أخطر وقائع الوفاة بعد تناول «الإندومي».. وخبيرة تكشف أضرارا خطيرة لـ«الوجبة القاتلة»

أثار وفاة طفلين شقيقين بعد تناولهما وجبة سريعة التحضير بمنزلهما بمحافظه أسوان، جدلًا واسعًا بين الموطنين بينما يجهل الكثير من الأفراد أضرار هذه الوجبات على الصحة خاصة للأطفال والتي تعرضهم إلى مشاكل صحية جسيمة ومضاعفات خطيرة.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع للوجبة سريعة التحضير «الإندومي» في العالم، والإقبال الشديد عليه، إلا أنه ظهر حوله الكثير من الشائعات، ووضعه في دائرة اتهام بأنه تسبب في وفاة العديد من الأطفال، لكن الخبراء والمتخصصين في التغذية العلاجية، رأوا أنه يسبب الكثير من المشاكل والمضاعفات ولا يؤدي للوفاة، وحذروا من تناوله لما له من أضرار جسيمة على الصحة، وما يتسبب فيه من مضاعفات ومشاكل صحية خطيرة خاصة الأطفال.
ويُعد «الإندومي» وجبة سريعة ورخيصة الثمن يتم التوجه إليها من قبل الكبار والصغار على أنها من الوجبات السريعة، ويتم إضافة عدد من التحضيرات والإعدادات لها مثل: (البيض – السجق – الكبدة وغيرها من الأشياء)، ومن ثم يتم تحضير الوجبة في أقل من خمس دقائق، لأنها من الوجبات السريعة الرخيصة في أغلب دول العالم إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هناك العديد من الأضرار على الكبار والصغار والتي يجب على الأمهات أن تحذر وتمنعه نهائيًا.
وفي هذا الصدد، يستعرض «النبأ الوطني» بعض الوقائع لعدد من الأطفال الذين توفوا عقب تناولهما وجبة سريعة في الأونة الأخيرة، كان آخرها ما شهدته قرية «أبو غلاب» التابعة لمركز إدفو شمالي محافظة أسوان، والتي تمثلت في وفاة طفلين شقيقين بعد تناولهما وجبة سريعة، وأثارت تلك الواقعة جدلًا وسعًا على السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية.
وذكرت وزارة الداخلية ي بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه في إطار كشف ملابسات ما تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» متضمناً وفاة طفلين أشقاء بإحدى قرى دائرة مركز شرطة إدفو بمحافظة أسوان، إثر تناولهما إحدى الوجبات سريعة التحضير؛ تبين من خلال الفحص قيام (طفل وطفلة – شقيقين) بشراء وجبة سريعة التحضير من إحدى محلات البقالة بذات القرية وتناولها، وعقب ذلك شعرا بحالة إعياء توجها على إثرها للمستشفى وتم عمل الفحوصات الطبية اللازمة لهما (غسيل معدة) وتقرر خروجهما عقب تحسن حالتيهما، وعقب يومين شعرا بحالة إعياء أخرى وتوجها إلى المستشفى إلا أنهما توفيا حال وصولهما، وقام أهليتهما باستخراج تصريح دفن ودفنهما دون الإبلاغ عن الواقعة، تم تحديد مالك محل البقالة وضبطه.
لم تكن واقعة وفاة شقيقين بأسوان هي الأولى من نوعها، حيث سبقتها واقعة طالبة في الصف الثالث الإعدادي، عندما لفظت أنفاسها الأخيرة، في مستشفى كفر صقر بمحافظة الشرقية، إثر إصابتها بحالة تسمم، بعد تناولها عددًا من أكياس تحتوي على وجبة سريعة التحضير، وتبين أن الطفلة تدعى «نانسى.خ.ع» 13 سنة، وصلت لمستشفى كفر صقر مصابة بحالة تسمم وتعفن فى الأمعاء، وتم تحويلها لمستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق وتبين انفجار أمعائها ولفظت أنفاسها في الحال، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
لم يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد بل شهدت محافظة دمياط وفاة طفل إثر إصابته بحالة تسمم شديد نتيجة تناول وجبة سريعة التحضير، وأكد مستشفى دمياط العام أن الطفل أحمد عبد الكريم فوزي عبد الكريم، 4 سنوات، تأثر بإصابته بحالة تسمم نتيجة تناوله الوجبة السريعة، مشيرة إلى أن الطب الشرعي أثبت إصابة الطفل بمضاعفات أدت إلى الوفاة نتيجة تناول تلك الوجبة.
