رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أغرب الحكايات والمواقف عن «3» من مشاهير «الأولياء والمشايخ»

النبأ

على الرغم من المشهد الكوميدي للفنان عادل إمام في فيلم «أمير الظلام» الخاص بظهوره عاريًا في الاحتفالات بـ«مولد العريان»، إلا أن هذا المشهد اقترب من حقيقة حدثت بالفعل في الزمان الماضي؛ فقد كان هناك من يصعد المنبر ليخطب في الجموع وهو «عاري» تمامًا كما ولدته أمه، ولم يلقَ استهجان المصلين آنذاك، بل التفوا حوله ووصفوه بأنه «صاحب كرامات».


وجاء فى كتاب «الطبقات الكبرى» للشعراني: «كان إبراهيم العريان رضي الله عنه إذا دخل بلدًا سلم على أهلها كبارًا، وصغارًا بأسمائهم حتى كأنه تربى بينهم، وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عريانًا فيقول: السلطان، ودمياط باب اللوق بين القصرين، وجامع طيلون الحمد الله رب العالمين فيحصل للناس بسط عظيم، وكان رضي الله عنه إذا صحا يتكلم بكلام حلو حتى يكاد الإنسان لا يفارقه، طلع لنا مرارًا عديدة في الزاوية وسلم علي باسمي، واسم أبي، وأمي ثم قال: للذي بجنبه أيش اسم هذا، وكان يخرج الريح بحضرة الأكابر ثم يقول: هذه ضرطة فلان، ويحلف على ذلك».


لم يكن ظهور إبراهيم العريان «ملطًا» للعامة فقط ولكنه كان يخرج الريح ويتهم الآخرين بفعلها، مجرد أفعال «شاذة» على المجتمع بل كرامات يراها «الشعراني» ترتقي بصاحبها وترفعه درجاتٍ ليصبح من أولياء الله وليس إبراهيم العريان فحسب بل هناك آخرون.


ومنهم أبو محمد عبد الرحيم المغربي القناوي، فقد حكي أنه نزل يومًا فى حلقة الشيخ، شبح من الجو لا يدري الحاضرون ما هو، فأطرق الشيخ ساعة ثم ارتفع الشبح إلى السماء فسألوه عنه فقال: هذا ملك، وقعت منه هفوة فسقط علينا يستشفع بنا فقبل الله شفاعتنا فيه فارتفع، وكان الشيخ إذا شاوره إنسان في شيء يقول: أمهلني حتى أستأذن لك فيه جبريل عليه السلام فيمهله ساعة ثم يقول له: افعل أو لا تفعل على حسب ما يقول جبريل.


توفي رضي الله عنه بقنا بصعيد مصر، وقبره مشهور ويزار. 


أيضا منهم الشيخ تاج الدين الذاكر، رضي الله تعالى عنه، وجهه يضيء من نور، وكان يمكث السبعة أيام بوضوء واحد كما أخبرني بذلك خادمه الشيخ عبد الباسط الطحاوي. 


قال: وانتهى أمره أنه كان في آخر عمره يتوضأ كل أحد عشر يومًا وضوءًا واحدًا.


أيضا هناك السيد البدوي الذي ولد بمدينة فاس بالمغرب فقد رأى في منامه ثلاث مرات شخصا يقول له: «قم، واطلب مطلع الشمس فإذا وصلت إلى مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس، وسر إلى طندتا (طنطا) فإنها مقامك أيها الفتى»، فقام من منامه، وشاور أهله وسافر إلى العراق فتلقاه أشياخها منهم سيدي عبد القادر، وسيدي أحمد بن الرفاعي فقالا: يا أحمد مفاتيح العراق، والهند، واليمن، والروم، والمشرق، والمغرب بأيدينا فاختر أي مفتاح شئت منها، فقال لهما سيدي أحمد رضي الله عنه: لا حاجة لي بمفاتيحكما ما آخذ المفتاح إلا من الفتاح.


