رئيس التحرير
خالد مهران

كل ما تريد معرفته عن أنواع الرقص وفوائده الصحية المذهلة..ورأي علماء الدين ما بين الحرمة والإباحة

النبأ

يعاني العديد من الأشخاص من الاكتئاب، والأزمات النفسية؛ نتيجة للضغوط اليومية، والمشاكل الأسرية، والأخبار السيئة التي نسمعها بين الحين والآخر، من حوادث، أو ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وهذه المشاكل بها أمور قد يصعب علينا حلها والتغلب عليها، ولذلك وحتى لا تزيد الأمور تعقيدا يمكننا اللجوء للعلاج بـ"الرقص" نعم، فلكل أزمة نفسية رقصة تساعدك على حلها؛ فالرقص علاج قوي لأكبر المشاكل النفسية التي من الممكن أن تتعرض لها يوما ما، كما أن الرقص يعالج الاكتئاب، وتأثيره أقوى من العقاقير الكيميائية.



ويعتبر الرقص من أكثر أنشطة الجسم التي تخلصه من الطاقة السلبية، وتخلق له عالم خاص يستطيع من خلاله أن يبتعد عن المشاكل التي تؤرقه تماما، وعن الهموم التي يشعر بها، ولا ينتهي تأثيره بمجرد انتهاء الرقصة، إنما يظل تأثيره لباقي اليوم، وذلك طبقا لأحدث الدراسات الأجنبية، الفرنسية منها، والإنجليزية، والأمريكية.

-أفضل أنواع الرقص


1-الرقص الشرقي:

تعد هذه الرقصة هي الأفضل بالنسبة لمرضى السمنة وما يصاحبه من اكتئاب؛ حيث أنها تشعر الفرد بأنه لديه القدرة على احتراف رياضة ما؛ مما يزيد من معدلات الثقة بالنفس لديه، كما أنها من الرقصات التي لديها قدرة كبيرة على الحرق، ولا تحتاج لحركات صعبة.


والرقص الشرقي من أهم أنواع الرقص التي تساهم بصورة رئيسية في التحسين من شكل الجسم، خصوصا الأرجل، ومنطقة الوسط ، والظهر، واستقامة الجسم، وتؤدي ممارسة الرقص الشرقي إلى التحسين من مرونة الجسم، وتنشيط الدورة الدموية، والتخلص من الدهون المتراكمة بالبطن والفخذين، وتقوية العضلات، والتخفيف من آلام الظهر.


2-التانجو:

تعتبر رقصة التانجو من الرقصات اللاتينية القديمة التي ينصح بها الأطباء النفسيين للأشخاص المنفصلين حديثا؛ أو من يشعرون بالوحدة والفراغ العاطفي؛ حيث تشتهر بأجواء الحب والرومانسية، كما تتميز بملئها للمشاعر والأحاسيس وتعوض إحساس الفقد، وهي صالحة لكافة الأعمار، ولا تقتصر على الشباب فقط.    


3-الزومبا:

تعتبر "الزومبا" من أفضل الرقصات التي تعالج الاكتئاب، كما أنها تساعد في علاج الأطفال المصابين بالتوحد، وعلى الرغم من أنها رقصة تصلح لجميع الأعمار؛ إلا أن الأطفال يجيدونها ويبذلون بها مجهود، فضلا عن اشتراكهم مع غيرهم في نفس الرقصة؛ مما يخرجهم عن عزلتهم بالتدريج.


وتتضمن الزومبا مجموعة مختلفة من الحركات الرياضية التي تمارس على إيقاعات موسيقى سريعة، ومليئة بالحيوية، وتشمل تحركاتها مزيجا من حركات السالسا، الهيب هوب، المارينجو، السامبا، والمامبو، وتؤدي ممارسة رقص الزومبا إلى التحسين من مستوى اللياقة البدنية، والتحسين من مظهر الجسم.