وأثارت أنباء وفاة الطفل «أحمد» ضجة واسعة عبر صفحات السوشيال ميديا بمحافظة دمياط، مطالبين بشن حملات مكثفة لسحب هذا المنتج الضار من أسواق المحافظة، ومقاطعة تلك المنتجات وتوعية أولياء الأمور لمنع أبنائهم الإقبال على شراء هذا المنتج.
ويرى الخبراء والمتخصصين أن هناك العديد من الأضرار المتواجدة في الإندومي، حيث تحتوي على مادة (البروبيلين غليكول) والتي له أثر سلبي على الكبد والكلى فهي تحفظ بالرطوبة وبالتالي تتسبب في تعرض الجسم لأضرار جسيمة، حيث أنه يساعد على زيادة الوزن، فتناول وجبة منه يساعد على زيادة الوزن ما يقرب من 70 جرام وتحتوي على ما يعادل من 350 سعر حراري ومنها 139 دهون وتسبب التعرض للتشنجات والسرطانات الدماغية.
ويتسبب الملح والتوابل المميزة بالنكهات المتواجدة في الإندومي في التعرض للرعشة والتشنجات العصبية والزهايمر والإفراط في تناول الإندومي يساعد على رفع الكوليسترول في الدم ومرض السكر وظهور العديد من الأمراض على الجسم، والنشويات والدهون المتواجدة في الإندومي تحتوي على دهن الخنزير الذي يعد مُحرم في الاستخدام.
وأصدر المعهد القومي للتغذية، في وقت سابق بيانًا، ذكر فيه أن «الإندومي» من الأطعمة الجاهزة عالية المحتوى من النشويات، والتي يؤدي تناول الأطفال والشباب لها إلى زيادة الوزن والسمنة وما يترتب عليها من أمراض مزمنة مثل السكر والضغط والقلب، كما أن تناول الأطفال للإندومي كوجبة يقلل من تناولهم للأغذية المفيدة التي يحتاجونها مثل الخضار، والفاكهة ومنتجات الألبان.
وأضاف البيان أنه فيما يخص تسبب الإندومي في ضمور الأعصاب بسبب مادة الصوديوم أحادي الجلوتامات، والتي تستخدم لإضافة النكهة في العديد من الأطعمة المصنعة، فهناك ما يسمى بالاستخدام الآمن لها، ولا يوجد دراسات أثبتت أنها تسبب ضمور الأعصاب في الأطفال.
من ناحيتها تقول الدكتورة هالة عسكر، استشاري تغذية علاجية، إن الإندومي هو وجبة سريعة التحضير تم تصنيعه في اليابان وهي أول دولة تقوم بتصنيعه على مستوى العالم، وانتشر بعدها في أندونسيا، ثم زاد انتشاره إلى أن وصل كل أنحاء العالم، ومكوناته عبارة عن: (دقيق القمح، وزيت النخيل، وسكر، وجلوتومات الصوديوم)، مؤكدة أن (جلوتومات الصوديوم) وهي ضمن مكونات هذه الوجبة هي مادة صناعية يقع عليها جدل واسع، وهي مادة موجودة في أغلب الأغذيه السريعة.
