رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

5 أسباب تهدر جهود الدولة لنزع فتيل قنبلة الزيادة السكانية

زيادة سكانية
زيادة سكانية


تعد أزمة الزيادة السكانية من أهم المشكلات التي تؤرق الحكومة في مصر، فلا يكاد يتردد الحديث عن التنمية ومعوقاتها إلا ويتم إدراج هذه التحدي رغم كل الجهود التي تبذلها الدولة لوضع حد له.

وخلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد من المشروعات التابعة لقطاع الصحة، بمحافظة الإسماعيلية، تحدث عن مدى خطورة الزيادة السكانية، وتأثيرها على عدم شعور المواطنين بالتنمية.

وأشار الرئيس إلى أن مصر بحاجة إلى التراجع بمعدلات المواليد إلى 450 ألف مولود فقط سنويا، في حين أن الدولة تستقبل سنويا نحو مليوني مولود يتكلفون 54 مليار جنيه كل عام، بحسب الإحصاءات الرسمية.

الرئيس السيسي، سبق وتحدث في هذا الموضوع، خلال افتتاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكي، حيث كان لتلك الأزمة نصيب من تصريحاته وقتها أيضا، حين قال: "أخبار تحديد النسل إيه؟ أطالبكم وتطالبوني ولا تعملوا إللي أنتم عايزينه، وتقولوا خلاص، زي مابتقولوا أخبار التعليم إيه.. إحنا بنمشي في كل القطاعات منقدرش نسيب قطاع".

وعلى مدار الفترة الماضية، شهدت مصر إطلاق الكثير من البرامج، والمبادرات التى تستهدف علاج الإشكالية، من خلال تطوير الوعي المجتمعي بأبعاد الأزمة وتوفير الوسائل لتحقيق الأهداف، لعل أبرزها.

2 كفاية

في سبتمبر من عام 2018، أطلقت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، الحملة الإعلامية التمهيدية لمشروع "2 كفاية" للتوعية بالقضية السكانية، حيث تعد المبادرة إحدى البرامج المكملة لـ "تكافل وكرامة"، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف خفض معدل النمو السكاني، واستهدفت مليونا و3 آلاف و836 سيدة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا.

"طفلين وبس"
تحت شعار "تنمية مصر طفلين وبس"، في أول مارس من عام 2018، أطلقت وزارة الصحة مبادرة للحد من ظاهرة الزيادة السكانية، التي تتكون من فريق كبير من الوزارة داخل عربات بها عيادات متنقلة لتقديم خدمات تنظيم الأسرة بالمجان بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمجلس القومي للمرأة وهيئة محو الأمية وتعليم الكبار لمدة أسبوع داخل كل محافظة.

أنت الأهم
حملة "أنت الأهم" مبادرة تنفذها مؤسسة مصر للتنمية والسلامة، يتم من خلالها توجيه عدة قوافل طبية للقرى الفقيرة، للتوعية بظاهرة الزيادة السكانية.

2017 عام للمشورة
استهدفت مبادرة (2017 عام للمشورة)، دعم وتحسين خدمات مشورة تنظيم الأسرة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف فقد تمت ترجمة وطباعة 6000 نسخة من دليل المشورة لرفع كفاءة مقدمي خدمات تنظيم الأسرة أثناء تقديم المشورة والمعلومات لمنتفعات تنظيم الأسرة.

مبادرة الوسام
في عام 2018، أطلقت وزارة الصحة، "مبادرة الوسام"، كشعار لبرنامج موسع لتحسين جودة الخدمات المقدمة في عيادات تنظيم الأسرة، على أن يتم تنفيذها في جميع المحافظات على عدة مراحل؛ بهدف تشجيع مقدمي خدمات تنظيم الأسرة المتميزين على تقديم خدمات ذات جودة طبقا للمعايير القياسية العالمية، وتشجيع الأسر المصرية على تبني مفهوم حق الاختيار، ومسؤولية القرار في التخطيط لبناء الأسرة النموذجية، وجذب منتفعات تنظيم الأسرة إلى عيادات "الوسام" المتميزة.

الاستراتيجية القومية لضبط النمو السكاني
في أواخر العام الماضي، أعلن مجلس الوزراء عن مراجعة التصور النهائي للاستراتيجية القومية لضبط النمو السكاني (2021 – 2023).