وانتشرت هذه الرياضة بصورة واسعة في العديد من الصالات، والنوادي الرياضية، ولابد من الإشارة على أنه لتحقيق أفضل النتائج؛ يحتاج الفرد لأداء رياضة الزومبا من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع الواحد. 

 

4-الخطوة سلو:

تعد هذه الرقصة من أكثر الرقصات التي تعيد للفرد ثقته بنفسه وبإمكانياته؛ مما يجعلها خطوة هامة لعلاج الاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس؛ حيث يقف الإنسان ممشوق القوام رافع الرأس، ينظر بشكل مباشر في عين من يرقص معه، وكلما أجاد الرقصة كلما ارتفعت معدلات الثقة بالنفس لديه. 


5-الهيب هوب:

نشأت هذه الرقصة عام ""1970 ميلادية، وهي أحد الرقصات الأكثر شهرة في البلاد الأمريكية؛ حيث تمارس هذه الرقصة كثيرا في الشوارع الأمريكية،  وتعتمد في المقام الأول على موسيقى الهيب هوب باعتبارها جزءا من أجزاء ثقافة الهيب هوب، وقد تأثرت برقص "الجاز"، و"الفانك"، ويوجد حاليا العديد من الأفلام التي تبرز الهيب هوب كرقصة شعبية تستهوى روح الشباب في أمريكا. 


ولابد من معرفة أن الرقص المرتبط بموسيقى الهيب هوب يتميز بالسرعة بصورة ملحوظة، ويستهدف مناطق الوسط والفخذين، ويؤدي رقص الهيب هوب إلى حرق ما يقارب "300" سعر حراري في الحصة الواحدة.


6-الرقص الإفريقي:

يتسم الرقص الإفريقي بالمرح، مما يؤدي ممارسته إلى رفع مستوى اللياقة البدنية بصورة كبيرة، وتقوية جميع عضلات الجسم، وبالتالي حرق الدهون المتراكمة بصورة ملحوظة.


7-السالسا:


تعتمد رقصة "السالسا" على الحركات السريعة التي تعمل على إخراج الطاقة السلبية تماما، وهي رقصة إسبانية شهيرة، ترقص من خلال صفوف يشتركون بها مجموعة من الأشخاص، ويمكن لعائلة كاملة أو مجموعة من الأصدقاء الذين يعانون من الروتين اليومي، وعدم الاحساس بالتجديد أن يقومون بها؛ لكسر الملل، والشعور بالراحة والتغيير.


وتتطلب السالسا الكثير من التمارين لإتقانها، وتساهم رقص السالسا في التحسين من التوافق الحركي بين الفرد والآخر، وساعة فقط من التدريب تساعد على حرق من "350" إلى "550" سعر حراري.


8-الرقصات الهندية التقليدية:


حيث تؤدي ممارسة الرقصات الهندية إلى التحسين من أداء القلب، والرئتين، والتحسين من شكل ولياقة الجزء السفلي من الجسم، وعلاج الصداع، وتحسين الحيوية، وتحفيز الذهن.


وعلى سبيل المثال فإن ممارسة "15" دقيقة من الرقصات الهندية، تساهم في حرق سعرات حرارية بنفس مقدار ممارسة ساعة من التمرينات الرياضية.


- نصائح لممارسة الرقص بصورة فعالة:


-لا تهتم بمن يشاهدك أثناء عملية الرقص، فمهمتك أثناء الرقص هي الاستمتاع.


-التغلب على الخوف يعتبر من الأمور الأساسية التي تساعد على الرقص بشكل جيد، وذلك بصرف النظر إن كان الرقص أمام المرآة، أو مع الناس؛ إذ يجب أن يكون الشخص واثقا من نفسه ومن تدريبه؛ حتى يرقص بشكل جيد.


-محاولة الشعور بالموسيقى، وكأنها تجري في جسدك.


-البدء بأساسيات الرقص إلى أن تتقنها، ثم ابدأ بالحركات المعقدة.