وأضافت استشاري التغذية العلاجية في تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن الإندومي يُعد ضمن الأغذية سريعة التحضير، معتبره أنه يوجد به كل عيوب الوجبات السريعة لأنه أسوءها علي الإطلاق، لأن تركيبة المكون منها هي السر لأنها تُسبب «الإدمان»، مؤكدة أن انتشاره وتناوله بشكل شره يجعل المخ هو الذي يطلب أكل هذه الوجبة.
وأشارت «عسكر» إلى أن تناول المنتجات التي تحتوي على المواد الحافظة ومكسبات الطعم، ومادة جلوتومات الصوديوم الموجودون في المعلبات والأغذية المحفوظة، بشكل مستمر، وبكميات كبيرة، تُسبب مشاكل صحية ومضاعفات خطيرة منها: (وأوجاع بالمعدة، وحساسية، وعدم التركيز، والتشتت، وعدم اعتدال المزاج)، بالإضافة إلي كميه الصوديوم الموجودة بكثرة في الوجبة سريعة التحضير «الإندومي».
واستطردت قائلة: «إنه بالرغم من انتشار الإندومي الواسع في العالم والإقبال الشديد عليه إلا أن ظهرت حوله الكثير من الشائعات، ولكي نحسم الموقف، تعتبر وجبة الإندومي فقيرة في محتواها الغذائي، ولا ينفع الاعتماد عليها كوجبات اساسية، مؤكدة أن هذا الأمر يصل إلى جميع المقرمشات المنكهة مثل الشيبسي الذي يحتوي أيضًا على مركبات متشابهة وهي تُعد من نفس العائلة».
وتُكمل: «ويمكن استبدال الإندومي والمقرمشات بأكل مُعد ومُجهز بالمنزل، وطرق تحضيره سهل وبسيط، وموجود على الإنترنت يسهل الوصول إليها، فالأمر يحتاج إلى بعض الوقت والجهد، وأن تتحمل الأمهات بعض المجهودات في المطبخ لتجهيز أكل صحي لأبنائها؛ هذا أفضل من تعريض الأطفال لمشاكل صحية ومضاعفات؛ ومن ثم تعاني معهم عدة شهور بالمستشفيات».
وأوضحت استشاري التغذية العلاجية أنه دائمًا ما يتم البحث عن الأكل الصحي لكن بدون مجهود، مؤكدة أنه بدون بحث وطلب معرفة الوزن المناسب والصحة الجيدة، هذا يعتبر معادلة مستحيلة، فالأكل الصحي يحتاج إعدادا ووقتا وبعض الجهد، الأمر يستحق جهدًا من الأمهات في الغالب، معتبرة أن من إيجابيات أزمة كورونا أن العالم اتجه للبحث والرجوع إلى الأكل الصحي.
ونوهت «عسكر» أن الإندومي يسبب مشاكل كثيرة ومضاعفات خطيرة لكن لا يوجد دراسة علمية تثبت أنها تؤدي للوفاة خاصة أنه منتشر في كل أنحاء العالم، متابعة: «أنا عن نفسي لم أتناوله ولا أفكر في تناوله لأنن ضد تناوله لما يسببه من مشاكل صحية ومضاعفات»، محذرة من تناوله خاصة الأطفال، لافتة إلى أن حالات الوفاة التي نتجت عن التسمم عقب تناوله، قد يكون له عوامل أخرى ليس نتيجة أكل الإندومي ولكن من الممكن أن يكون أسباب أخرى، متعلقة بالنظام والسلوك الغذائي وسلامة الأغذية، أو سوء التخزين أو منتج قديم، وذلك وارد أن يحدث في كل الأكلات والمنتجات.
ونصحت استشاري التغذية العلاجية، الأمهات بعدم الاعتماد على تلك الوجبات سريعة التحضير من بينها الإندومي، مؤكدة أن تلك الوجبات لا تصلح لـ«إفطار رمضان»، ولا تصلح أيضا لوقت الامتحانات مطالبة بـ«الامتناع عن تناولها، وعدم الاعتماد عليها في أي وقت» مختتمة حديثها بأن «كلمة السر في أكل البيت».