رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر التحركات الأوروبية لحظر الإخوان المسلمين قبل 20 يناير المقبل

بايدن وشعار الإخوان
بايدن وشعار الإخوان المسلمين

«أديب»: أوروبا بدأت تشعر بالخطر الشديد بعد سلسلة من العمليات الإرهابية

«فهمى»: ولاية جو بايدن هى الأفضل بالنسبة إلى التنظيم ولن يعادى «الجماعة»

«صبح»: الرئيس الأمريكى الجديد سيسعى إلى إخراجهم من السجون وتخفيف الضغط عليهم

تشهد الساحة الدولية تخوفاتٍ من قيام الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، بإعادة الإخوان للسلطة والمشهد السياسي في مصر والعالم العربي كما حدث مع سلفه باراك أوباما، لذلك – وكما يقول بعض الخبراء- هناك مساعٍ من بعض الدول الأوربية لحظر الإخوان ووضعها على قوائم الإرهاب قبل 20 يناير 2021، وهو موعد استلام الرئيس الأمريكي المنتخب «جو بايدن» الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.

فبعد فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، أصدرت جماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية بيانا، ثمنت فيه العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن انتصار بايدن هو "الفوز الذي يبرهن على أن الشعب الأمريكي ما زال قادرا على فرض إرادته".

وتمنت الجماعة لبايدن والشعب الأمريكي وشعوب العالم أجمع "دوام العيش الكريم في ظل مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

هذا البيان يؤكد رهان الجماعة الإرهابية على «جو بايدن» من أجل إعادتها للمشهد السياسي في مصر والدول العربية، فوفقا لما نشره مركز «ذا جلوبال مسلم براذرهود ديلي ووتش»، المتخصص بمراقبة نشاط الجمعيات الإسلامية المتشددة، فإنّ «أكبر نجاح حققته جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا في مساعيها لإضفاء الشرعية على وجودها هو كلمة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن أمام المؤتمر السنوي الـ57 للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية «إسنا»، أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست قبل عقود في الولايات المتحدة.

ومنذ بداية الانتخابات الأمريكية، لم يخف الإخوان انحيازهم لبايدن وقدموه فى صورة نصير الإسلام والمسلمين، وأنه يستشهد بالأحاديث النبوية، ومعارض شرس للإسلاموفوبيا، كما تولّت جمعيات أمريكية، مثل "إسنا" و"كير"، محسوبة على الإخوان المسلمين أو قريبة منهم، بالترويج لانتخابه بين المسلمين على نطاق واسع، وشاركوا فى حملته الانتخابية على مستويات الولايات وعلى المستوى الوطني.

ووعد «بايدن» بأن إدارته المحتملة ستعين «أمريكيين مسلمين» في عدد من المناصب على مستويات مختلفة، وهو ما علق عليه المركز بأنّ "تسامح الإدارة الأمريكية في حال فوز بايدن مع أنشطة الإخوان سيفتح الباب أمام الاستقطاب الدعوي الإخواني للجالية وتكوين جمعيات شبابية وطلابية، ما يوفر أرضية خصبة للتشدد الفكري وإعادة الحرب على الإرهاب إلى نقطة الصفر".

ويرى مراقبون أنّ فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ربما يفتح الباب أمام ممارسة ضغوط للحد من قدرة الأنظمة على استهداف الجماعات المتأسلمة وفي مقدمتها الإخوان.

يقول منير أديب، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن أوروبا بدأت تشعر بالخطر الشديد، بعد سلسلة من العمليات الإرهابية، والبداية لم تكن من ذبح المدرس الفرنسي، ولكنها بدأت منذ عام 2015 ومستمرة حتى الآن، وربما عملية فيينا ليست ببعيدة، ولذلك اتخذت النمسا إجراءات أكثر صرامة مع المتطرفين، وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية.

وأضاف "أديب" أن أوروبا أيضا بدأت في التعامل ليس فقط مع التنظيمات المتطرفة ولكن مع الدول التي تدعمها وتمولها.

وأكد الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أن بريطانيا لن تأخذ نفس المواقف التي اتخذتها دول مثل النمسا وغيرها، ولكن كانت ومازالت تدعم جماعات العنف والتطرف، وفي الماضي خرج المتطرفون الإرهابيون المحكوم عليهم بالإعدام، واستضافتهم بريطانيا، حتى أنهم كانوا يمثلون خطرا على أمن أوروبا، وبعضهم رفع علم الخلافة على أحد الشقق السكنية في أوروبا.

وأشار "أديب" إلى أن بريطانيا من الدول التي تورطت في دعم الإرهاب وتورطت في نشأة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين المتطرف، وهي الآن في حالة صحوة، وبدأت تشعر بهذا الخطر، وبدأت المراكز البحثية تقول إن هؤلاء المتطرفين خطر، وقد تأخذ قرارات ضد هذه التنظيمات والدول الداعمة لها، ولكن هذا الأمر مشكوك فيه، لأن بريطانيا ساهمت في نشأة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

من جهته، توقع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية طارق فهمي، أن يعيد بايدن النظر في التعامل مع جماعات الإسلام السياسي"، مستدلًا بتجربة المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، التي وصفها بأنها "ليست جيدة"، فيما يتعلق بدعم جماعة الإخوان.

