رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر صعوبة الوصول للقاح كامل ضد فيروس كورونا

النبأ

لماذا قد يكون من الصعب الوصول للقاح كامل ضد فيروس كورونا؟ سؤال يشغل بال الكثير من المواطنين وسط خروج تصريحات من المسئولين بمنظمة الصحة العالمية عن وجود تجارب لنحو 100 لقاح حول العالم، ففى الوقت الذى أكد فيه وزير الصحة البريطانى «مات هانكوك» أن بلاده تنفق كل ما فى وسعها لتطوير اللقاح، تقوم جامعة أكسفورد الآن بتوظيف 10000 متطوع للمرحلة التالية من أبحاثها.

ووفقا لتقرير طبي صادر عن منظمة الصحة العالمية فإن اللقاحات بسيطة من حيث المبدأ ولكنها معقدة في الممارسة، فاللقاح المثالى يحمى من العدوى بالفيروس، ويمنع انتشاره، ويضمن الأمان لمتلقيه من أى مضاعفات، ولهذا فإن عملية إنتاج لقاح ليست بالأمر السهل، كما تظهر الجداول الزمنية للقاحات.

وأوضح التقرير أنّ مصدر القلق الرئيسي هو أن الفيروسات التاجية لا تميل إلى إثارة مناعة طويلة الأمد، فحوالي ربع حالات نزلات البرد الشائعة تحدث بسبب فيروسات التاجية البشرية، ولكن الاستجابة المناعية تتلاشى بسرعة كبيرة بحيث يمكن أن يصاب الناس مرة أخرى فى العام المقبل.

قام باحثون في جامعة أكسفورد مؤخرًا بتحليل الدم من مرضى Covid-19 المستعادة ووجدوا أن مستويات الأجسام المضادة IgG - تلك المسئولة عن مناعة طويلة الأمد - ارتفعت بشكل حاد في الشهر الأول من الإصابة ولكن بعد ذلك بدأت في الانخفاض مرة أخرى.

يقول ستانلي بيرلمان، الباحث المخضرم في فيروسات التاجية بجامعة آيوا: "هذا هو التحدي بشكل خاص.. إذا كانت العدوى الطبيعية لا تمنحك الكثير من المناعة إلا عندما تكون عدوى شديدة، فماذا يفعل اللقاح؟ يمكن أن يكون أفضل، لكننا لا نعرف إذا كان اللقاح يحمي فقط لمدة عام، فسيظل الفيروس معنا لبعض الوقت".

الاستقرار الجيني للفيروس مهم أيضًا، وتتحول بعض الفيروسات مثل الإنفلونزا بسرعة كبيرة بحيث يضطر مطورو اللقاحات إلى إطلاق تركيبات جديدة كل عام، فالتطور السريع لفيروس نقص المناعة البشرية هو سبب رئيسي لعدم وجود لقاح للمرض.

في الاندفاع لتطوير لقاح - هناك الآن أكثر من 100 قيد التطوير - يجب أن تظل السلامة أولوية، لأنه على عكس الأدوية التجريبية للمصابين بأمراض خطيرة، سيتم إعطاء اللقاح لمليارات الأشخاص الأصحاء بشكل عام.

وهذا يعني أنه سيتعين على العلماء التحقق بعناية شديدة من علامات الآثار الجانبية الخطيرة، وأثناء البحث عن لقاح Sars في عام 2004 وجد العلماء أن أحد المرشحين تسبب في التهاب الكبد. وهناك مصدر قلق آخر خطير هو "التعزيز الناتج عن الأجسام المضادة"، حيث الأجسام المضادة التي ينتجها اللقاح تجعل العدوى في المستقبل أسوأ. تسبب التأثير في تلف رئوي خطير في الحيوانات بسبب اللقاحات التجريبية لكل من سارس وميرس.

ولم يمنع لقاح آخر من جامعة أكسفورد القرود من الإصابة بالفيروس، ولكن يبدو أنه يمنع الالتهاب الرئوي، وهو سبب رئيسي للوفاة في مرضى فيروس التاجية. وإذا كان رد فعل البشر بنفس الطريقة، فسيظل الأشخاص الذين تم تطعيمهم ينشرون الفيروس، ولكن من غير المرجح أن يموتوا منه.