وتابع: سيدي أحمد رضي الله عنه رأى الهاتف في منامه يقول له: يا أحمد سر إلى طندتا (طنطا) فإنك تقيم فيها، وتربي رجالا، وأبطالا عبد العال، وعبد الوهاب، وعبد المجيد، وعبد المحسن، وعبد الرحمن رضي الله عنهم أجمعين، وكان ذلك في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين، وستمائة فدخل رضي الله عنه مصر ثم قصد طندتا (طنطا) فدخل على الحال مسرعًا دار شخص من مشايخ البلد اسمه ابن شحيط فصعد إلى سطح غرفته وكان طول نهاره وليله قائمًا، شاخصًا ببصره إلى السماء، وقد انقلب سواد عينيه حمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يومًا، وأكثر لا يأكل، ولا يشرب، ولا ينام. 


ويتحدث محمد عثمان البرهاني في كتابهِ: (تبرئة الذمة في نصح الأمة) عن"مناقب السيد البدوي فيقول: إنه دعا الله بثلاثِ دعواتٍ، فأجاب الله دعوتين وأبطل الثالثة؛ دعا الله أن يشفّعهُ في كل من زار قبره، فأجابَ الله ذلك، ودعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره، فأجاب الله ذلك، ودعا الله أن يدخله النار، فرفض الله ذلك.


فسألوا البدوي: لمـاذا رفض الله أن يدخلك النار؟ قال:لأني لو دخلتها فتمرغت فيها تصير حشيشاَ أخضر، وحقٌّ على الله أن لا يعذّب بها الكافرين" الصوفية والوجه الآخر.


على الجانب الآخر يرى المعارضون أن السيد البدوي رجل شيعي أتي من مدينة فاس بالمغرب متسترًا خلف الصوفية ليجذب إلى مردين حوله ليعيد إحياء الدولة الفاطمية مرة أخرى ومنهم.


ما قاله الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر في مقال له نشرته مجلة السياسة الأسبوعية في الأعداد ٨٩،٩٠،٩٢ لسنة ١٩٢٧ جاء فيه: إنه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن «أحمد البدوي» كان صوفيا، ويثبت أنه كان علويا شيعيا، يهدف إلى إرجاع الملك العبيدي (الفاطمي) الشيعي المغالي، وأن «علي البدوي» والد «أحمد البدوي» كان أحد العلويين الشيعة الإسماعيلية وأنه نزح من المغرب إلى مكة، وكان «أحمد البدوي» وقتها لم يتجاوز السبع السنوات، وكان ذلك عام (٦٠٣هـ)، حيث عقد «مكة» بحثوا فيه كيف يعملون على إعادة الدولة الإسلامية علوية الشيعة مؤتمرا في وكانت بلاد المغرب وقتها مسرحا للنشاط الشيعي الباطني، أي شيعية باطنية المتستر بالتصوف، والذي يحاول إعادة الدولة العبيدية (الفاطمية).


وفي هجرة جماعية خرج الشيعة من أنحاء المغرب، متجهين إلى «مكة»، متسترين بالحج؛ وذلك ليبحثوا عن خطة جديدة لتحقيق أهدافهم التخريبية في العالم الإسلامي، وكانت دعوتهم الجديدة تتستر بستار التصوف والزهد، ولكنه كان تصوفا شيعيا مغاليا، كتصوف البدوي وإبراهيم الدسوقي وغيرهم من دعاة التصوف الشيعي المغالي. 


كما كان بعضهم يتستر بستار الفلسفة، كابن عربي، ومن قبله الحلاج، وغيرهما من القائلين بوحدة الوجود، وألوان أخرى من الانحرافات العقدية. وقد ساعد على نشر دعوتهم الباطنية الضالة انشغال الخلافة العباسية بالحروب الصليبية، وصدهم للغزو التتاري.


أيضا هناك ما قاله الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور المؤرخ المصري وأستاذ تاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب جامعة بيروت العربية وجامعة الإسكندرية، في كتبه «السيد البدوي»: «إن ثمة رأيا تواتر في المراجع يقول: إن أجداد (السيد البدوي) من العلويين الذين هاجروا من (الحجاز) إلى (فاس) بالمغرب أيام «الحجاج بن يوسف»؛ هربا من قسوته عليهم. وأخذ بهذه الرواية (الشعراني) و(علي باشا مبارك)، في حين أن مدينة فاس لم تبن إلا َ في أواخر القرن الثاني الهجري، أي بعد موت الحجاج بأكثر من مائة عام، كما أن كثيرا من أئمة الشيعة عاشوا وماتوا بالمدينة المنورة، وليس بعيدا عنها، مثل: (علي زين العابدين)، و(محمد الباقر)، و(جعفر الصادق) وغيرهم، فكيف يتفق هذا مع القول بأن اضطهاد (الحجاج) كان الدافع إلى هجرة العلويين؟» ويرى أن الرواية التي اعتمدوا عليها هي رواية ابن أزبك الصوفي، وهو من أوائل الذي رووا نسب البدوي، وحدد دخول أجداده فاس سنة ٧٣هـ،


