رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كروان».. صانع السعادة وسفير النوايا الحسنة لأطفال مرضى السرطان وأطفال بلا مأوى (صور)

النبأ


كروان».. صانع السعادة وسفير النوايا الحسنة لأطفال مرضى السرطان وأطفال بلا مأوى 

« فيلوباتير» أكثر طفل أثر فيه.. أنا اللى غسلته وكفنته


سيارة «صاحب السعادة» محتاجة تمويل.. وحلمى الشخصى "التمثيل"


كروان مستشفى ٥٧٣٥٧.. إذا كنت ممن أتيحت لهم زيارة مستشفى الأطفال لعلاج السرطان فمن المؤكد أنك رأيته في أحد أرجاء المستشفى ينشر البهجة بين المرضى.. قد تظنه في البداية مجرد "مهرج" لكن دوره في الحقيقة لا يقل أهمية عن دور أي طبيب معالج، فإن كان الأخير يشخص الحالة المرضية للطفل ويصف له العلاج فإن "كروان" سيساعده ليتحمل آلام جرعة الكيماوي والانتظار في غرف العناية المركزة والاستعداد للدخول إلى العمليات بطاقة إيجابية عالية.. اسمه الحقيقي "مفيد عيسى" فنان تعبيري حاصل على ماجستير التربية وتعديل السلوك وطرق التعليم الحديثة وأيضا سفير نوايا حسنة لأطفال السرطان وأطفال الشوارع على مستوى ١٢٢ دولة، بدأ عمله كمتطوع منذ ٢١ عامًا، أحب زيارة الأطفال المرضى في كل مكان ثم قرر أن يساند أطفال مرضى السرطان على وجه الخصوص نظرًا لأنهم يواجهون عدوا شرسًا ويحتاجون إلى دعم قوي لمحاربته فاختار مستشفى "٥٧٣٥٧" لأنه الوحيد الذي يوجد به قسم العلاج بالفن.

سبب تسميته بكروان

اعتاد "كروان" السفر دائمًا إلى السفاري الصحراوية، وفي مرة سافر إلى جبل نمرة بالبحر الأحمر، وسمع صوت طائر الكروان، والذي استمر في سماعه لمدة سنتين على التوالي، وحتى بعد عودته إلى القاهرة، ولأنه يحب صوت الكروان ويشعر بالسعادة وقت سماعه، توجه إلى طريق العمل التطوعي، واختار اسم كروان ظنًا منه أنها رسالة ستبعث السعادة في قلوب أطفال مصر.


العلاج بالفن

وعن أهمية العلاج بالفن يقول "كروان"، إن الفن سمو للروح وإنه يستخدم كل أنواع الفنون كالرسم، والألوان، والموسيقى، والرقص، والشعر، وغيرها لتحسين الحالة النفسية وتغيير مزاج الأطفال للأفضل وإعطائهم أمل في الحياة، موضحًا أن الفن يعد مدخلًا لمعرفة المشاكل التي يعاني منها الأطفال ولا يستطيعون التعبير عنها وبالتالي يتم التعامل معها وعلاجها بشكل أفضل.

أما عن سبب اختياره لشخصية "المهرج".. أوضح "كروان" أنه اتخذ هذه الشخصية كمدخل لتعديل سلوك الأطفال، مؤكدا أن هناك فرقًا كبيرا بين "مهرج السرك" والمهرج التربوي، وهي نفس الشخصية التي استخدمها الطبيب الأمريكي " باتش آدمز" وهو أول طبيب استخدم العلاج بالفن وكانت نتائجه رائعة جدا، مشيرًا إلى أنه حصد نفس النتائج منذ استخدام هذه الطريقة في العلاج مع الأطفال.


التنمر

ورغم تخصصه في مساعدة المرضى وخاصة الأطفال، إلا أن "كروان" لم يسلم من التنمر عليه منذ بداية عمله وحتى الآن سواء في المستشفى أو في الشارع وحتى في الملاجئ ودار المسنين، لافتًا إلى أن التنمر موجود في كل مكان وبكل الطرق وخاصة في الشعب العربي والمصري الذي يتنمر على كل شيء.

ولفت "كروان"، إلى أنه تعرض للتنمر بسبب شخصية "المهرج والألوان"، وأنه يحاول بقدر الإمكان التحدث مع الناس في الأماكن التي يذهب إليها ونشر ثقافة تقبل الآخر بكل ما فيه وبكل أشكاله، وأن هدفه هو تعديل السلوك وعدم التنمر في الشارع المصري.