-البدء بالرقص أمام المرآة؛ فهي تعطيك راحة كبيرة، كما أن التدرب أمام المرآة يساهم في ترسيخ المعلومة، والتأكد من أداء الحركة بشكلها الصحيح.


-الممارسة، ثم الممارسة، ثم الممارسة.


-الاستمتاع أثناء الرقص.


-احذر من ممارسة أي نشاط رياضي قوي؛ لأنه قد يعرضك لإصابات خطيرة، وأبدأ بعملية الإحماء قبل البدء بأي نشاط رياضي.


ومن ناحية أخرى، يوضح الدكتور كريم عبد القوي- اخصائي الأمراض النفسية- أن الرياضة تعد من أفضل الممارسات التي يمكن أن تكون حلا مثاليا لدى أي شخص يشعر بالملل، أو لديه مشكلة ما تفرزه من مواد في الجسم، تساعد على التخلص من هذا الشعور، كما أن هناك طرقا لعلاج من ينتابه شعور الاكتئاب الزمني، أو الشعور بالملل بالرقص، يقوم بها اخصائي نفسي، وليس مدرب رقص، وبالتالي أهم خطوة في علاج الاكتئاب هو تحرك المريض سواء بممارسة الرياضة، أو ممارسة رقصة "الزومبا" على سبيل المثال؛ حيث يستخدمها الكثير كعلاج من أي تقلب في المزاج، وليس الاكتئاب المرضي.


وأشار عبد القوي أن هناك فارقا بين الاكتئاب المرضي، والشعور بالحزن والملل لفترة مؤقتة، والذي يشعر به الجميع من وقت لآخر في ظل روتين الحياة، وهناك العديد من الأشخاص قد يلجئون للرقص لعلاج الاكتئاب؛ حيث أن الرقص له دورا مؤثرا إيجابيا في حالة الاكتئاب المرضي، ولكن هذا لا يلغي دور الدواء وأهميته في علاج الاكتئاب المرضي، ويمكن أن نقول أن رقصة "الزومبا" تعتبر العلاج الأمثل لمن يشعر بالملل، أو الاكتئاب اللحظي الذي يرتبط بحدث، ويحدث ذلك من خلال رفع مادة معينة للمخ، وهي تأتي من ممارسة رياضة مثل "الزومبا"، وبالتالي تكون علاجا لمن يشعر بالاكتئاب اللحظي، وتكون عاملا مساعدا لمريض الاكتئاب بجانب الدواء.  

 

ويقول الدكتور محمد الخولي- استشاري جراحات السمنة والمناظير وشفط الدهون- أن الرقص بكافة أنواعه هو عبارة عن حركات رقص على أنغام موسيقية، يفيد في التخسيس وحرق الدهون، فالرقص حركة تجعل العضلات تعمل وتساهم في حرق سعرات من الجسم، ولكن يجدر التحدث للطبيب أو المعالج إن كان الشخص يعاني من مشكلات صحية، أو جسدية، أو طبية؛ لتجنب حدوث أي مخاطر صحية.   


وأضاف-الخولي- أن الرقص يمتاز بأنه من التمارين الخفيفة التي لا ترهق الجسم كثيرا، الأمر الذي يجعله خيارا استراتيجيا لأولئك الذين لديهم عوائق حركية معينة، أو يعانون من أمراض مزمنة، ويضاف إلى ذلك إمكانية التعديل في حركات الرقص بالتنسيق مع المدرب، أو الطبيب وفقا للوضع الصحي.


-رأى علماء الدين عن حكم الرقص

-الاختلاف في حكم الرقص بين الحرمة والإباحة

وهناك سؤال قد يشغل بال العديد من الفتيات بخصوص الرقص، حول رقص الفتاة وحدها في منزلها حرام، وما الضرر إن تعلمت الرقص أمام المرآة؟


وقد اختلف العلماء في حكم الرقص بين الإباحة والكراهية؛ إذا لم يصاحبه فعل محرم أو أمر منهي عنه، فقد رجح علماء الشافعية أن الرقص لا يكون محرما، ولا يكره أبدا، أنما يكون حكمه الإباحة.


