رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الشيخ على عبد الباقي شحاتة لـ«النبأ»: كل الوسائل مشروعة للحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل

الشيخ على عبد الباقي
الشيخ على عبد الباقي شحاتة

تلقيت مئات الأسئلة من شباب يشتكون من عدم شعور زوجاتهم بالجنس بسبب «الختان»


«ختان الإناث» بالطريقة التي يتم بها الأن حرام وجريمة في حق البنت والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحرمه


كل ما يتخذه ولي الأمر للحفاظ على مياه النيل مطابق للشرع و لا بديل عن استخدام القوة


سد النهضة جريمة هدفها تركيع مصر وتوصيل مياه النيل لإسرائيل ولغة المصالح تحكم العالم


إمامة النساء للرجال حرام لأن المرأة فتنة تثير من يصلي خلفها


أجهزة المخابرات وراء دعوات «إمامة المرأة للرجال»


إسرائيل وأمريكا والصهيونية العالمية تقف وراء سد النهضة


لا أحد يستطيع تغيير قوانين المواريث لأنها مستمدة من شرع الله

 

الزنا وشرب الخمر بعد الافطار لا يبطل الصيام


حكام اثيوبيا عملاء لأمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية والنجاشي صوته كان من دماغه

 

ما رأيته في لجنة الفتوى من بلاوي في موضوع «ختان الإناث» يجعلني ضد العملية بهذه الطريقة 


لهذه الأسباب يجوز سب دولة إسرائيل

  

أكد الشيخ على عبد الباقي شحاتة، الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، ورئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، على أن ارتكاب المعاصي مثل الزنا وشرب الخمر بعد الإفطار لا يبطل الصيام، وأن هذه المعاصي لا تقلل من قيمة ثواب الصيام،  مؤكدا على أن «ختان الإناث» بالطريقة التي يتم بها الأن حرام وجريمة في حق البنت والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحرمه.


وأكد «شحاتة»، في حواره لـ«النبأ»، أن كل ما يتخذه ولي الأمر للحفاظ على مياه النيل مطابق للشرع و أنه لا بديل عن استخدام القوة لحل أزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن إمامة النساء للرجال حرام لأن المرأة فتنة تثير من يصلي خلفها، مشددا على أنه لا أحد يستطيع تغيير قوانين المواريث لأنها مستمدة من شرع الله.. وإلى تفاصيل الحوار

 

في البداية نريد معرفة موقف الشرع من عدم بطلان الفرائض والعبادات مثل الصيام والصلاة بما يرتكبه الفرد من معاصي وذنوب؟

 

الفرائض يتم تأديتها كما نصت عليها الشريعة، ومن الناس من يؤدي هذه الفرائض وهو مستقيم على طريق الشرع، ومنهم من يؤديها وهو مخالف للشرع في بعض المسائل الأخرى، وهذه المسائل لا تفسد الفرائض، فكل عمل له ثوابه وعليه جزائه، حتى أن أحد العلماء أفتى بقبول الحج حتى لو كان من مال حرام، وقال أن الحج فريضة من الفرائض ذكرت في القرآن والسنة وفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي فرض على كل مسلم ومسلمة يستطيع تأديتها، ولكن إذا أداها من مال مسروق فيطبق عليه حد السرقة، وهذا ينطبق على فريضة الصيام، فهذه الفريضة منفصلة تماما عن المعاصي أو الموبيقات التي يرتكبها الإنسان المسلم في ليل رمضان، فهذه المعاصي مثل الزنا وشرب الخمر يطبق عليه الحدود فيها، أما الفريضة فقد قضيت وأديت، وهذه المعاصي لا تقلل من قبول الصيام ولا تبطله، وهذه المعاصي لا تقلل من قيمة ثواب الصيام.

