رئيس التحرير
خالد مهران

جمعة الفاخري: الصراع بين الجيش الليبى والعصابات الإرهابية والإخوان اشتعل بانضمام المستعمر التركي (حوار)

جمعة الفاخري
جمعة الفاخري

الحكومة اتخذت التدابير الوقائيَّة والاحترازيَّة اللازمة للحدِّ من انتشار الفيرس

لحربَ غولٌ شرسٌ تمتدُّ أياديهِ لكلِّ جميلِ فتنتزعه

الخراب طال كثيرًا منَ الآثارِ والمباني التاريخيَّة وتعرَّضت كثيرٌ من نفائسنا الأثريَّة للسَّرقَةِ

أكد جمعة الفاخري، رئيس الهيئة العامَّة للإعلام والثقافة والمجتمع والمدني بالحكومة الليبيَّة، في حواره لـ«النبأ»، أن الوضع الليبي مشتعل نتيجة الصراع بين الجيش الليبي، وبينَ العصاباتِ الإرهابيَّةِ والجماعات الإجراميَّة لينضم إليهم المستعمرُ التركيُّ، موضحًا أن التَّدخُّلِ التركيِّ في ليبيا ينطلق من أهدافٍ استعماريَّةٍ.. وإلى نص الحوار: 

صف لنا الوضع في ليبيا حاليًّا هل مازال هناك تواجد إرهابي؟ 

الحال في ليبيا كما هو واضحٌ للجميع، صراعٌ بينَ الجيشِ الليبيِّ، المفوَّضِ من قبلِ مجلسِ النُّوَّاب، وبينَ العصاباتِ الإرهابيَّةِ والجماعات الإجراميَّة المؤدلجة، والمرتزقة، ثمَّ انضمَّ لهذه الزمرة المارقة المستعمرُ التركيُّ، الطامعُ في إعادة أمجاد الإمبراطوريَّة العثمانيَّة على أرضِ ليبيا، لاستعباد أهلها ونهب ثرواتها، لكن هيهات 

حدِّثنا عنِ التَّدخُّلِ التركيِّ في ليبيا وتأثيره وحقيقة الصراع الحالي على أرض ليبيا

التَّدخُّلِ التركيِّ في ليبيا ينطلق من أهدافٍ استعماريَّةٍ تعشِّش في مخيِّلة التركيِّ الغادرِ الذي جاء بحلم إعادة أمجاد إمبراطوريَّته البائدة، إمبراطوريَّة الرجلِ المريضِ، ذاك الاستعمار العفن البغيض الذي جثم على صدور الأمَّة العربيَّة قرابة 800 عام من الفقر والإذلال والعسف والجور والتخلُّفِ.. وفرض عليهم الجهل والمرض والإتاوات والميري.

وللأسف هذه المحاولة البائسة للعودة لذاك العهد الغابر الكريه تمَّت بمساعدة عملاء الأتراك في ليبيا، والمتاجرين بالوطن، وموزِّعي صكوك الوطنيَّة، والمقامرين بشرف ليبيا، والمرابحين بكلِّ القيمِ والأخلاقِ من أجل إرضاء سيِّدهم التركي الحالم بتتريك ليبيا، ثم تونس ومصر، ورعته ( اللاوفاق العميلة ) المرتمية في حضن الإخوان، والقطريِّين والأتراك. 

ما تأثير الأوضاع الأمنية على الوضع في الشارع الليبي حاليًّا؟

بلا شكَّ إنَّ الحربَ تسبِّب إرباكًا في مفاصل الحياة جميعها، وتساهم في زعزعة الأمن وانتشار الفوضى والانفلات الأمنيِّ، لكنَّ المناطق المحرَّرة كالشرق الليبيِّ، (برقة)، والجنوب (فزَّان)، والوسط، وبعض مدن الغرب الليبي التابعة للحكومة الليبيَّة، هي مناطق آمنةٌ، مستقرَّةٌ، تسيرَ فيها الحياة بشكلٍ اعتياديٍّ. 

