رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

استنفدوا الفرصة الأخيرة!

طارق الشناوي
طارق الشناوي

أظنها الفرصة الأخيرة تلك التى حصل عليها مجددا على ربيع فى مسلسل (أحسن أب)، وكالعادة أضاعها، فهو الأكثر تواجدا بين مجموعة (مسرح مصر)، الذين أطلقهم قبل بضع سنوات أشرف عبدالباقى.. نعم، سيبقى بعضهم فى الميدان، ولكن لن يستطيع أى منهم أن يقفز لمكانة نجم الكوميديا الجماهيرى.

تضاءل حضور المسلسلات الكوميدية هذا العام،(خللى بالك من زيزى) كنموذج أطاح به مع الأسف الاستظراف، وهو قطعًا مسؤولية المخرج، ملحوظة مسلسل (نجيب زاهى زركش) يقف فى منطقة أخرى منفردًا.

كان شهر رمضان قبل عقود لا يخلو بعد الإفطار من هذا الطبق المحبب، نجوم كبار بحجم فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى وسمير غانم ومحمد صبحى وإسعاد يونس ويونس شلبى وغيرهم، كثيرا ما قدموا لنا تلك النفحات الكوميدية التى تدخل القلب، فى السنوات الخيرة حاولوا من خلال نجوم مسرح مصر الدفع بعدد منهم، وتواجد العديد من الأسماء وحصلوا على فرص متتالية، وكان هناك قدر من الترقب لنجم قادم يفك الشفرة الجديدة، إلا أن هذا لم يحدث، أغلبهم أضاعوا الفرص تباعا ولم يعد من الممكن أن تتم مراهنة أخرى عليهم لتحسين المجموع، هم- وبنسبة كبيرة- لعبوا فى مساحة درامية ضيقة وهى (الاسكتش)، قد تصلح وهم يقفون على خشبة المسرح التجارى، ولكنها لا تصمد دراميا، أستثنى مصطفى خاطر ومحمد عبدالرحمن الأكثر إلماما بضرورة التحرر من قيد (الإيفيه)، كل منهما يمتلك بداخله موهبة الممثل.

كان الكاتب الكبير السيد بدير يقول لى حتى (التهريج له أصول)، كان يقصد وقتها - منتصف الثمانينيات - السخرية مما كان يعرف بأفلام (المقاولات)، ولكن ما قدمه هؤلاء فى السنوات الأخيرة لا يستحق حتى مرتبة التهريج، كان لدينا ممثل موهوب وهو الراحل إبراهيم نصر، ورغم أنه كان فى النهاية يقدم مقلبًا فى (الكاميرا الخفية) وارتبط بشخصية زكية زكريا، إلا أنه تعامل مع تلك المواقف بجدية والتزام، ولهذا انتزع الضحكات، كان يتقمص شخصية درامية هو الذى رسم ملامحها ولم يلعب أبدا دور المهرج.

الكوميديا تعتمد على شفرة التواصل الاجتماعى، ومن المؤكد أن الشفرة تغيرت، لم يستطع هذا الجيل اكتشاف (الباسوورد) الجديد.. هذا العام غاب عادل إمام، وكان هو الضحكة الدائمة فى السنوات الأخيرة على شاشة التليفزيون، حتى لو كان لى أو لغيرى العديد من الملاحظات.

فى العام الماضى، كانت هناك لمحة أخرى وهى مسلسل (ب 100 وش) لكاملة أبوذكرى، شاهدنا الكوميديا بعيون كاملة، مخرجة تجيد توجيه الممثلين، وقفت على شاطئ الجدية فى الأداء، واستمر نجاح المسلسل حتى بعد انتهاء شهر رمضان، أصبح هو الأكثر ترديدا فى كثافة المشاهدة.

يظل المبدع الحقيقى يستقبل أكثر مما يرسل، الإنسان بحكم قانون الطبيعة تتناقص قدرته على السمع والرؤية، وتتضاءل فى نفس الوقت لياقته البدنية، على الفنان أن يظل حريصا على إيجاد البديل لدعم قواه الوجدانية للتعامل مع كل جديد، الفنان مهما تقدم به العمر عليه أن يتعلم أن يستقبل كثيرا ويرسل قليلا.

مصر تنتظر نجمًا كوميديًا قادمًا، ليس من بين كل تلك الأسماء التى شاهدناها فى السنوات الأخيرة، بعد أن استنفدوا مرات الرسوب!!.

نقلا عن "المصري اليوم"