وتعتمد الاستراتيجية على ضبط النمو السكاني من أجل الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، وذلك من خلال خفض معدل الإنجاب ليصل إلى (2.4) طفل لكل سيدة بحلول عام (2030) مع تحسين الخصائص السكانية.

حلوة الذرية.. بس مسئولية
أطلق اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، حملة للتوعية بمخاطر الزيادة السكانية وأهمية تنظيم الأسرة تحت شعار "حلوة الذرية.. بس مسئولية"، وتستمر لمدة شهر في الفترة من 15 فبراير الجاري، وحتى 15 مارس المقبل.

البداية قديمة

وفي هذا السياق، قال الدكتور عمرو حسن، المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، إن أول مواجهة حقيقية من الدولة للمشكلة السكانية بدأت عام ١٩٦٥ في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، بإنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، والذي أعيد تشكيله في عهد الرئيس محمد أنور السادات عام 1972.

وأضاف حسن، لـ "النبأ": كان عبدالناصر يرى أن الحل الحقيقي في زيادة الإنتاج عن طريق استصلاح الأراضي والتصنيع بالإضافة إلى التعليم الذي كان يراه هو أهم عنصر فالمتعلم ينظم حياته على أساس موارده وغير المتعلم فيترك المسائل للمصادفات.

وتابع: "عندما اجتمعت السياسة السكانية المنضبطة مع الإطار المؤسسي القوي (المجلس القومي للسكان برئاسة رئيس الجمهورية) مع الإرادة السياسة وتوفير التمويل اللازم من خلال المانحين والموازنة العامة، كانت النتائج المتحققة خلال الفترة (1986 -1996) قوية على صعيد المؤشرات الإنجابية والصحية".

وأوضح أنه بمجرد انتقال تبعية المجلس القومي للسكان إلى وزير الصحة والسكان في عام 2002، بدأ يتباطأ الإنجاز المتحقق في جميع المؤشرات السكانية بشكل ملحوظ، ومع تراجع تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عام 2010 بدأ التحسن يتوقف تمامًا في جميع المؤشرات ذات الصلة بالصحة الإنجابية.

وحول مسببات المشكلة وتحدياتها، فندها على النحو التالي:
عدم فاعلية الإطار المؤسسي الحالي للمجلس القومي للسكان والذي لم ينعقد منذ 27 يناير 2019.

عدم انتظام خدمات تنظيم الأسرة في أماكن كثيرة بصعيد مصر ووجود عدد كبير من المناطق المحرومة من الخدمة لبعدها أو لعدم وجود أطباء بها، ويبلغ عدد المناطق المحرومة من الخدمة ما يقرب من (3183) منطقة وهناك تقريبا 1250 وحدة صحية لا يوجد بها طبيب، كما أن هناك أطباء يغطون من 2 إلى 3 وحدات صحية أسبوعيا نظرا للعجز الشديد.

تراجع دور الكيانات السياسية والحزبية في دعم القضية السكانية

عدم توافر البيانات المحدثة والمؤشرات الضرورية لمتابعة تحقيق أهداف الإستراتيجية القومية للسكان والتنمية وعدم وجود برنامج تقييم ومتابعة للاستراتيجية.

تراجع دور الإعلام في توعية المصريين بأهمية تنظيم الأسرة والآثار السلبية لكثرة الإنجاب.

مشكلة مزمنة

من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن مشكلة تنظيم الأسرة ممتدة منذ سنوات طويلة دون نتيجة، وجزء منها مرتبط بالوعي وهذا الوعي له جزء ثقافي وآخر ديني.

وأضاف الإدريسي، لـ "النبأ": في ناس معندهاش فكرة بكيفية تنظيم الأسرة وجزء آخر مرتبط بالوعي الديني، وفي ناس لحد دلوقتي بتقول تنظيم الأسرة حلال ولا حرام وهذا الجزء لابد من حله وتوضيحه من قبل القيادات الدينية للمسلمين والمسيحيين.

وأوضح: "الأمر الآخر هو وسائل تنظيم الأسرة وارتفاع تكلفتها ومدى فاعليتها وتوافرها للمواطنين، وحدثت الكثر من الحالات التي لجأت لوسائل منع حمل وحدث حمل بالفعل، ووزارة الصحة تحاول تعميم الفكرة لكن محتاجين بذل مزيد من الجهد في هذا الأمر".