أما المناطق التي هي خارج سيطرة الجيش الليبي، وتخضع لسلطة المليشيات ففيها يعاني المواطنون الويل جرَّاء الخروقات الأمنيَّة اليوميَّة من خطفٍ وقتلٍ وسرقةٍ وحرابةٍ ونهبٍ واعتداءٍ على الأموالِ والبشرِ، والأملاكِ العامَّةِ والخاصَّةِ. 

كيف أثَّرت الثورة الليبيَّة وما أعقبها من أحداث على الهويَّة الليبيَّة؟

لا شكَّ أن غيابَ الأمنِ على كثيرٍ منَ المناطقِ الحدوديَّة، في دولةٍ متراميةِ الأطرافِ، شبهِ قارَّةٍ، وانعدام المراقبة الدَّقيقة للحدود مع دول الجوار بشكلٍ  صارمٍ، واستمرار تدفُّق أعدادٍ كبيرةٍ من المتسلِّلين، من دولِ الجوارِ، وعمليَّات تهريب البشر المستمرَّة، وأنشطة الهجرة غير الشرعيَّة التي لم تتوقَّف، جعلت محاولاتِ تجنيسِ كثيرٍ منَ الغرباءِ، ومحاولة إقحامهم ضمن النسيجِ الاجتماعيِّ الليبيِّ، أثَّرت سلبًا- على الهويَّة الليبيَّة، ودقَّت جرس إنذار بخطورةِ ما يجري من أعمالٍ منافيةٍ للقانون، وإلى أنَّ أعداءً كثيرين يستغلون الاحتراب الطويل، وغطاء الحرب للعبثِ بكلِّ ما هو جميلٌ في هذا البلد، وأخطرها العبثُ بالهويَّة الليبيَّة. 

ما الإجراءات التي اتخذتها الوزارة للحفاظ على التراث الليبي والثقافة الليبية.؟

الحكومة الليبيَّة بكلِّ مؤسَّساتها، لا تدَّخر جهدًا في الحفاظ على كلِّ ثرواتِ ليبيا الماديَّةِ والمعنويَّةِ، لكنَّ الحربَ غولٌ شرسٌ تمتدُّ أياديهِ لكلِّ جميلِ فتنتزعه.. فقد طال الخراب كثيرًا منَ الآثارِ والمباني التاريخيَّة، وتعرَّضت كثيرٌ من نفائسنا الأثريَّة للسَّرقَةِ، وهُرِّبت خارجَ البلادِ..

وهناك مبادراتٌ موفَّقةٌ على الصعيدِ الفرديِّ والمؤسَّسي لإعادة هذه المسروقات إلى المتاحف الليبيَّة، ومصلحة الآثار لديها خططها وبرامجها في هذه الصَّددِ.

ما الخطط التي تنفذ للحفاظ على الهوية الليبية؟

الهويَّة الليبيَّة أمامَ محكٍّ صعبٍ، فالظروف القاهرة التي أنتجتها الحرب جعلت كثيرين من ضعاف النفوس يعملون على تزوير الهويَّة الليبيَّة، والعمل على منح أرقامٍ وطنيَّةٍ لمللٍ ونحلٍ من غيرِ اللِّيبيِّين وفقَ نيَّاتٍ مختلفةٍ، إِمَّا بقصدِ الاتِّجارِ والربحِ الماديِّ فحسبُ، وإِمَّا بقصدِ التغييرِ الديموغرافيِّ بزيادةِ أعدادِ بعضِ المكوِّناتِ الاجتماعيَّةِ التي تمثِّلُ قلَّةً قليلةً في البلادِ، أو بإدخالِ المرتزقة بهدف إعانة الجماعات الإرهابيَّة في الحربِ، مقابل مبالغ ماديَّة ومنحهم وثائق ثبوتيَّةً ليبيَّةً مزوَّرةً، لكنَّ الليبيِّينَ الأصلاءَ، والحريصينَ على الهويَّةِ الليبيَّة بصفائها ونقائها، متنبِّهونَ لهذه الأعمال الدَّنيئة، ويقظونَ لخطورة هذا الأعمال الشَّنيعة على الهويَّة الليبيَّة.