وادعى بأن أهل فاس قد أحبوهم، واعتقدوا فيهم، وكذلك السلطان، ويتساءل الدكتور سعيد عاشور عن اسم هذا السلطان الذي كان في المغرب في هذا الوقت المبكر، فيّ حين أن لقب سلطان لم يستخدم إلا في القرن السابع الهجري. 


ويرى أيضا: أن الدافع الحقيقي لرحيل أسرة «السيد البدوي» من المغرب، ليس كما جاء في الرواية المتواترة التي تقول: «إن (عليا) أبو (السيد البدوي) رأى هاتفا في المنام يأمره بالرحيل إلى مكة، فأعلن بأنه ذاهب لأداء فريضة الحج».


ويضيف قائلا: «الحقيقة أنه قد ساد القرن السادس الهجري جوا من الاضطهاد للشيعة بالمغرب؛ مما جعلهم يتسللون إلى المشرق، وما زال والد (أحمد البدوي) يتحين الفرصة للخلاص، (٦٠٣هـ)؛ فتظاهر بالخروج للحج، وفي نيته عدم العودة.


على الجانب الآخر، رد الشيخ علاء الدين ماضي أبو العزائم، رئيس الاتحاد العالمي للصوفية، على من يزعمون أن السيد أحمد البدوي «شيعي رافضي» أتى إلى مصر لإحياء الدولة الفاطمية مرة أخرى، وعودة حكم الفاطميين.


وقال «أبو العزائم»: أتى السيد البدوي إلى مصر بعدما انتهت الدولة الفاطمية بسبعين عامًا ولا يمكن بعد كل هذه السنوات أن يعاد حكم ولى واندثر، كما هو الحالى بالنسبة للملكية في مصر، فهل يعقل أن يذهب أحد للملك أحمد فؤاد اليوم ويطالبه بعودته للحكم وتنصيبه ملكًا للبلاد مرة أخرى، هذا بخلاف أن توقيت حضور السيد البدوي إلى مصر كان هناك مذهب شيعية بالفعل ومنها الإسماعيلية وطرق البهرة والأغاخانية ولم يحضر أحد من أتباعهم أى مجلس للسيد البدوي طوال حياته فكيف يكون شيعًيا ولا يحضر شيعي واحد مجلسه، فتلك المزاعم يطلقها الإخوان وقادتهم لأن السيد البدوي حارب الصليبين على عكس الجماعة التي تربت في أحضانهم حتى اليوم، فهم يطلقون تلك الشائعات خوفًا من خروج أحد ويفعل ما فعل البدوي بأسيادهم.


واستكمل: جماعة الإخوان تعمل على هدم الدولة المصرية؛ تنفيذًا لأجندات خارجية، ففي السابق كانت مصر والسودان دولة واحد، ولكن فيما بعد انفصلت مصر عن السودان، وفي الماضي القريب انفصل جنوب السودان عن شمالها فكل ذلك يتم وفق مخطط صهيوني لتفتيت الدول العربية وفي جمعة السلفيين الشهيرة بجمعة «قندهار» كانت بأيديهم خرائط توزع لتفتيت دولة مصر إلى خمس دويلات.


وتابع الشيخ «علاء الدين»: للأسف ليس لدى الصوفيين أدلة حتى يردوا بقوة على تلك المزاعم التي يطلقها البعض للنيل من الأولياء.

 

أما عن كرامات السيد أحمد البدوي فرفض الشيخ علاء الدين أبي العزائم الرد عليها، وقال مقولة الإمام أبي العزائم: «الاستقامة خير من ألف كرامة»