رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور وسيم السيسى لـ«النبأ»: النبي محمد أصلة مصري وفرعون من الهكسوس والمصريون القدماء كانوا يصومون ويصلون ويحتفلون بليلة القدر

النبأ

الحضارة المصرية القديمة أم جميع حضارات العالم وكلمة "دين" أصلها مصرى

 

الصهاينة هم من أطلقوا اسم الفراعنة على المصريين القدماء من أجل تشويه صورتهم

 

أكثر من 87 % من جينات توت عنخ أمون موجودة فى المصريين

 

97 % من جينات المصريين المسلمين والمسيحيين متشابهة

 

صهيونى مدفون فى القدس وراء إطلاق كذبة أن المصريين القدماء «فراعنة» 

 

المصريون يتحدثون اللغة العربية لكنهم ليسوا عربا

 

مصر عرفت التوحيد والإله الواحد منذ الأسرة الأولى وفرعون موسى من الهكسوس

 

إخناتون شق الصف وضيع البلد ويطلقون عليه «الفرعون المارق» 

 

ما قاله جمال حمدان عن القدماء المصريين فى موسوعة «وصف مصر» غير صحيح

 

الختان عادة إفريقية لا علاقة لها بالدين والدليل أن 100% من الإثيوبيات مسيحيات ومختونات 

 

أجدادنا أول من أجرى عمليات التربنة والمياه البيضاء وزراعة الأسنان   

 

فجر الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات والباحث في تاريخ مصر القديم، عددا من الحقائق المذهلة، التي تهدم الكثير من المعتقدات التي كنا نعتبرها مسلمات عن التاريخ المصري القديم، حيث قال في حوار مع "النبأ"، إن المصريين القدماء كانوا يصلون ويصومون ويحجون ويحتفلون بعيد الفطر وليلة القدر، مؤكدا على أن الصهاينة هم من أطلقوا اسم الفراعنة على المصريين القدماء من أجل تشويه الحضارة المصرية القديمة.

 

وأضاف أن المصريين ليسوا عربا ولكنهم يتحدثون العربية، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصله مصري من مدينة منف، مشيرا إلى أن 97% من جينات المصريين مسلمين ومسيحيين واحدة.

 

ولفت عالم المصريات، أن الصهاينة ضحكوا على المصريين وأفهموهم أن أجدادهم كانوا كفرة وقتلة وظلمة، مؤكدا على أن المصريين القدماء هم الذين علموا الدنيا الأديان والتوحيد والعلم والطب.. وإلى تفاصيل الحوار

 




في البداية واضح من تصريحاتك وحواراتك الصحفية والتليفزيونية وكتاباتك أنك ليس مجرد عالم في المصريات أو باحث في الحضارة المصرية القديمة ولكن عاشق لها.. فما سر عشقك للحضارة المصرية القديمة وولعك بها؟

 

السر هو الانبهار بالإنجازات التي حققتها هذه الحضارة في الزمن السحيق، فعندما أعرف أن المصريين القدماء هم أول من عرفوا عملية «التربنة» وهي جراحة تجرى لوقف النزيف في المخ، وهم أول من أجروا عملية «المياه البيضاء»، وأول من عرفوا الكهرباء وزراعة الأسنان والسلم الموسيقي، وأول من استخدموا «اللبوس» في علاج الأمراض، فلازم كمصري أشعر بالفخر والولع بالحضارة المصرية القديمة.

 

ذكرت أن الحضارة المصرية القديمة هي الحضارة الوحيدة في التاريخ وكل حضارات العالم انبثقت منها.. فكيف ذلك؟

 

يرجع الفضل في هذا التعريف لصديقي الدكتور حسام عاكوا، وهو رجل لبناني الجنسية، لكنه مصري الهوية ورئيس مستشفى في عمان، وهو قارئ رهيب للحضارات، وقال لي إن هناك حضارة واحدة في التاريخ، هي الحضارة المصرية، وكل ما يسمونه حضارات بعدها منبثق منها، وما يؤكد هذا الكلام أنه منذ عام تقريبا، عمدة برلين وهي سيدة قالت جملة غريبة: «كيف سيكون شكل العالم اليوم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة؟»، الصين نفسها اعترفت بأن الحضارة المصرية سابقة للحضارة الصينية، وأن الحضارة الصينية أخذت عن الحضارة المصرية، لذا فالحضارة المصرية هي أم حضارات العالم.