 

وماذا عن أولياء الله الصالحين؟

 

اولياء الله الصالحين بشر، يخطئون ويصيبون، وهم غير معصومون من الخطأ، العصمة للأنبياء والرسل فقط، أما القول بأن أولياء الله الصالحين يزنون أو يدخنون الشيشة فهذا وارد لأنهم بشر، وهذه أمور شخصية لا ينبغي أن نتحدث فيها، وحسابهم في النهاية على الله، نحن كبشر لنا الظاهر، والأعمال يعلمها الله، وقصة رابعة العدوية خير مثال على ذلك، والمعاصي والذنوب لا تقلل من قيمة الرجل الصالح، فلكل جواد كبوة، وحسابهم على الله سبحانه وتعالي.

 

البعض يقول أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ليست دينا وهي أفعال بشرية لا حجة لها في الدين؟

 

أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم نوعين، أفعال تشريعية ملزمة، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، وهناك أفعال غير ملزمة وتخضع للبيئة مثل القتل باليد وتأبير النخل وأعمال الدنيا.

 

البعض يقول أنه لا يجوز سب إسرائيل لأنها اسم نبي ذكر في القرآن؟

 

هذا يتوقف على النية أو المقصود، فإذا كنت أقصد بالسب دولة إسرائيل، الدولة المعتدية على حقوق الإنسان والمغتصبة لوطن اسمه فلسطين، فهذا يجوز، والذين يسبون إسرائيل يسبونها كدولة وليس كنبي، فهل الذين يحرمون سب دولة إسرائيل يعجبهم ما تفعله في الفلسطينيين من قتل وتهجير وهدم البيوت والاستيلاء على أملاكهم وهتك أعراضهم؟، لابد من التمييز.

 

هناك دعوات تطالب بإمامة النساء للرجال في الصلاة .. كيف ترى ذلك؟

 

الصحابة ومن بعدهم الفقهاء والأئمة عبر العصور حرموا إمامة المرأة للرجال في الصلاة، لأن المرآة فتنة، قد ينظر بعض المصلين إلى جسدها ويتمعن فيه وينسى الصلاة، وقد تثير من يصلي خلفها، الهدف من هذه الدعوات هو تشويه صورة الدين الإسلامي، وهذه الدعوات يقف ورائها الملحدين والعلمانيين وأجهزة المخابرات من أجل تخريب عقول الشباب وتشويه الدين الإسلامي، ويزعمون بأن عدم إمامة المرآة يمثل تمييز ضدها.

 

البعض أيضا يطالب بإعادة النظر في قانون المواريث بدعوى أن فيه اجحاف بحق المرأة في الميراث وأنه لا يساوي بين الرجل والمرأة في الميراث؟

 

هذا الخلط يراد به هدم الإسلام، لأن قانون المواريث مستمد من الشرع ومذكور بالتفصيل والأنصبة في سورة النساء، ولا دخل للبشر في هذا اطلاقا، وهذا شرع الله ولا أحد يستطيع أن يتحدث فيه، هذه ثوابت ومن أركان الإسلام، هذا التمييز الذي يتحدثون عنها جاء بسبب أن الرجل مكلف بالإنفاق على أسرته و زوجته وأولاده، المرأة في بيت زوجها غير مكلفة بالإنفاق على الأسرة، كما أن هذا التمييز جاء في حالة واحدة فقط، وهي الميراث بين الأخ والأخت، وهناك أكثر من 20 حالة تحصل فيها المرأة مثل الرجل، وهناك حالات كثيرة تحصل فيها المرأة على أكثر من الرجل، هؤلاء يريدون تشويه الأحكام الإسلامية والدين الإسلامي ويسعون لهدم الدين الإسلامي.