وأضاف أنه نجح في التغلب على التنمر عليه بحرفية، موضحًا أن وظيفته هي تعديل السلوك وهذا يتطلب منه أن يكون شخصا صبورا جدا ويمتلك قدرة عالية جدا في تعديل السلوك ومواجهة المشاكل بعقلانية.


مواقف مؤثرة

بحكم عمله مع أطفال مرضى السرطان.. يقول "كروان" إن من أصعب المواقف التي تمر عليه هو أن ينتصر السرطان على طفل بعد أن عاش معه طوال رحلة علاجه بالمستشفى، وأن أكثر مريض ترك أثرًا كبيرًا فيه كان طفلا يدعى "فيلوباتير"، موضحا أنه كان مصاحبا لهذا الولد منذ دخوله المستشفى وأن الطفل ارتبط به جدًا لدرجة أنه كان يسمع كلامه في كل ما يطلبه منه، حتى توفاه الله في رمضان ٢٠١٧ قبل أن يكمل عامه السابع، إذ فوجئ "كروان" باتصال الساعة ٤ ونصف فجرًا، وكان متواجدا في المستشفى حينئذ، يخبره بأن الطفل توفى وأن والدته تريد رؤيته ضروري، وعندما ذهب إليها قالت له: "ابني دخل المستشفى واستمر فيها عشانك فأنت اللي هتكمل معاه لحد ما يخرج من المستشفى ويوصل لمكانه الأخير"، مشيرا إلى أنه هو من غسل الطفل وكفنه وحمله حتى وصل لمثواه الأخير.

وأكد "كروان" أنه بفضل الله سبحانه وتعالى ومع مرور الوقت نجح في تدريب نفسه على التخلص من ألم الفراق بعد مشوار طويل جدا في خدمة المرضى، كما أنه يساعد الأطفال على التخلص من نفس الألم واستكمال معركتهم ضد عدوهم في حال انتصار المرض على صديق لهم وذلك من خلال فترة علاج نفسية مكثفة حتى يستطيعوا التأقلم مع الدنيا ويتقبلوا هذه الفكرة.

سيارة "صاحب السعادة"


وأوضح " كروان" أن لديه حلم من ١٦ عامًا وهو عبارة عن مشروع أطلق عليه "حياة أفضل" يستخدم من خلاله "سيارة السعادة" وهي سيارة ذات تصميم مبهج مهمتها أن تجوب الشوارع لنشر البهجة والسعادة والتوعية، بالإضافة إلى إنقاذ أطفال الشوارع وإبلاغ الجهات المسئولة عنهم والتضامن مع ظروفهم وحمايتهم من التشرد واحتوائهم؛ لتطبيق فكرة تعديل السلوك ومعالجتهم من الأذى الذي لحق بهم.

وعن سبب عدم تنفيذ حلمه على أرض الواقع، قال "كروان"، لـ"النبأ"، إنه كان يملك ثمن السيارة ولكنه أنفق ثمنها لمعالجة والده قبل أن يتوفاه الله، وأنه يتمنى أن يتبرع أحد رجال الأعمال بهذه السيارة كعمل تطوعي وخيري لتنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أن هذا المشروع لو تم تنفيذه في وقتها كان عمم على كل محافظات الجمهورية، وكان سيساهم بشكل إيجابي في جائحة كورونا.


أحلام شخصية

قال مفيد عيسى، إن لديه ٣ أمنيات على المستوى الشخصي يتمنى تحقيقهم، الأولى أن يرى أطفال مصر كلهم بلا فقر بلا جهل بلا مرض وخاصة السرطان، الثانية هي تنفيذ مشروع "سيارة السعادة"، والثالثة هي "التمثيل"، موضحا أنه يحب التمثيل جدا ولديه حضور بسيط وموهبة يمكن تنميتها.


أحلام "كروان"

أما فيما يخص شخصية كروان، أوضح أنه يتمنى عمل برنامج تلفزيوني للأطفال على مستوى عال جدًا يعمل على تعديل السلوك يفيد كل أطفال مصر وكل أسرة مصرية.


الأطفال في حياة "مفيد"

يصف "كروان" علاقته بالأطفال بأنهم أطيب قلب في حياته وأنه ينسى همومه وأحزانه بمجرد أن يرتدي زي "المهرج" ويبدأ التهامل معهم، حتى أن أحد الأطفال طلب منه ذات مرة أن يشاهد الصور الموجودة على هاتفه فوجدها كلها للأطفال فسأله: "مفيش صور مع أصحابك" ليجاوبه قائلًا: "الأطفال هم أصحابي".