 

 



لك عدة مؤلفات عن الحضارة المصرية القديمة منها كتاب «مصر علمت العالم» وكتاب «احنا مين» فماذا تطرح في هذه الكتب عن الحضارة المصرية؟

 

تحدثت في هذه الكتب، عن هوية وجينات وتاريخ ودين المصريين القدماء، فمن ناحية الهوية أثبت أننا مصريون نتحدث العربية ولسنا عربا كما يتوهم البعض، فمثلا الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث الإنجليزية، ولكن لم يطلق عليها الولايات المتحدة الإنجليزية، وأمريكا اللاتينية كلها تتحدث الإسبانية ولم يقل أحد إنهم أسبان، وهناك 28 دولة فرانكوفونية تتحدث الفرنسية، ولم يقولوا عن أنفسهم إنهم فرنسيون.

 

لكن البعض يرى أننا عرب لأن دين الدولة الإسلام؟

 

هناك الكثير من الدول مثل: تركيا وإندونيسيا، وغيرها مسلمون ولا يقولون إنهم عرب، بل لا يتحدثون اللغة العربية، وليس لكون العرب احتلوا مصر 200 عام نصبح عربا، فاليونانيون احتلوا مصر 300 سنة، ولم نصبح يونانيين، والرومان احتلوا مصر 670 عاما، ولم يقل أحد إننا رومان، ثم جاء بعد ذلك الإخشيديون والفاطميون والأيوبيون والمماليك والأتراك العثمانيون والإنجليز والفرنسيون، ولم يقل أحد إننا منهم، فالعرب هم من ولدوا في الجزيرة العربية، وبالتالي من ناحية الهوية أنا مصري يتحدث العربية.

 

هل هناك ما يثبت ذلك علميا؟

 

بالطبع فمن الناحية الجينية، تشير الدراسات إلى أن 97.5% من جينات المصريين، مسلمين ومسيحيين، واحدة، و87،6% من جينات توت عنخ أمون موجودة فينا جميعا كمصريين، فنحن أحفاد هؤلاء العظماء، وهذا يؤكد ما قاله استامب من 90 عاما: «بالرغم من الغزوات الكثيرة التي مرت على مصر فإنه كان تغييرا في الحكام ولم يكن تغييرا في جنسية مصر»، ذلك لأن بحر مصر الجيني الكبير كان يذيب أي جنسيات وافدة، الدكتور طارق طه رئيس قسم البصمة الوراثية والمناعة في القوات المسلحة أثبت أن المصريين جميعا شعب واحد.

 




كيف كانت علاقة المصريين القدماء بالدين؟

 

من الناحية الدينية كان المصريون القدماء يعتنقون الأمونية، وكلمة دين جاءت من "دي"، وهي كلمة مصرية قديمة تعني شعيرة دينية خماسية، والشعيرة الدينية الخماسية في مصر القديمة، كانت تعتمد على التوحيد، التوحيد في الدولة القديمة موجود في بطون الأهرام، مكتوب في بطون الأهرام «واحد أحد ليس له ثاني» باللغة المصرية القديمة، وكلمة وضوء كلمة مصرية قديمة تعني «بيت الوضوء»، وكانت الصلاة والسجود بالجباه، والقرآن الكريم ذكر ذلك، وقال «أولئك الذين يخرون للأذقان سجدا»، وكان المصريون القدماء يصلون في صفوف والإمام كان اسمه الأما، وهناك 16 ألف كلمة مصرية قديمة نستخدمها الآن، وكلمة صوم كانت في مصر القديمة تعني صام وامتنع، وكان القدماء المصريين يستقبلون شهر رمضان كما نستقبله نحن الآن بأغنية «وحوي يا وحوي إياحا»، وهي تعني أهلا أهلا، وكلمة إياحا كانت على اسم زوجة سخن راع التي جيشت الجيوش ليبدأ تحرير مصر من الهكسوس، وما زال الشعب المصري يكرمها حتى الآن لأنه عرف أنها وراء التحرير، وكلمة حج كلمة مصرية قديمة معناها النور أو الضياء، وماعوا كلمة مصرية قديمة ومعناها الزكاة، وجاءت في القرآن الكريم «ويمنعون الماعون»، يعني يمنعون الزكاة، لا يوجد كلمة في الأديان السماوية إلا ويوجد أصل لها في الحضارة المصرية القديمة.

