حدّ تعبيرها.

وشددت في هذا الصدد على أنه "من غير المعروف في الوقت الراهن إذا ما كانت أنقرة ستنضم للغرب في العقوبات على موسكو أو ستتجنب ذلك لأسباب عدة، أبرزها أن الجانب الروسي يعد أكبر مزوّدٍ للطاقة بالنسبة لتركيا التي تعتمد أيضًا في قطاع السياحة إلى حدٍّ كبير على السيّاح الروس والأوكرانيين، علاوة على وجود ملفاتٍ خارجية مشتركة بين موسكو وأنقرة بينها الأزمة السورية والليبية ومسائل الطاقة المتوسطية".

وأشارت إلى أن "العملية العسكرية الروسية قد تبدو مكلفة للغاية بالنسبة لأنقرة في حال لم تحافظ على سياسة متوازنة حيالها" لوجود صلاتٍ اقتصادية بين أنقرة وموسكو، في قراءةٍ تطابقت مع رؤية خبير بالعلاقات الدولية استبعد نجاح تركيا في التوسط بين موسكو وكييف رغم كلّ محاولات الرئيس التركي في تحقيق ذلك.

وأكد حسين باغجي، الأكاديمي التركي وأستاذ العلاقات الدولية المعروف، أن "روسيا لن تقبل بدخول أنقرة كوسيطٍ بينها وبين كييف رغم المساعي الحثيثة لأردوغان".

وأضاف باغجي في حديث مع "العربية.نت" أن "موسكو سترفض ذلك لكونها تهدف إلى إسقاط الحكومة الحالية في كييف، وهو ما يعني استحالة التفاوض معها رغم الجهود التركية في التوسط بين كلا الجانبين".

وقال المحلل التركي حسين أويلوبينار بمعهد السياسة الخارجية في أنقرة إن نقل التكنولوجيا التركية أو بيع طائرات مسيرة قتالية لأوكرانيا "ليس تغييرا في قواعد اللعبة" في الصراع مع روسيا.

وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "تركيا لطالما كانت شريكا إقليميا حريصا للغاية تجاه هذين البلدين"، مضيفا أن من المرجح ألا تجني أنقرة سوى القليل من دفع الاثنين للجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وأضاف أن تركيا لا تريد أن تقف على الجانب الخطأ لروسيا، مشيرا إلى أنه "في حال حدوث ذلك، سيكون هناك تأثير سلبي للغاية على كل قضية أخرى تتنافس فيها تركيا مع روسيا.. يمكن أن تتوقع مزيدا من التعقيدات في سوريا، وشمال إفريقيا وفي عدد من القضايا الثنائية".