ويرى فهمي، أنّ نموذج بايدن "سيكون أكثر تباينًا عن ترامب في التعامل مع ملف الجماعات المتأسلمة"، مرجحًا أن "يفتح ملف الجماعة من منظور مصلحي وليس إيديولوجيًا". 

ويتابع: "ولاية جو بايدن هي الأفضل بالنسبة إلى التنظيم، لاعتبارات أهمها أنه لن يعادي الجماعة أو يُقدم على حظرها، وذلك وفقًا لتراكمات منذ هيلاري كلينتون".

يقول الشيخ أحمد صبح، زعيم المنشقين عن الجماعة الإسلامية، إن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية، لكن الحرب ليست ضد الأخوان ولكنها ضد الإسلام، مؤكدا أن هناك حربا مدبرة ومقننة ضد الإسلام في الغرب، وهناك خوف من انتشار الإسلام في أوربا، مشيرا إلى أن كل الأديان فيها متطرفون وإرهابيون، كما أن الإرهاب بدأ منذ أن قتل هابيل قابيل ولن ينتهي إلى يوم القيامة، مستبعدا أن تؤدي الحملة الحالية على الإخوان المسلمين في الغرب إلى استئصالهم من أوروبا. 

وأكد أن الإخوان المسلمين لن يعودوا إلى الحكم في الوقت الحالي أو في القريب العاجل، لكن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن سوف يسعى إلى إخراجهم من السجون وتخفيف الضغط عليهم، متوقعا أن يكون مستقبل الإخوان في عهد بايدن فاتحا وليس مظلما كما كان في عهد ترامب، لافتا إلى أن جماعة الإخوان مصنوعة في بريطانيا وتحالفت مع الملك من أجل إسقاط الحكومة الوطنية في عهد سعد زغلول، كما أنها جماعة ميكافيلية تستخدم قاعدة «الغاية تبرر الوسيلة»، وهي لا تعترف بالدولة الوطنية، مؤكدا على أن الإخوان والجماعات الإسلامية هي سبب تأخير وجود الديمقراطية في الشرق الأوسط.

ويقول الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، إن الحزب الديمقراطي الأمريكي يتبنى ما يسمي في مصر بالطابور الخامس المتمثل في الجمعيات الأهلية وحقوق الإنسان والإخوان، مشيرا إلى أن الجميع يعلم علاقة باراك أوباما وهيلاري كلينتون بالإخوان والضغط الذي تمت ممارسته على المشير محمد حسين طنطاوي من أجل إنجاح الإخوان في الانتخابات، وتبرع أوباما بـ50 مليون دولار لحملة محمد مرسي في الإعادة مع أحمد شفيق، كل ذلك معروف ومسجل، وهم يفعلون ذلك ليس حبا في الإسلام ولكن من أجل استخدام الإخوان في تنفيذ مخططاتهم في منطقة الشرق الأوسط. 

وأشار إلى أن هناك عضوا في الكونجرس الأمريكي عامل كتاب بعنوان: «البترول والجغرافيا السياسية»، يذكر فيه أن الإخوان جماعة ماسونية تستخدمها أمريكا لتحقيق أهدافها في منطقة الشرق الأوسط، والكل يعرف الدور الذي يقوم به الإخوان في سوريا وليبيا مع حكومة الوفاق، مشيرا إلى أن كل الأدوار التي يقوم بها الإخوان في الشرق الأوسط تخدم السياسة الأمريكية القائمة على تفتيت وتمزيق العالم العربي وهذا يصب في صالح المشروع الصهيوني، لافتا إلى أن تدمير العراق وسوريا وليبيا ومصر يصب في مصلحة المشروع الصهيوني القائم على تجفيف المنطقة ونهب ثرواتها وإبقائها منطقة ولادة للحروب بحيث يتم استنزاف ثروات المنطقة ويتم توقيف عجلة التنمية في هذه المنطقة، لافتا إلى أن عمالة الإخوان المسلمين للمخابرات البريطانية والأمريكية قديمة، مشيرا إلى أن محاولة اغتيال الرئيس السابق جمال عبد الناصر كانت باتفاق بين سعيد رمضان والرئيس الأمريكي ايزنهاور، منوها أن الإخوان يعولون على بايدن لحل مشاكلهم، مستبعدا أن تغامر الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقتها مع حلفائها في الشرق الأوسط كالسعودية ومصر، ولكنها ستحاول الحصول على بعض المكاسب للإخوان مثل الإفراج عن المعتقلين ووقف أحكام الإعدام، وأن ما يحدث للإخوان في الغرب هو بسبب أن هذه الدول استفاقت وبدأت في تحجيم الجماعات الراديكالية سواء من الإخوان أو غيرهم، وأن الإخوان يسيطرون على كل الجمعيات الخيرية والمراكز الإسلامية في الغرب وهي الفرخة التي تبيض لهم ذهبا، متوقعا أن يتم تحجيم نشاط الإخوان في أوربا الفترة القادمة قبل أن يصبحوا خارج السيطرة.