رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس اتصالات شيخ الأزهر لإنهاء «فتنة السوبر» بين مرتضى منصور و«الخطيب»

شيخ الأزهر - أرشيفية
شيخ الأزهر - أرشيفية

دخلت المؤسسات الدينية الثلاث متمثلة في الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف على خط أزمة اشتعال الخلافات عقب مباراة القمة بـ«السوبر» بين الأهلى والزمالك، والتى أقيمت في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.


وتبنت المؤسسات الدينية مبادرات لوقف التعصب بين الجماهير، والعودة لمرحلة الوئام بين الفريقين، ففي مشيخة الأزهر، طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب القائمين على لجان الفتوى المختلفة بإصدار عدد من الفتاوى التى تحد من التعصب بين الجماهير وبيان خطورة ذلك على أمن البلاد، وسعي بعض الجهات الخارجية لاستغلال ذلك لإحداث فتنة بين المصريين.


كما طالب الطيب علماء الأزهر بالخروج بجميع وسائل الإعلام للتأكيد على تلك المبادئ، وفي هذا السياق كشفت مصادر داخل مشيخة الأزهر، عن استعداد الأزهر للقيام بمبادرة صلح بين الأهلى والزمالك، لوقف التراشق بين الطرفين، وأن شيخ الأزهر لا يمانع في دعوة مجلس إدارة الناديين (مرتضى منصور والخطيب) لعقد جلسة صلح فيما بينهما داخل مشيخة الأزهر الشريف.


على الجانب الآخر وفي إطار مشاركة الأزهر في وقف فتنة التعصب بين الجماهير عقب مباراة «السوبر»، حذّر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية من التعصب الرياضى مؤكدا أن آثاره السلبية تُهدد السِّلم المُجتمعي، وموضحا أن مع إباحة الإسلام الحنيف لممارسة الرياضة والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية؛ إلا أنه وضع ضوابطَ للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره؛ بما فى ذلك منافسه.. ليس هذا محل بسطها.


كما جعل مراعاة هذه الضوابط كاملة أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة المذكور؛ بحيث لو أُهدرت، أو أُهدر أحدُها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، أو الفتنة؛ ومن ثمّ الفرقة، وقطع أواصر الترابط فى المجتمع؛ كان ذلك مُسوّغًا للتحريم.


والمُتابع الجيد لمباريات كرة القدم وأحداثها مُؤخرًا يرى تعدِّيات صارخة على هذه الضوابط، تُهدر كثيرًا من مصالح الشرع المرعيّة، وتجلب العديد من المفاسد، لا إلى ساحة سلوك الفرد فقط؛ بل إلى ساحة أخلاق وسلوك المجتمع بأسره.


وقد ساء المركزَ ما لمسه عقب هذه المباريات من ممارسات سلوكية غير أخلاقية؛ سواء على الشّاشات التلفزيونية، أو على صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي؛ تضمنت إشارات بذيئة، وألفاظًا نابية، وأوصافًا مشينة، لا تتناسب مع تاريخ أمتنا وثقافتنا، أو حضارتنا؛ بل لا تعدو كونها انحرافات واضحة عن الطريق المستقيم، وحيدة عن أصالتنا وقِيمنا. الأمر الذى دفعه إلى تأكيد حرمة هذه السّلوكيات وما تضمنته من سخرية، أو تنابز بالألقاب، أو تعصب، أو سبٍّ، أو غيبة، أو عنف لفظى أو بدني؛ فأدلة الشرع على تحريم هذه السّلوكيات وأمثالها أكثر من أن تحصى.


وحذّر المركز من تكرار مشهد التعصب البغيض، مُناشدًا مسئولى منظومات الرياضة أن يواجهوا هذا التّعصب الرّياضى بوسائل توعويّة وعقابيّة تمنعه بالكلية.


وأهاب بالرياضيين أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائنا، ولجماهير لعبتهم، وأن ينكروا التصرف الخاطئ على من جاء به من أى فريق أو اتجاه، وأن يغرسوا فى النشء الانتماء الخالص للدين والوطن.


من ناحيته، قال الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر للفتوى، إن التحفيل بين جماهير الكرة حرام شرعا؛ فهو يشعل الفتن داخل المجتمع.


وأضاف «الحديدي» أن النبي نهى عن نِطاح الكِباش ومهارشة الديكة؛ إذ كانوا قديما يحضرون الأغنام لتناطح بعضها، كي يضحك الناس، إلى أن حرمها النبي- صلى الله عليهم وسلم- لأنها تبعث على الفتنة.وقال صلى الله عليه وسلم: "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، والمولى عز وجل قال "والفتنة أشد من القتل" و"الفتنة أكبر من القتل".


على الجانب الآخر دعت وزارة الأوقاف أئمة المساجد بعقد لقاءات جماهيرية مع المواطنين بالنوادى والمساجد ومن خلال القوافل الطبية، لحشد المواطنين نحو نبذ التعصب الرياضي، وأن ذلك نوعا من الفتنة، مؤكدًا على وجود جهات خارجية وخاصة جماعة الإخوان تعمل على زيادة هذا التعصب لإثارة الفتن ضد أمن مصر ما يزيد من العمليات الإرهابية.


في الوقت ذاته، دعت دار الإفتاء المسئولين في الرياضة المصرية بالعمل على خلق بيئة رياضية صحية، تدعو إلى نبذ العنف والتعصب الأعمى، مؤكدًا أن من يشارك في أي أعمال تدعو إلى التعصب بين الجماهير سوف يكون قد ترتكب إثمًا كبيرًا.