رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أحمد مراد لم يطبع كتبًا مع إسرائيل ولم يغازل السلطة.. رئيس تحرير «عالم الكتاب» يرد على أزمة غلاف المجلة

غلاف المجلة
غلاف المجلة

تسبب غلاف مجلة «عالم الكتاب» التي يرأس تحريرها الدكتور زين عبد الهادي، وتصدر عن هيئة الكتاب، في إثارة الجدل بالوسط الثقافي؛ بسبب صورة الكاتب الشهير أحمد مراد، والتي احتلت المساحة الكاملة للغلاف.

 

وتُعيد هذه الضجة الخلاف الدائم حول كتابات «مراد»، والتي يراها مثقفون وكُتّاب أنّها ليست «أدبًا»، فضلًا عن الاتهامات التي توجه إلى هذا الكاتب الشهير، بالسرقة والنحت من أفلام أجنبية، وأنّ كتاباته يقبل عليها فئة محددة من القراء، ولا تدخل فى نطاق الإبداع الحقيقي، وهي الأسباب التي كانت وراء هذا الغضب من تصدر «مراد» لغلاف مجلة تصدرها جهة حكومية.

 

وأصدر الدكتور زين عبد الهادي، رئيس تحرير «عالم الكتاب»، وأستاذ علم المكتبات في جامعة حلوان، بيانًا ردًا على أزمة غلاف «عالم الكتاب» بسبب صورة الكاتب أحمد مراد.

 

وجاء في نص البيان: «مجلة عالم  الكتاب، مجلة تتحدث عن صناعة الكتاب، وليست معنية بالأدب لا من بعيد أو من قريب، وإذا كانت قد سارت  في طريق الأدب أحيانا فهذا خطأ في استراتيجية المجلة، ولا يمكن الاستمرار فيه، ويبدو أن صورة أحمد مراد قد أثارت حساسية البعض واعترافهم بالهزيمة أمام كاتب وزع مليون نسخة، من رواية واحدة، هذا الكاتب له وجه واحد، وإذا نجح كاتب واحد في بيع مليون نسخة فما السر وراء الهجوم عليه سوى فشلهم الذريع».

 

وتابع: «أنا لا أفهم الحقيقة سر هذا الهجوم سوى أنه غيرة من النجاح، لم يصل لها كاتب مصري من قبل، ولم يدعى أحمد مراد يوما أنه أعظم كاتب في التاريخ، إنه إنسان متواضع للغاية يعرف ماذا يفعل ويخطط لنجاحه جيدا،  فهل الهجوم هو هجوم على الملايين التي قرأت مراد ونوع الثقافة التي يقوم بتصديرها للقراء العرب، أم الهجوم بسبب فشلهم في صناعة كاتب يحصد الجوائز ويبيع مليون نسخة ويحافظ على الثقافة المصرية، أم أنهم لا يريدون الخروج من عباءة الأفكار البالية».

 

واستكمل: «أحمد مراد وريث نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، اللذان نجحا مع آخرين في عودة القارئ المصري إلى القراءة، أحمد مراد ظاهرة في صناعة الكتاب وجزء منها، أليس هذا حقيقيا، إذا ما هذا الانزعاج الشديد الذي أراه، إلا إذا كانوا ينظرون لأنفسهم في مرآة المجلة، بأنهم لم يستطيعوا بناء مساحة لما يكتبون في شارع النشر، وهو ما يجعلنا نتساءل عن الهدف من هذه الحملة التى تؤكد أن جزءًا من الثقافة في مصر ليست بخير، وأن فشل بعض المثقفين في القضايا الكبرى يحتاج لمراجعة نقدية، وأن بعضهم مازال يعيش في العصر الحجري وأن أحمد مراد مرة أخرى كسب الجولة دون أن يحرك ساكنا».

 

وأردف: «لا أعتقد أنه يمكن تبرئة بعض المثقفين من هذه الحملة التى تدل على طريقة تفكير بعضهم وهم ليسوا بالقلة، فهل طبع أحمد مراد مع إسرائيل مثل البعض، وهل غازل أحمد مراد السلطة مثل البعض، وهل أحمد مراد يوزع ٥ نسخ فقط من كل عمل له على أصدقائه مثل البعض، وهل قال أحمد مراد عن نفسه إنه أعظم روائي مثل البعض، وهل قال بأنه مجدد الرواية وهل وهل وهل ؟ هذا ليس دفاعا عن مراد، لأنه لا يحتاج لمن يدافع عنه».

 

وقال أيضًا: «ياسادة فرقوا بين مجلة متخصصة في الأدب ومجلة متخصصة في صناعة الكتاب، كم مجلة لدينا في العالم العربي متخصصة في صناعة الكتاب، تقريبا لا يوجد، ويبدو البعض متحفزا للغاية لنجاح مجلة عالم الكتاب في أعدادها الأخيرة، إلى حد توزيعها على نطاق واسع في العالم، ومع ذلك فنحن نعمل بجدية على مؤشرات الثقافة، ووضع أحمد مراد على الغلاف لا علاقة له بأهمية أحمد مراد الأدبية من  عدمها على الرغم من ترشيحه للبوكر ووصوله للقائمة القصيرة لها مؤخرا، بل لأن أحمد مراد يلعب دورا كبيرا في صناعة الكتاب وصناعة الثقافة، في الاقتصاد الثقافى، وفي الفكر أيضا، أحمد مراد ظاهرة لا يمكن تجاهلها وهو لم يظهر فجأة، بل له أباء في هذا الاتجاه، أما أن يرسل أحدهم بأنه يعتذر عن نشر مقاله في المجلة فهذا شأنه، ومن الجيد إثارة الحركة في البركة الآسنة أحيانا، ليعود الجميع لصوابهم».

 

واستكمل: «أنا لا أريد أن أكشف عن أساطين مصرية في الثقافة والأدب والكتابة بشكل عام سنتناولها في الأعداد القادمة، كما لا أريد أن أكشف عن كامل الغلاف وعنوانه، لأن الحكم على جزء من الصورة يؤكد على طريقة تفكيرنا في الثقافة، وبأن من يحكم ومن يتكلم ومن يهاجم لا يرى جيدا ما نفعله في إطار الصورة الكلية، وحصر نفسه وبنى مواقفه على صورة غلاف غير مكتملة».


وختم: «كما أن ذلك يؤكد أيضا أننا لا نفكر  بشكل صحيح وأن التشويه طال كل شيء، ومع ذلك وبكل صدر رحب نقول شكرا جزيلا لأنكم تحاولون المساعدة بالتجديف في الاتجاه الآخر».