رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قبل انطلاقه.. «3» أزمات تهدد العام الدراسي الجديد فى ظل كارثة كورونا

طارق شوقي
طارق شوقي

التكدس داخل الفصل ومشاكل الصيانة والنظافة وعدم المعرفة الطلاب بإجراءات التعقيم والوقاية

ماجدة نصر: الكثافات الطلابية أساس الأزمة.. وهناك حل وحيد

محمد نجم: الحديث عن العام الجديد سابق لأوانه.. وهناك صعوبة فى حماية الطلاب

يهتم أولياء الأمور بمصير العام الدراسي المقبل في ظل أزمة كورونا، خاصة مع الانتشار السريع للوباء بمصر، الأمر الذي يصعب قدرة الدولة على حماية التلاميذ من الوباء، بالمدارس التى تشهد حالة من التكدس الكبير داخل الفصول.

وطالب عدد من أولياء الأمور وزير التربية والتعليم طارق شوقي، بوقف أو تأجيل الدراسة، حتى يتم حل أزمة كورونا، وهو ما تم رفضه من الحكومة.

وشددت وزارة التربية والتعليم، على أنه لا توجد أي نية لتأجيل العام الدراسي الجديد (2020- 2021)، مُؤكدة اتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة بالتعاون مع الجهات المعنية للوقاية من فيروس كورونا المستجد؛ للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب وكل العاملين. 

واعتبر أولياء الأمور إصرار الحكومة على بدء الدراسة في ظل الأزمة الحالية، كارثة وتجاهلا لصحة الطلاب، مشيرين إلى أنهم سيمنعون أطفالهم من الذهاب للمدارس.

من ناحيته، أعلن طارق شوقي، عددًا من المقترحات التي يتم دراستها خلال العام الدراسي الجديد في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا.

وأوضح «شوقي» أن أبرز هذه المقترحات أن يكون الأسبوع الدراسي لمدة يومين فقط يمتد حتى الساعة الخامسة مساء والاستعانة بالتعليم "أون لاين" خلال باقي أيام الأسبوع.

وقال «شوقي» خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب- إن هذا النظام سيكون تطبيقه صعبا على المرحلة الابتدائية خصوصا أن هذا السن يحتاج إلى تواصل مباشر بين الطالب والمدرس، ولكن تطبيقه على المرحلة الإعدادية سيكون سهلا.

وأثار هذا المقترح جدلا كبيرا، إذ اعتبر البعض أنه لن بحل الأزمة، وأنه سيؤدى إلى بقاء الطالب مدة أطول داخل المدرسة وهو ما يُزيد فرص العدوى، فيما أشار آخرون إلى أنه سيساعد في تقليل الكثافات داخل الفصول.

وفي هذا السياق، قالت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن التعامل مع الأزمة الحالية يتطلب وجود قرارات وقتية، يتم تنفيذها بحسب تطورات الأوضاع بشأن كورونا، خاصة إنه لا يمكن التنبؤ بموعد انتهائها، والظروف التى تمر بها.

وأضافت «نصر» في تصريح خاص لـ"النبأ" أنه ما تتم مناقشته في الوقت الحالي هو مقترحات استباقية، مشيرة إلى أن مقترح قصر الدراسة على يومين فقط وتمديدها ل٥مساء غير ملائم لأنه يعطى فرصة لتواجد الطلاب بالفصول فترة طويلة، مما يعطى فرصة للعدوى ومن ثم انتشاره، خاصة إنه لم يتم التقدم بأي مقترحات حول التكدس داخل الفصول، وتوفير المسافات الآمنة.

وتابعت أن الأهم هو دراسة كيفية التعامل مع الكثافات في المدارس، ووضع حلول لها، خاصة أن بعض المدارس في الجيزة يصل بها عدد الطلاب إلى 80 تلميذًا، وهو يصعب التفكير في العودة للمدارس حتى إذا تم تقليل العدد لـ40 طالبا بالفصل الواحد، لاسيما في ظل مشاكل الصيانة الموجودة وعدم توفر البيئة النظيفة.

وواصلت: الأفضل في هذه الأزمة عدم الحضور في المدارس، وإدخال التعليم الإلكتروني بشكل إلزامي ليصبح جزءًا أساسيًا من طرق التعلم، بالإضافة إلى زيادة تدريب المعلمين والطلاب.

بدوره، أشار محمد نجم، الأمين العام لائتلاف تمرد معلمي مصر، إلى أن الحديث عن الدراسة في العام الجديد سابق لأوانه، في ظل الغموض الذي يسيطر على المشهد الحالي بمصر.