والحكومة الليبيَّة تحرص على بقاء الهوية الليبيَّة في أنصع صورها، وتتخذ لأجلِ ذلك كلِّ الإجراءات اللازمة لمنع العبث بها، ومحاولات التزوير والتجنيس والتدليس.

 ما المعوِّقات التي تواجهكم في تنفيذ خططكم؟

الحرب، وعدم الاستقرار، والتشرذم الذي أكل الجسد الجغرافي لليبيا، وقطَّع أواصر الاتصال بين أهلها، فضلًا عن قلَّةِ الإمكاناتِ المادِّيَّةِ، ودمار أغلب المباني، وتفكُّك الدولة في كل مفاصلها الحيويَّة، هذه كلُّها عوائقُ تحولُ دونَ قيامِ دولةٍ بمسمَّاها الحقيقيِّ، ومن ثمَّ قيام المؤسَّسات بدورها، ومنها الهيئة العامَّة للإعلام والثقافة والمجتمع والمدني بالحكومة الليبيَّة. التي ينبغي أن تعمل على تأصيل الثقافة، وترسيخ القيم، وتثبيت المبادئ، وإعادة صياغة الوجدان الليبيِّ على أسسٍ من المحبَّة والوئام، وتأثيثه بثقافة الصفح والعفو والتصالح، وزرعه مجدَّدًا بثقافةِ الحبِّ والأملِ، ونسيان فظاعات الحروبِ، وتجاوز جرائر التعادي والتباغض والاحتراب، وقبول الآخر، الأخِ والصديقِ، والقريبِ، الإنسانِ الذي يساكننا الوطنَ، ويقاسمنا العيشَ فوقَ أرضهِ، وتحتَ سمائِهِ.

وماذا عن أزمة كورونا وتواجدها في ليبيا؟

من فضل اللهَّ أنَّ هذه الجائحة الخطيرة لم تنتشر عندنا بنفس السرعة والخطورة التي انتشرت بها في بلدانٍ أخرى، وقد اتخذت الحكومة الليبيَّة التدابير الوقائيَّة والاحترازيَّة اللازمة للحدِّ من انتشار المرض، وللوقاية منه.. والحمد لله نجحت الحكومة بالتعاون معَ القيادة العامَّة للجيش الليبيِّ، وبعض المؤسَّسات التطوَّعيَّة كالحركة الكشفيَّة والهلال الأحمر العربيِّ الليبيِّ، في التعامل مع الأزمة باحترافيَّةٍ عاليةٍ على رغم من شحِّ الإمكانات وضعف البنيَّة الصحيَّة في ليبيا، ونقص خبرة الكوادر الطِّبِّيَّةِ في التعامل مع مثل هذه الأزمات والكوارث.

 ولم لا توجد بيانات وإحصائيات خاصة بالكورونا.؟

 لا.. هناكَ بياناتٌ خاصَّة بالمرض، فالمركز الوطنى لمكافحة الأمراض بليبيا لديه إحصائيَّاتٌ كاملةٌ حولَ المرضِ، ويمكنك الاطِّلاعُ على آخر الأرقام والإحصائيات من خلال صفحة المركز الوطني على الفيس بوك، وستجدين ما تطلبينه حول حالات فيروس كورونا المستجد.. كما أنَّ هناك إيجازًا علميًّا يوميًّا يُنقلُ كلَّ يومٍ عبرَ الأقنيةِ المرئيَّةِ، تُذكرُ فيها تفاصيلُ وإحصائيَّاتٌ كثيرةٌ عنِ المرضِ، وحالاتُ الإصابةِ به، والشِّفاءُ منه، والتذكيرُ المستمرُّ بالتدابيرِ الوقائيَّةِ اللازمِ اتِّباعًهَا وقايةً منَ المرضِ. مصحوبٌ بإيجازٍ أمنيٍّ آخرَ يوضِّحُ الخططَ الأمنيَّةَ، ويبرزُ القراراتِ والتعليماتِ الصَّادرةَ عن وزارةِ الدَّاخليَّةِ، وخططَ الحكومةِ الليبيَّةِ في مواجهةِ فيروس كوفيد 19، وقد نجحت الحكومة الليبيَّة نجاحًا كبيرًا في منع انتشار المرضِ