 

القضية التي تشغل المصريين الأن هي قضية المياه وسد النهضة فهل هناك رأي للشرع في هذه القضية؟

 

الشرع يحض على حسن الجوار ويراعي دوام العشرة بين الأفراد، فما بالنا بالعلاقة بين الدول، نهر النيل مصدر حياة مثل الهواء، لا يستطيع أن يعيش بدونه الإنسان، والنظام العالمي وضع اتفاقيات دولية لتنظيم الأنهار، ومنع الاضرار بالدول التي تستفيد من هذه الانهار، وهذه القوانين والاتفاقيات تحولت إلى شرع دولي، لأن الماء منزل من عند الله، ولا يجوز للعبد أن يمنع هذا الفضل من الله، هذا الموضوع دخلت فيه السياسة، وهم يتحدثون عن حروب المياه منذ أكثر من عشرين سنة، وغير خافي على أحد أن إسرائيل وأمريكا والصهيونية العالمية هي من تقف وراء سد النهضة من أجل ممارسة الضغط على مصر والحاق الضرب بها بشكل متعمد، ومن حق مصر شرعا الدفاع عن حياة المصريين بكل الوسائل.

 

أغلب المصريين الأن يتحدثون عن أن الحرب هو الحل الوحيد لحل أزمة سد النهضة بعد أن رفضت إثيوبيا كل الحلول السلمية؟

 

 شرعا، ولي الأمر مطالب بالحفاظ على حياة المصريين بالكامل، وما يراه ولي الأمر للحفاظ على حياة المصريين مطابق للشرع، وكل المصريين يقبلوه، ولى الأمر سوف يحاسب أمام الله لو تم منع نقطة مياه واحدة عن المصريين، نحن مع ولي الأمر في أي قرار يتخذه للحفاظ على المياه، سواء بالحرب أو بالسياسة أو بالمخابرات، نحن نفوض ولي الأمر في كل ما يتخذه من قرارات من أجل الحفاظ على مياه النيل، وهو مسئول عنا أمام الله سبحانه وتعالى.

 

البعض يقارن بين موقف إثيوبيا الأن وموقف الحبشة والنجاشي من المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في السابق .. كيف ترى ذلك؟

 

هذه المقارنة لا تجوز، لأن النجاشي عندما استقبل المسلمين وأكرمهم كان صوته من دماغه، وكان يتحكم في أمور دولته وبلده وشعبه، أما الأن فمن يحكمون ، وليس القيم أو المبادئ أو الدين أو الشرع أو الإنسانية، العالم الأن تتحكم فيه نظرية «الغاية تبرر الوسيلة»، وبالتالي لا يجب خلط الأحداث ببعضها، الظروف الأن مختلفة عن الظروف في عهد النجاشي تماما، حكام إثيوبيا الأن مجبرون والسيف مسلط على رقابهم وقرارهم ليس بيدهم، وسد النهضة معمول من أجل خنق مصر والسودان، نحن الأن نعيش عصر الاستعمار والاستعباد، ما يحدث الأن هو جريمة في حق الشعب المصري تتم باتفاقيات سرية واجهتها إثيوبيا، لا بديل ولا مناص من استخدام القوة لوقف هذه الجريمة، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، كل الخيارات متاحة، مصر سلكت كل الحلول السياسية ولجئت للأمم المتحدة وطرقت كل الأبواب السلمية حتى لا يلومها أحد بعد ذلك وعندما تستخدم أي وسيلة للدفاع عن حياة المصريين.

 

هل يجوز دفع الزكاة من فوائد البنوك؟

 

الأصل هو أن الأزهر الشريف والكثير من العلماء أجازوا فوائد البنوك، وبالتالي دفع الزكاة من فوائد البنوك حلال، الذين يفتون بتحريم فوائد البنوك هم الوهابيين والمتطرفين والمتشددين.

 

استخراج جثامين أجدادنا الفراعنة وعرضها في فتارين للسياح حلال أم حرام؟

 

الإنسان كرمه الله سبحانه وتعالى حيا وميتا، والرسول صلى الله عليه وسلم قال « كسر عظم الميت ككسره حيا»، والله تعالي يقول « ولقد كرمنا بني أدم»، ولم يذكر دينه أو عرقه، وما يحدث هو نبش على القبور، والنبش المحرم شرعا هو النبش الذي يكون بغرض أذية المتوفى، أما إذا كان النبش من أجل تعريف الناس بالحضارة المصرية القديمة، ويحقق فائدة عامة للبشرية، ولم يكن الغرض منه هو إهانة الميت فهذا جائز شرعا.