وأضاف «نجم» في تصريح خاص لـ"النبأ" أن مقترح قصر الدراسة على يومين جيد وسيقلل الكثافة داخل الفصول، منتقدا رفض أولياء الأمور لبقاء الطلاب مدة طويلة بالمدرسة، قائلا: المدارس اليابانية التى يدفع مصاريفها أموالا طائلة يقضى تلاميذها نفس الفترة.

وواصل: هناك عدد من المقترحات للائتلاف منها تقسيم الأسبوع بين الطلبة والطلبات، على أن يحضر كل منهما 3 أيام بالأسبوع، كما حدث عند انتشار أنفلونزا الخنازير.

وتابع: بخلاف كل الحلول والمقترحات السابقة فإن الحل الأسلم، هو الاعتماد الكلي على آلية التعليم عن بعد، وعدم حضور الطلاب للمدارس إلا للضرورة القصوى، خاصة في ظل صعوبة حماية الطلاب من العدوى لعدم معرفتهم الكاملة بطرق التعقيم والوقاية.

من ناحيته، نشر طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، مقترحا لشكل العام الدراسى الجديد فى ظل الإجراءات الوقائية لفيروس كورونا المستجد، موضحا أنه من الحلول المقترحة للإجراءات الوقائية من خطر فيروس كورونا فى العام الدراسى الجديد لا بد وأن تكون بشكل لا مركزي حسب ظروف كل محافظة، ويقوم المحافظ المختص بإجراء مسح شامل وجمع بيانات دقيقة عن أعداد الفصول والطلاب بمحافظته وتحديد مناطق الكثافة الطلابية العالية، بحيث يكون إجراءات الحل وفق لكل إدارة تعليمية، وهنا يقوم بتقسيم اليوم الدراسي إلى فترتين الفترة الأولى تبدأ من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا (جميع المدارس الابتدائية والإعدادية تستقبل طلاب المرحلة الابتدائية + ( KG2+ KG1 )..

وتابع نور الدين: أما الفترة الثانية تبدأ من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الساعة الخامسة (جميع المدارس الإبتدائية والإعدادية تستقبل طلاب المرحلة الإعدادية بنين وبنات)، أما فيما يخص الثانوى العام فقط فجميع مدارس الثانوى العام تستقبل طالبات الثانوية العامة (بنات) فى الفترة الصباحية، أما الفترة المسائية -تبدأ من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الساعة الخامسة نفس مدارس الثانوي العام تستقبل طلبة الثانوية العامة بنين، علما بأن عدد الطلاب فى حجرة الدراسة حسب المقترح سيكون حوالي 15 طالبا، على الأكثر داخل الفصل ونستطيع جعل المسافة متر مربع بين كل طالب وآخر مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية.

وأوضح طارق نور الدين: هذا المقترح من المؤكد أنه سيقابله تحديات من أبرزها عدم توافر معلمين بشكل يكفى لتغطية المرحلتين، خاصة فى ظل زيادة عدد الفصول كثافة الطلاب، وهنا نستطيع التغلب عليها من خلال إعادة التوزيع العادل للمعلمين بالمحافظة، مع التأكد من استكمال نصاب كل المعلمين بالإضافة إلى تفعيل قرار (الأجر مقابل العمل)، وهنا يستطيع المعلم أن يأخذ ضعف نصابه مقابل تحرير عائد مادى له عن كل حصة تزيد على نصابه، ويعتبر أيضا وسيلة جديدة لزيادة دخل المعلمين، بالإضافة إلى تطبيق الخدمة العامة في مجال التعليم وتشغيل التربية العملية بالتنسيق مع كليات التربية مع التعاقدات الجديدة التي تجريها الوزارة الآن.

وأكد معاون وزير التربية والتعليم الأسبق: أما الحلول الاستراتيجية طويلة ومتوسطة الأجل فتكون بزيادة ودعم ميزانية الوزارة، خاصة بند الأبنية التعليمية وإزالة كل المدارس ذات الطابقين والطابق الواحد لإنشاء مدارس متعددة الطوابق، ذات تصميمات تتسع لعدد أكبر من الطوابق والفصول والتوسع الراسي في المباني بعد التأكد فنيا من قدرة المبنى، خاصة في المناطق التى يصعب فيها إيجاد أرضى شاغرة لبناء مدارس جديدة.

وتابع: هناك أيضا المجمعات التعليمية الحالية التى بها مدرسة أو أكثر من كل مرحلة وبها فناء لكل مدرسة، يمكن فى هذه الحالة أن يكون لكل مدرستين فناء مشترك مع تبادل وقت الفسحة بين المدرستين، ونقوم بإنشاء أجنحة جديدة في هذه الفراغات وبناء مدارس فى الظهير الصحراوي في المناطق القريبة من العمران خارج المدن، مع تيسير مواصلات مجانية أو مدعمة إليها.