 

ولكن البعض يقول إن المصريين القدماء كانوا يعبدون الأوثان؟

 

الكل ومنهم عباس محمود العقاد وثروت عكاشة أجمعوا على أن مصر عرفت التوحيد، وعرفت الإله الواحد منذ الأسرة الأولى.

 




نعود إلى القدماء المصريين.. نريد أن ما المعلومات المتوفرة عن إخناتون؟

 

إخناتون ينتمي للأسرة 18، وكان يغلّب مذهب الأتونية على مذهب الأمونية، وهو مذهب يعتقد بموجبه أن الله يمكن رؤيته عن طريق قرص الشمس، أما الأمونيون فيعتقدون أن الله لا يمكن رؤيته ولا معرفة اسمه ولكنهم يرمزون له بصفاته العليا، اخناتون شق الصفوف وضيع البلد، لذلك يطلقون عليه الفرعون المارق، حيث ترك طيبة عاصمة الدولة القديمة، وذهب إلى تل العمارنة، ليقيم فيه عاصمته الجديدة.

 

تريد أن تقول أن الأديان لم تقدم جديدا وأن الشعائر الدينية مثل: الصلاة والصوم والحج والزكاة وغيرها كانت موجودة في الدولة المصرية القديمة؟

 

طبعا، فالقرآن الكريم نفسه ذكر ذلك حين قال: «أذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا»، وإدريس هو أودريس وليس كما يقال أزوريس وهو أول رسول، وجاء في القرآن «ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك».

 




إذا قارنا بين وضع المرأة في الحضارة المصرية القديمة ووضعها الآن فماذا نقول؟

 

كان وضع المرأة في الحضارة المصرية القديمة، أفضل بكثير من الآن، ففي مصر القديمة كانت نظرة الرجل للمرأة نظرة نقية جدا، وكان الزواج سهلا جدا، وكان تعدد الزوجات نادرا، والطلاق نادرا، وكان الرجل إذا طلق زوجته دون سبب مستحق يطلقون عليه «الرجل الأحمق»، وأجمل شيء أن القانون كان روعة، ففي كتاب الدكتور محمود السقا «فلسفة وتاريخ القانون المصري القديم»، قال إن هذه الحضارة استمرت آلاف السنين بسبب القانون، واصفا القانون في مقدمة كتابه بأنه كان مثاليا في قواعده، عالميا في مراميه، عادلا في أحكامه، صافيا في مواده، نقيا في مبادئه، وكان الكل أمام القانون سواء، ولم يكن هناك محامون، مصر لم تعرف المحاماة إلا عند دخول الرومان.

 

هل صحيح أن الختان عادة مصرية قديمة؟

 

غير صحيح، إذ ثبت أن الختان عادة إفريقية قديمة، وهيرودوت ذكر ذلك بالتفصيل، وذكر كيف يتم ذلك، لكن هيرودوت ذكر أن مصر كان فيها ختان للذكور، والدليل على ذلك أن 100% من الإثيوبيات المسيحيات ومختونات، و100% من بنات السعودية المسلمات غير مختونات، وبالتالي لا علاقة للختان بالدين، إنما هي عادة أفريقية قديمة.

 

ما الأعياد التي كان يحتفل بها المصريون القدماء؟

 

أعياد العالم جميعا انبثقت عن مصر، فالهلال لما يطلع عيد، والقمر لما يكتمل عيد، ورأس السنة عيد، وشهر الصيام عيد.