 

تقصد أنه يجوز عرض جثامين أجدادنا للسياح في فتارين؟

 

 أراه أمر جائز شرعا لأنه يفيد البشرية والإنسانية، وليس المقصود به إهانة الموتى، وبالتالي هو يمثل ثروة، ولا أرى فيه حرمة ولا منافيا للأخلاق التي يدعوا إليها الإسلام في معاملة الموتى.

 

هناك من يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصله مصري ومن مدينة منف؟

 

هذا جدل وكلام سفسطائي لا يفيد البشرية في شئ، معروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصلة عربي، والمصريين أصلهم عربي.

 

كيف ترى الجدل الدائر حول موضوع الختان لاسيما وأن بعض العلماء زعم أن مكة لم تعرف الختان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟

 

الختان كان موجود في مكة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وقبله في الجاهلية، وكان هناك سيدة اسمها أم أيمن كانت تقوم بختان الإناث، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرفها، والرسول صلى الله عليه وسلم سألها بعد الرسالة وبعد نزول الوحي وقال لها، هل ما زلتي تختتنين الإناث؟، فقالت له: نعم، فقا لها «أخفي ولا تنهكي فإنه أحسن لبريق الوجه وجماع الرجل»، وهذا يؤكد أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يحرم ختان الإناث ولم يأمر به.

 

وأنت رئيسا للجنة الفتوى بالأزهر هل كان هناك أسئلة تأتي إليك بخصوص الختان؟

 

عندما كنت في لجنة الفتوى بالأزهر تلقيت المئات من الأسئلة حول هذا الموضوع، وأغلب هذه الأسئلة كانت حول أن الكثير من الزوجات لا يشعرن بالجنس ولا بالجماع وكل همهن الانجاب وارضاء أزواجهم، والكثير من الشباب يريدون تطليق زوجاتهم لهذا السبب.

 

وماذا كان رأيك في هذا الموضوع؟

 

جريمة في حق البنت، لكن كنا دائما نحاول تهدئة النفوس من أجل الحفاظ على الأسر.

 

هل هذا يعني أنك مع تحريم هذه العادة؟

 

كما قلت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحرمها ولم يأمر بها، وبالتالي أنا مع ترك هذا الأمر للأطباء ولولي الأمر، ومع التهذيب وليس التشويه الذي يؤدي إلى تدمير البنت  كما يحدث الأن من بعض الجهلة، وأنا ضد عملية تشويه البظر بطريقة تؤدي إلى تدمير البنت وجعلها لا تشعر بزوجها، والطريقة التي تتم بها عملية الختان الأن مرفوضة لأنها تقضي على حياة الكثير من البنات، ما رأيته في لجنة الفتوى من بلاوي في هذا الموضوع يجعلني ضد عملية الختان بالطريقة التي تتم بها الأن، لكن لا استطيع أن أحرم أو أحلل ختان الإناث لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قلت، لم يحرمه ولم يأمر به، لكن تطبيق الموضوع بالطريقة التي يتم بها الأن حرام، أما تطبيقها بطريقة لا تؤدي إلى تشويه البظر ولا إلى فقدان البنت احساسها بزوجها وبالطريقة التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أم أيمن بها «أخفي ولا تنهكي فإنه أحسن لبريق الوجه وجماع الرجل»، فهذا لا حرمة فيها ولا إثم على من لم يقوم بهذه العملية، وبالتالي نحن لا نحلل أو نحرم هذه العملية ولكن نتركها للأطباء ولولي الأمر، مع العلم أن كل الدول الإسلامية تمنع هذه العملية إلا دولتين، مصر والسودان.