وقد استدل الشافعية على ما ذهبوا إليه بما روت السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت :

(جاء حبش يزفون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم).



وقد قيد فقهاء الشافعية أصل حكم الرقص الذي هو الإباحة، بألا يكون فيه تكسر، وتمايل كأفعال المخنثين، وأن تؤمن الفتنة، وتستر العورات، ولا تثار الشهوات، ولا يكون فيه اختلاط، ولا تشبه للرجال والنساء، ولا للنساء بالرجال، فإن احتوى الرقص على شيء من ذلك يكون محرما على الرجال والنساء على حد سواء، يقول الإمام النووي:

(والرقص ليس بحرام، قال الحليمي: لكن الرقص الذي فيه تثن وتكسر، يشبه أفعال المخنثين حرام على الرجال والنساء).


وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة، إلى أن الرقص في حكمه الأصلي مكروها؛ وقد علل جمهور الفقهاء ما ذهبوا إليه بأن في فعله دناءة وقلة عقل وسفه، وأن الرقص يعتبر من مسقطات المروءة، كما أنه يعتبر من أنواع اللهو التي جاء الأمر بالنهي عنها، وإلى ذلك ذهب الشيخ "ابن عثيمين" في أحد اللقاءات التي جرت معه:


(الرقص مكروه في الأصل، ولكن إذا كان ذلك على الطريقة الغربية، أو كان تقليدا للكافرات صار حراما؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-(من تشبه بقوم فهو منهم) مع أنه أحيانا تحصل به الفتنة؛ فقد تكون الراقصة امرأة رشيقة جميلة شابة فتفتن النساء، فحتى إن كان في وسط النساء حصل من النساء أفعال تدل على أنها افتتن بها، وما كان سببا للفتنة ،فإنه ينهى عنه).



وهناك آراء تؤكد بأن رقص النساء ليس محرما في أصله، ولم يأت فيه نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ بل قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى امرأة حبشية ترقص، وأراها عائشة ولم ينهها.


وهناك حديث عائشة رضى الله عنها ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها ، فقال:(يا عائشة تعالي فانظري) فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي:(أما شبعت، أما شبعت) قالت:فجعلت أقول لا، لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر، قالت: فارفض الناس عنها :قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ):إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر) قالت :فرجعت".

وجاء في الموسوعة الفقهية:

الرقص مكروه عند الجمهور، واختار الشافعية إباحته وقيدوها "بما إذا لم يكن فيه تكسر كفعل المخنثين ؛ وإلا حرم على الرجال والنساء".

أما من يفعله خلقة من غير تكلف فلا يأثم به.


ولذلك نجد "ابن عثيمين" رحمه الله مع أنه ممن ينهى عنه، نجده قد أجازه في بعض الأحوال التي أمن فيها من المنكر والمحظور.

قال رحمه الله:

"أما رقص المرأة أمام زوجها ، وليس عندها أحد :فلا بأس به؛ لأن ذلك ربما يكون أدعى لرغبة الزوج فيها، وكل ما كان أدعى لرغبة الزوج فيها فإنه مطلوب ما لم يكن محرما بعينه، ولهذا يسن للمرأة أن تتجمل لزوجها، كما يسن للزوج أيضا أن يتجمل لزوجته كما تتجمل له".



كما أن رقص النساء أمام بعضهن فلا شيء فيه ولا حرج فيه، إذا ما لم يكن فيه اختلاط بين الرجال، ولا بأس بالرقص ولا حرج فيه، ولا نعلم فيه بأسا؛ حيث أن المرأة مأمورة بستر نفسها أمام الرجال الأجانب، وقد أتفق الفقهاء على رد شهادة "الرقاص"؛ لأنه ساقط المروءة، وهي شرط من شروط صحة الشهادة.