وتحدد جودة عمل اللقاح كيفية استخدامه، بمعنى أنه قد يكون سلاحا فعالا للغاية يحمى من المرض لمدة خمس سنوات، أو قد يساعد فقط فى تقليل انتشار العدوى، حيث ينقل مرضى الفيروس التاجي الفيروس إلى ثلاثة آخرين في المتوسط، ولكن إذا كان اثنان أو أكثر لديهم مناعة فإن التفشي سيختفي، وهذا هو أفضل سيناريو.

ورجح التقرير أنّ التجارب الحالية ستنتهي بعدد من اللقاحات التي ستكون فعالة جزئيًا فقط، يمكن أن تكون اللقاحات التي تحتوي على سلالات ضعيفة من الفيروسات خطرة على كبار السن، ولكن قد تُعطى للأشخاص الأصغر سنًا الذين لديهم أجهزة مناعة أكثر قوة لتقليل انتشار العدوى.

وعن سر تأخير خروج لقاح لكورونا، يقول الدكتور أسامة السيد، أستاذ المناعة، إن الأمر يستغرق بعض الوقت لفهم التحديات الخاصة التي يطرحها كل لقاح، والصعوبات المحددة التي تواجه العلماء أنه ليس لديهم خبرة في التعامل مع هذا الفيروس أو مكوناتة وسط عدم ثبات بشأنه،فقد ثبت أن فيروس الصين من النوعية 'A" في حين أنه تحول في أوروبا، وأصبح أكثر «فتكًا».

وأوضح «السيد» أنّ اللقاح "غير مضمون بأي حال من الأحوال"، ومدى تأثيره 100% على الفيروس، فحتى الآن الدراسات تشير إلى أن اللقاح سينهي على 60% فقط من المرض، حيث سيقلل نسبة تأثيره على الجسم وليس الشفاء التام، كما هو الحال في مصل الأنفلونزا.

وأضاف أنه في جميع الاحتمالات لن يكون لقاح الفيروس التاجي فعالًا بنسبة 100٪، من الناحية المثالية، سيولد اللقاح مستويات عالية ومستمرة من الأجسام المضادة للقضاء على الفيروس وأيضًا الخلايا التائية "T" المسئولة عن تدمير الخلايا المصابة، لكن كل لقاح مختلف واليوم لا أحد يعرف أي نوع من الاستجابة المناعية جيدة بما فيه الكفاية.

في السياق ذاته أوضح الدكتور إبراهيم فؤاد أستاذ الأمراض المتوطنة أنّ المشكلة أنّ اللقاح يمنح حماية لمدة عام واحد فقط في حالة تحول كورونا إلى مرض دائم، لذلك سيظل من الصعب التغلب على الفيروس بلقاح يستمر لسنوات؛ لأن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا يمكن أن ينشروه دون علم.

وأوضح أنّ التعايش مع المرض لا سبيل غيره أمام العالم حاليا ففي ظل تخبط العلماء في إنتاج لقاح له، وذلك من خلال الحفاظ على غسل اليدين، والإبعاد الجسدي وتجنب التجمعات، خاصة في الأماكن المغلقة، ويضيف أن الأدوية المعاد استخدامها هي أسرع في اختبارها من اللقاحات، لذلك قد يكون لدينا علاج مضاد للفيروسات أو جسم مضاد يعمل قبل توافر اللقاح، والعلاج الفوري عند ظهور الأعراض يمكن أن يقلل على الأقل من معدل الوفيات.

وعن إمكانية مصر في التوصل للقاح فعال، قال إنّ مصر ليس لديها الإمكانات المعملية لإنتاج المصل على الرغم من وجود عقول مصرية متخصصة، ولكن مصر تحلل الأمصال واللقاحات التي يتم دراستها في دول العالم مثل دواء أفيجان اليابانى، ولن لن نقوم باكتشاف لقاح مصري منفرد.