 

تقصد كانوا يحتفلون بعيد الفطر مثلنا؟

 

نعم وكان يسمى «شيش لام ربا»، أو عيد السلام الكبير، وكان بعد 30 يوما من الصيام، أي بعد شهر الصيام، وكانوا يصومون من الفجر وحتى غروب الشمس، وكانوا يعتبرونه عيدا عظيما جدا، يحتفلون به يومين، وبينهما ليلة اسمها «ليلة القدر»، تقدر فيها الأرزاق والأجيال والأعمار.

 

تقصد أن ليلة القدر كانت موجودة عند القدماء المصريين؟

 

طبعا ربنا يقول للرسول في القرآن الكريم: «فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر»، يعني ذكرهم باللي حصل قبل كده، وقال: «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم».

 




كيف كانت عقيدة المصريين تجاه الجنة والنار والبعث والحساب؟

 

كانوا يعتقدون في محاكمة الروح عن طريق 42 قاضيا، يمثلون 42 محافظة، وكل قاض يسأل سؤالا لروح المتوفى، عليه أن يجيب بلا عن 42 حاجة سيئة لم يفعلها، وبنعم عن 42 حاجة حلوة هو عملها، وكان هناك شيء اسمه «الاعتراف الإنكاري»، هل سرقت؟ هل قتلت؟  هل كذبت؟ هل اشتهيت زوجة غيرك؟ هل لوثت مياه النيل؟ هل كنت سببا في دموع إنسان؟ هل كنت سببا في شقاء حيوان؟ هل نسيت أن تسقي نباتا؟ هل كنت عينا للأعمى؟ هل كنت يدا للمشلول؟ هل كنت رجلا للكسيح؟ هل كنت أبا لليتيم؟ هل قلبك نقي؟ هل يداك طاهرتان؟ وتحدث عن ذلك عالم مصريات بريطاني فقال: «نحن في حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة المصرية»،

 

إذن فالمصري متدين بطبعه كما يقول العامة؟

 

هذا صحيح فالمصريون القدماء هم أصحاب الدين، لأنه في اعتقادهم أنه بعد الـ84 سؤالا اللي ذكرناهم، يأتي رب المعرفة والميزان، ليزن أعماله، ورب المحاكمة أدوريس، ليكتب اسم المتوفي وتفتح له أبواب يارو وهي الجنة، وعلى التوابيت في المتحف المصري، مرسوم طائر أخضر جميل، ووجهه هو وجه المتوفى، حتى لا تضل الروح، لأن التحنيط يمكن أن يغير الشكل، عندما رأيت ذلك تذكرت الحديث الجميل «أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تصعد بها إلى الجنة».

 

لكن ما تفسيركم للتراجع الحضاري الذي نعيشه الآن رغم هذا التاريخ المشرف الذي تتحدث عنه مقابل أن هناك دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت سيدة العالم وعمرها لا يتعدى 300 عام؟

 

أمريكا قامت على أكتاف خلاصة المهاجرين من كل أنحاء العالم، وأكتاف العلماء المهاجرين من كل أنحاء العالم، وهؤلاء العلماء كانوا يعانون من الاضطهاد الديني والسياسي في بلادهم.

 

تريد أن تقول إن سبب هذا التراجع هو الاحتلال الأجنبي الذي تعرضت له مصر على مدار 2500 عام؟

 

طبعا بالإضافة إلى أشياء أخرى، فالنصف الأول من القرن العشرين، هو الفترة الذهبية لمصر في العصر الحديث، بعد 1967م تم اللعب على وتر الطائفية والمذهبية الدينية في مصر والمنطقة العربية، وتم استخدام الدين من قبل الصهيونية العالمية لتفتيت الدول العربية وتفجيرها من الداخل من خلال استخدام سياسة «فرق تسد»، وتم نشر الوهابية في مصر، واللعب على الكتلة الصلبة بين المسلمين والمسيحيين من أجل تفتيت مصر.